فريج أم خماس

دعاني صديق البارحة إلى الإفطار في مطعم لبناني.. وأنا من النوع الذي يقبل الدعوات كل الأوقات وفي أي مكان، وذهبنا عند الأذان· كانت كل الأماكن محجوزة والمكان يعج بالعائلات العربية والصحون خاوية على عروشها· كنت الوحيد الذي يرتدي زيا وطنيا لدرجة أنني شعرت بالحرج، فماذا يفعل واحد مثلي في مثل هذا المكان ومثل هذا الوقت· ويبدو أن من عادات وطقوس الشهر الفضيل لدى الإخوة العرب تناول طعام الإفطار خارج المنزل وبشكل عائلي· المهم أنني لم أهنأ لا بالطعام ولا بالشراب، وكل ما وجدته بعض الفواكه، وقطعة بطيخ حمراء لا يزيد حجمها عن كف اليد، كلفتنا أنا وصديقي مبلغا ماليا محترما· ولو عرفت لصنعت لها بروازا كأغلى قطعة بطيخ في العالم· وقلت لصديقي لو انك دعوتني على طبق هريس لا يكلف أكثر من عشرة دراهم كان أمتع وأهنأ لنا من هذا·· واقتنعت بعد هذه التجربة المريرة انه ليس هناك أفضل من تناول الطعام في المنزل بالرغم من كل إغراءات أكل المطاعم والفنادق والدعوات الخاصة والعامة·· غير أن الناس ترغب دائما في التغيير والتجريب· وهناك سبب إضافي يجعلني أرغب في تناول الإفطار في المنزل وهو أنني من معجبي مسلسل الفريج، وطوال الأسبوع كنت أستمع لشكاوى وانتقادات وتعليقات حول هذا المسلسل الذي يبقى بالرغم من انه كرتوني ممتعا ومضحكا ومسليا ويمثل المجتمع أفضل من بقية المسلسلات المحلية التي لا تعرف لها رأسا من ذيل· فهو يضعك في مواقف كوميدية تناقش قضايا اجتماعية في قالب مضحك وباللهجة المحلية·· الانتقادات تركزت على حلقتين من المسلسل أولاهما حلقة المعلمة فتكات بنت أم فتكات وكانت حلقة رائعة ''تفطس'' من الضحك لكن اعتبرها بعض المشاهدين إساءة لهم بطريقة أو بأخرى، مع أنني شاهدت فيلم عندليب الدقي لمحمد هنيدي وفيه من الإساءة لأهل الإمارات الشيء الكثير لمن يتوقف عند هذه الأمور غير أن الفيلم لم يلق أي انتقاد حول ذلك·· والحلقة الأخرى من مسلسل الفريج التي انهالت عليها الانتقادات حلقة أم خماس وهي تقوم بدور الإفتاء، وهذا واقع فأصحاب الفتاوى كثر لدرجة انك تجد أن الجميع يفتي بعلم وبغير علم فتشعر بأنك متخلف لأنك لا تقدم فتاوى مثلهم فتلهث لتلحق بركب المفتين·· ولست هنا للدفاع عن أبطال الفريج غير أنني معجب فقط·