الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسطين تحتضن قبور بعض الأنبياء والصحابة وأضرحة الأئمة

فلسطين تحتضن قبور بعض الأنبياء والصحابة وأضرحة الأئمة
2 أكتوبر 2007 22:15
تمتلك فلسطين المحتلة عدداً كبيراً من المزارات الإسلامية السياحية، فقد كانت مهبط الديانات السماوية، علاوة على أنها منطقة جذب سياحي بالدرجة الأولى، بحكم الموقع المتميز الذي يعتبر قريبا من مصادر ورود السائحين في دول غربي أوروبا وبعض مناطق آسيا وأفريقيا، وذلك بالطبع إلى جانب كثرة مزاراتها السياحية المتنوعة والمميزات التي تملكها· وتتميز السياحة الدينية في فلسطين بأنها تضم مزارات مقدسة لأصحاب الرسالات الثلاث، ومما يؤكد مكانتها السياحية أنها المكان الذي عرج منه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى السموات السبع بعد أن أسرى به من مكة المكرمة إلى القدس فى رحلة الإسراء والمعراج، كما كانت القدس قبلة المسلمين الأولى، حيث تضم بين جنباتها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، ومسجد عمر بن الخطاب -رضى الله عنه· وتضم الأراضي الفلسطينية الكثير من المزارات الإسلامية السياحية مثل أضرحة الأئمة وأعلام الإسلام، وقبور الأنبياء والصحابة مثل مقام النبي موسى في أريحا، ومسجد بلال بن رباح بالقرب من بيت لحم، ومسجد هاشم في غزة، ومسجد النصر في نابلس الذي يضم أضرحة المجاهدين أثناء الحروب الصليبية، والعديد من المزارات للأولياء الصالحين مثل قبر يوسف ومزار عماد الدين، وبشر الحافي ورجال العمود· كما أن فلسطين تزخر بمعالم أخرى مثل: سيدنا الخليل، وزاوية الجعيدي، وأبوبكر الشبلي وغيرها· وفي هذا اليوم الكريم من أيام شهر رمضان العظيم نتوقف عند إعجاز هندسة قبة الصخرة كمزار سياحي إسلامي، لابد لكل مسلم أن يتطلع إلى زيارته وأن يفتخر به كمعلم إسلامي سياحي حضاري، فالجميع يعلم أن قبة الصخرة في فلسطين، ولكن أعدادا قليلة جداً شاهدتها، وأخرى لم تنتبه للإعجاز الهندسي في تصميمها· فنون العمارة الإسلامية يرجع بناء قبة الصخرة المشرفة إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان 65-86هـ/ 684- 705م، وذلك حسب النص المادي والموجود حتى يومنا الحاضر والذي يتمثل في النقش التذكاري المصنوع من الفسيفساء المذهبة بالخط الكوفي الأموي والواقع أعلى التثمينة الداخلية للقبة في الجهة الشرقية الجنوبية منها· ومما لاشك فيه أن السبب الأساسي في الإقدام على بناء هذه القبة يرجع إلى أهميتها الدينية بالنسبة للمسلمين لارتباطها بمعجزة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى أنها تعبر عن الأمن والاستقرار الذي شهدته الخلافة الأموية، والذي يشجع على استقطاب المسلمين للإقامة والزيارة ولتقديس الحج، بصفتها أولى القبلتين وثالث الحرمين· ويذكر أنه اشترك في بنائها صناع من العرب والروم والبيزنطيين بإشراف اثنين هما: رجاء بن حياة الكندي، أحد علماء الإسلام من بيسان، ويزيد بن سلام من القدس، وروعي في تصميم البناء وإنشائه قواعد كثيرة، منها أن تشكيل البناء الثماني والقبة فيه مركزية يمثل أسلوبا تشكيليا ومعماريا كان معروفا في الفن الإسلامي· واللافت للنظر أن تصميم وزخرفة قبة الصخرة تجذب انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى اعتبرت من روائع فن العمارة الإسلامية· هندسة دقيقة ومتناسقة تم تصميم قبة الصخرة على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة، حيث اعتمد المصمم في بنائها على ثلاث دوائر هندسية ترجمت بعناصر معمارية لتشكل فيما بعد هذا المزار والصرح الإسلامي العظيم، وتتكون القبة من ثلاثة عناصر جاءت محصلة تقاطع مربعين متساويين وهي: القبة التي تغطي الصخرة وتحيط بها، وتثنيتان داخلية وخارجية تحيطان بالقبة، نتج فيما بينهما رواق داخلي على شكل ثماني الأضلاع· فأما القبة التي جاءت بمثابة الدائرة المركزية التي تحيط بالصخرة فإنها تجلس على رقبة تقوم على أربع دعامات حجرية (عرض كل منها ثلاثة أمتار) واثني عشر عمودا مكسوة بالرخام المعرق، تحيط بالصخرة بشكل دائري ومنسق بحيث يتخلل كل دعامة حجرية ثلاثة أعمدة رخامية، وتتكون القبة من طبقتين خشبيتين داخلية وخارجية قد نصبتا على إطار خشبي يعلو رقبة القبة· كما زينت القبة من الداخل بالزخارف الجصية المذهبة، وأما من الخارج فقد صفحت بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب· زينت رقبة القبة من الداخل بالزخارف الفسيفسائية البديعة، كما فتح فيها ست عشرة نافذة لغرضي الإنارة والتهوية· بينما التثمينة الداخلية تحتوي على ثماني دعامات حجرية يتخللها بين كل دعامة وأخرى عمودان من الرخام تعلوها عقود نصف دائرية متصلة ببعضها البعض بواسطة جسور خشبية مزخرفة، حيث زينت هذه العقود بالزخارف الفسيفسائية المطلية بالذهب· وتتألف التثمينة الخارجية من ثماني واجهات حجرية، فتح في أربع منها المقابلة للجهات الأربع باب، كما فتحت من كل واجهة منها خمسة شبابيك، وقد كسيت الواجهات من الداخل بالبلاط الرخامي الأبيض· وكسي القسم السفلي للواجهات الخارجية بالبلاط الرخامي الأبيض والعلوي بالقيشاني· مزار مقدس والمؤكد أن المسلمين عبر العصور المختلفة اهتموا بالحفاظ على قبة الصخرة كمزار إسلامي سياحي، وخاصة بعدما كان يحدث بها من خراب جراء التأثيرات الطبيعية مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق· فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان أو حاكم عن ترميمها والحفاظ عليها· ومن هنا، فإن أي مسلم يعرف القيمة الحقيقية لقبة الصخرة كمعلم إسلامي سياحي، لابد وأن يتطلع إلى زيارتها والنظر إليها ليشبع عاطفة دينية إسلامية تسيطر على فؤاده· روعة فنية وجمالية توصف قبة الصخرة بأنها مبنى مثمن ذو قبة ذهبية، وتقع في وسط المسجد الأقصى إلى اليسار قليلا، وهي من أقدم وأعظم المزارات السياحية الإسلامية المتميزة، وسميت بهذا الاسم نسبة للصخرة المشرفة، وتمثل أقدم نموذج في العمارة العربية الإسلامية من جهة، ولما تحمله من روعة فنية وجمالية من جهة أخرى، حيث تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©