الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوسع العسكري في أفريقيا

2 أكتوبر 2007 22:34
عندما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' إنشاء قيادة خاصة بأفريقيا داخل قواتها العسكرية في فبراير الماضي، انتاب القلق العديد من الدبلوماسيين الأفارقة· ولم يُخف بعضهم مخاوفه من أن تسير القوات الأميركية على خطى القوى الاستعمارية الأوروبية السابقة عبر التأسيس لحضور عسكري في القارة بدافع الرغبة في السيطرة على موارد أفريقيا الكبيرة· هذا الأسبوع، تبدأ ''أفريكوم'' -وهذا هو الاسم المعروفة به- العمل رسميا؛ أما الرجل الذي المتوقع أن يتولى شؤونها ويكون أول قائد لها، وهو الجنرال ''ويليام وورد'' وتنتظره مهمة توضيح ما الذي يعتزم الجيش الأميركي فعله بالتحديد في أفريقيا· وفي هذا الإطار، تقول ''تيريزا ويلن'' -نائبة مساعد وزير الدفاع المكلف بالشؤون الأفريقية-: ''لا يمكننا أن نلعب دائما دور الإطفائي، ولذلك، فعلى الأشخاص الآخرين أن يطوروا أقسام إطفاء خاصة بهم؛ وحينها يمكننا أن نساعدهم على تطوير قدراتهم''· ويعزى موقف أفريقيا المزدوج من حضور عسكري أميركي أكبر في القارة، وفي بعض الحالات رفضها الواضح له، إلى تاريخ مر وطويل من التدخلات الأجنبية في الماضي من قبل الجيوش الاستعمارية، فمنذ أن بدأت واشنطن تفهم الأهمية الاستراتيجية لافريقيا -في منع القاعدة من كسب موطئ قدم جديد لها في القارة، بالإضافة إلى الأهمية النفطية لها- أصبح قدوم قيادة خاصة بأفريقيا مسألة وقت لا غير· وقد سارع المخططون العسكريون الأميركيون إلى توضيح أن الأمر يتعلق فقط بـ''إعادة تنظيم''، وليس توسيعا للقوة العسكرية في أفريقيا· ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الإطار أن العمليات العسكرية الأميركية في أفريقيا، من قبيل عمليات النقل الجوي الإنسانية أو إجلاء المواطنين الأميركيين، كان يجري التنسيق بشأنها بين ثلاث قيادات منفصلة هي القيادة الأوروبية في ''شتوتجارت'' بألمانيا، والقيادة المركزية في ''تامبا بي'' بفلوريدا، وقيادة المحيط الهادي في ''هواي''· وحسب ويلن، إذا كانت أفريقيا تمثل بالنسبة للولايات المتحدة في الماضي ''نقطة قفز جيدة بالنسبة للعمليات في الشرق الأوسط''، ''فإننا اليوم نجد أنفسنا في عالم مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، حيث باتت أفريقيا تكتسي أهمية كبيرة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة''· ولئن كانت مجموعة من البلدان الإفريقية قد عبرت عن ترحيبها بالقيادة الافريقية الجديدة، فإن آخرين ينظرون إليها كتهديد وخطر؛ حيث صوتت ''مجموعة التنمية الافريقية الجنوبية''، التي تضم 14 بلدا عضوا، مؤخرا على رفضها، كتصريح وزير الدفاع الجنوب افريقي ''موسيوا ليكوتا'' -في أغسطس الماضي بعد المؤتمر، بقوله: ''أفريقيا مضطرة إلى تجنب حضور قوات أجنبية على ترابها، وخاصة إذا كان من شأن أي قدوم للجنود أن يؤثر على العلاقات بين البلدان الأفريقية''· وكذلك حال سفير ليبيا في جنوب أفريقيا عبدالله الزبيدي الذي حذر بقوله: ''كيف يمكن للولايات المتحدة أن تقسم العالم إلى قيادات عسكرية تابعة لها؟ أليس ذلك من اختصاص الأمم المتحدة؟ وماذا سيحدث في حال قررت الصين أيضا إنشاء قيادة لها أيضا خاصة بأفريقيا؟ أليس من شأن ذلك أن يؤدي إلى صراع على القارة الأفريقية؟'' وتوضح ''ويلن'' أنه لا توجد أي مخططات حاليا لبناء قواعد عسكرية جديدة، عدا التجريدة الحالية التي يبلغ قوامها 1500 جندي أميركي بقاعدة ''ليمونيي'' الفرنسية في ''جيبوتي''، إذ تقول: ''الأمر يتعلق بإعادة تنظيم أنفسنا؛ إننا ننظر إلى كيفية العمل حتى يكون لدينا مقر واحد مختص في أفريقيا، بدلا من ثلاثة''، مضيفا إلى أمل بلادها في تطوير ''القدرات المحلية'' من خلال التدريبات المشتركة، والشراكات التي يتدرب في إطارها جيوشَ عدد من بلدان أفريقيا على طرق محاربة التمرد· تقول ويلن: ''إن وزارة الدفاع تستطيع أن تساهم بشكل أكبر في بناء وتطوير قدرة وطنية محلية قبل أن تتحول المشاكل الصغيرة إلى أزمات، وتتحول الأزمات إلى كوارث''· مراسل كريستيان ساينس مونيتور في جوهانسبورغ، جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©