الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بخل

بخل
2 أكتوبر 2007 22:30
قال العسكري: كنت أكتب لأبي أحمد بن ماذويه الأهوازي، وهو يومئذ عامل خوي أرذك والأنهار، وكان من أبخل من رأيت على شيء من المأكولات، وكان يحتبسني للأكل، فأجلس معه على الطعام، ولا آكل كثير شيء، فاحتبسني يوماً وعنده جماعة، فأكلوا وأكل، وجريت على عادتي في التنقير، وكان الطعام أرزة جدي مشوي ولونين، من أطرافه وسقطه، فلما فرغنا من ذلك أقبل غلامه وعلى يده طيفورية فيها الجدي، فأقبل هو علينا، فقال: أما أنا فقد شبعت فلم يبق فيّ فضل فما تقولون أنتم؟ فقلت: أما أنا فقد شبعت، فقالت الجماعة كقولي· قال: فنجعل الجدي لغد ونأكله مبرداً، فقلت: هذا هو الصواب· فقال: ما أظنكم إلا وفيكم فضلة للأكل، وإنما قلتم قد شبعتم مساعدة لي· فقلت: لا والله يا سيدي! ما في فضل، فقال للذي يليني: ما تقول؟ فقال: ما في فضل، فقال: لو كنت شبعان لحلفت كما حلف أبوعبدالله، فحلف الرجل أنه شبعان، فقال للآخر الذي إلى جانبه، فحلف، فلم يزل يستقري واحداً واحداً، ويحلف أنه شبعان، ومن لم يحلف قال له: لو كنت شبعان لحلفت، فيحلف الرجل، فلما استوثق من جماعتنا بالإيمان، وثلج صدره أنه لا حيلة لأحد منّا في الأكل، قال: أما أنا فقد تتبعت نفسي أكل شحم كلاه حاراً، فقلنا له: كل هناك الله· فقال: يا غلام، ضع الطيفورية، فتركت بين يديه، فأكل أكثر الجدي وحده، وأمر برفع باقيه وحفظه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©