الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما الذي حدث للمسلمين؟ (1)

ما الذي حدث للمسلمين؟ (1)
2 أكتوبر 2007 22:31
أين أمة الإسلام؟ كان ينبغي ان تكون في أعلى قمة الهرم، فهي تمتلك الكنز الذي لا تنتهي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد· ونحاول أن نتأمل في واقعة حدثت أيام عزة المسلمين وتفوقهم لنعلم مدى ابتعادنا عن مصدر عزتنا· إنها واقعة ''صاحب الحق'' وصاحب الحق رجل لا نعرف اسمه، كان في إحدى المعارك مع الفرس وقد عرف أن الغلول -وهو سرقة شيء من الغنائم- حرام، وأن كل ما وجد من مال فعليه أن يسلمه الى القائد، وكان القائد سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- وجاء الرجل وسلم علبة، هذه العلبة كانت فيها جوهرة التاج وهي أعلى جوهرة في الأرض، تاج كسرى، وما أدراك ما كسرى حينئذ؟ إيوان كسرى كان طوله أكثر من ثمانمائة متر تدخل من أوله فتأخذك الهيبة له فما لكم بتاجه الذي على رأسه وجوهرته؟ سلم الرجل الجوهرة الى خيمة القائد، فتح سعد هذه العلبة فوجد فيها تلك الجوهرة النفيسة وتعجب ان يكون أحد من البشر يرى هذا ولا يخفيه، فأمر بإحضار الرجل فجاء الرجل وهو يقبض على ثيابه بيديه، وتعجب سعد، المفترض ان يدخل فيسلم أو يصافح القائد، لكن الرجل كان منشغلاً بثيابه البالية عن مصافحة سعد فقال له سعد: أبيدك شيء؟ قال: لا، إنما أنا أستر عورتي، يخاف ان يترك ثيابه حتى لا تظهر عورته· فلماذا سلم هذا الرجل الفقير تلك الجوهرة الثمينة؟ لأنه كان يتذكر الله رب العالمين ويعلم ان فعله إنما هو جهاد في سبيله لا من أجل دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها ولا أرض يضمها الى أرضه ولا سلطان يتوخاه ويبتغيه، إنما هو الجهاد في سبيل الله الذي عرف انه ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت· به وبإخوانه النبلاء فتحت الأرض على مراد الله، لأنهم أخرجوا الدنيا من قلوبهم فما الذي حدث في زماننا؟ حدث أمران: الأول اننا قد تركنا الوحي والثاني اننا قد تركنا الآخرة· وبتركنا للوحي والآخرة دخلنا في متاهة، لا نعرف كيف نبدأ ولا كيف نسلك، ولا نعرف كيف نقوم الأفكار، ولا كيف ننتقد النظم، ولا كيف ننشئ المناهج، ولا كيف نربي أبناءنا، ولا كيف نتفاوض مع عدونا، ولا كيف نسيطر على حالنا ولا نعرف شيئاً مطلقاً· هل نجح أعداء أمتنا في جذبنا من الإيمان بالوحي الى شهوات الدنيا التي ملأت القلوب؟ فهل نحن فعلاً بدأنا بترك الوحي وما تضمنه، وتركنا الآخرة وما دعا الله إليه فيها؟ هل أصبحنا كفقراء اليهود فقدوا الدنيا والآخرة؟ هل صدق فينا قوله تعالى: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستورا) (الإسراء: 45)، هل نحن كمن قال الله فيهم: (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفوراً) (الإسراء: 46)· يبدو أننا في عزلة تامة عن القرآن الكريم، نسمع أصواتاً ولا ندرك أحكاماً، نسمع التلاوة ولكننا لم نجعلها هداية نهتدي بها، لم نجعله منهج حياة، لم نبدأ في بناء حضاراتنا من ذلك المنطلق البديع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©