الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصغر رسامة كاريكاتير في مصر تبيع لوحاتها لصالح مرضى «الجلد الفقاعي»

أصغر رسامة كاريكاتير في مصر تبيع لوحاتها لصالح مرضى «الجلد الفقاعي»
21 ابريل 2009 02:19
تمتلك ياسمين السمرة براءة الأطفال وثقة الكبار فأصبحت أصغر رسامة كاريكاتير في مصر وتم عرض رسومها «العفوية» في معرضين فنيين أحدهما افتتحه رسام الكاريكاتير الشهير مصطفى حسين والذي أثنى على رسوم ياسمين وطالب أسرتها بعدم التدخل فيما ترسم وتوقع لها مستقبلا كبيرا. ياسمين التي تجاوزت آلام مرض «الجلد الفقاعي» تقدم رسوماتها لاسعاد الأطفال وتخصص عائد بيع اللوحات للأطفال المصابين بالمرض الذي عانت منه. ومرض الجلد الفقاعي، وفق معلومات منشورة على شبكة الإنترنت، مرض وراثي نادر يتميز بجلد هشّ، يؤدي إلى حدوث فقاقيع مائيّة متكررة ومُؤلمة، تؤدي إلى حدوث جروح وقروح إذا ما انفقأت هذه الفقاقيع. وفي بعض أشكال المرض، تحدث ندبات على الجلد نتيجة تكرر تقرح الجلد والتئام الجرح عن طريق التليف. ولا تنحصر الإصابة في الجلد فقط بل قد تتعداه إلى إصابة الأظافر والجهاز الهضمي والجهاز البولي والقرنية والجهاز العضلي في بعض الأنواع. وبشكل عام تكثر الالتهابات الجلدية وغير الجلدية خاصة في الأشهر الأولى من العمر وقد تكون الالتهابات شديدة لدرجة أن بعض هؤلاء الأطفال قد يتوفون نتيجة لتسمم الدم عند وصول الجراثيم إلى الدم. لكن ياسمين انتصرت على المرض وأبدعت رسوما معبرة وتزينها بألوان مشرقة، وفي رسوماتها ينتشر البنات والأولاد والرجال والنساء وتقدم في كل رسمة بورتريها كاريكاتوريا يبين نظرتها للأشخاص الذين ترسمهم من وحي الذاكرة فهي نادرا ما تستعين بصور ولا ترسم أشخاصا بعينهم حتى لا تغضب أحدا. بدأت حكاية الرسم مع ياسمين منذ أن كان عمرها سبعة أعوام حيث اكتشف والدها طبيب العيون عمرو السمرة ووالدتها هناء السادات أن رسوماتها مميزة وشجعاها على الاستمرار بلا تدخل منهما، وكانت وقتها ترسم أطفالا ومراكب، وعندما أصبح عمرها تسعة أعوام تحسنت رسوماتها وخطوطها وقدمت رسوما كاريكاتورية عفوية لأولاد وبنات وقررت والدتها أن تشجعها أكثر بتقديم معرض فني لها يضم الرسوم التي أنجزتها واستضافت «ساقية الصاوي» أول معرض للصغيرة وهذا العام قدمت في نفس المكان معرضها الثاني الذي ضم أكثر من 50 لوحة أبطالها من الاطفال والنساء. وتقول ياسمين البالغة من العمر أحد عشر عاما إنها تحب الرسم منذ أن كانت في السابعة من عمرها حيث جذبتها الألوان والأوراق ولم تكن تتصور أن الأمور ستتطور وستقوم بعرض أعمالها في معرض فني يراه عدد كبير من الناس، مؤكدة سعادتها بافتتاح مصطفى حسين أشهر رسامي الكاريكاتير في مصر لمعرضها الأول وتشجيعه لها بأن تستمر في الرسم وتواصل عرض رسومها بلا خوف. وتقول ياسمين إن رسومات معرضها الثاني أفضل من الأول بشهادة الذين زاروا المعرض خاصة أنها ركزت على وجوه الأطفال والنساء والرجال بشكل كاريكاتيري وكل أعمالها من ذاكرتها وخيالها لدرجة انها تبدأ الرسم ولا تعرف ما إذا كان لرجل أو سيدة وفي نهاية العمل يكون الهدف واضحا وهي تفضل الوجوه لإنها قادرة على التغيير فيها. وتضيف أنها تفضل رسم البنات والنساء أكثر من الرجال والأولاد فهن يمنحنها حرية في التلوين. وتقول ياسمين إنها لم تكن تفكر في بيع والرسومات التي تبدعها لأنها تحب لوحاتها وتعتبرها ملكا لها ولكن والدتها اقترحت عليها أن تبيع لوحاتها وتضع رسومها على الروزنامات والتيشرتات وأعجبتها الفكرة ونفذتها وفوجئت بأن اللوحات تجد إقبالا واسعا من الكبار والصغار ولكنها فضلت ألا تبيع كل اللوحات وأن تحتفظ بالرسوم القريبة من قلبها مثل رسمة البنت ذات الضفائر والتي وضعتها في غرفتها الخاصة كما أن عائد البيع يذهب إلى مرضى الجلد الفقاعي بمستشفى قصر العيني وهو ما يجعلها تساهم برسومها في عمل الخير لأطفال مثلها يعانون نفس المرض. وتؤكد ياسمين أن نجاح أعمالها جعلها مصممة على أن تستمر في إقامة المعارض حتى تسعد الأطفال وهي تحب الرسم ولكنها لا تعرف ما اذا كانت ستصبح فنانة ورسامة للكاريكاتير عندما تكبر ام لا وربما تصبح طبيبة وتمارس الرسم كهواية وهي تحرص على زيارة المعارض الفنية التشكيلية للفنانين الكبار ولكن حبها يبقى للرسوم الكاريكاتورية. وتقول إن أكثر فنان تحب أعماله هو مصطفى حسين الذي نصح والدتها وابيها بألا يتدخلا في رسوماتها لمدة 4 أعوام على الأقل لترسم على سجيتها حتى تخرج كل ما بداخلها من أفكار عفوية تناسب عمرها خاصة أنها لا ترسم من صور أو تنقل مناظر امامها وكل أعمالها مستوحاة من خيالها وذاكرتها وأفلام الكارتون التي تعشقها والقصص المصورة أيضا. وتقول ياسمين إنها ترسم كلما وجدت رغبة ولا ترسم عندما يكون مزاجها متعكرا أو عندها مذاكرة كثيرة فهي تدرس بالمدرسة الألمانية والدراسة فيها صعبة وتحتاج لمذاكرة كثيرة ولهذا فإنها توزع وقتها بين المذاكرة والرسم، وأحيانا ترسم رسمة ولا تنتهي منها إلا بعد فترة طويلة واكثر الاوقات التي ترسم فيها خلال الإجازة الصيفية حيث لا توجد مذاكرة ويكون لديها وقت كاف للرسم وممارسة هواياتها الاخرى كالغناء والرقص ومطالعة الانترنت وألعاب الكمبيوتر. وتؤكد ياسمين أنها ترسم كل أعمالها بالألوان الفلوماستر والألوان الخشبية، وكل رسمة تختار لها الألوان الخاصة بها ولا تفضل الألوان المائية لأنها صعبة عليها وتحب أن تزين رسومها بالألوان المفرحة كالوردي والأحمر والأصفر والبرتقالي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©