انطلاق القطار الأخير لفك لغز مقتل ديانا

بعد مرور عشر سنوات على مصرع الأميرة ديانا في حادث سيارة بباريس، ستتم إعادة فحص الملابسات التي أدت إلى وقوع الحادث والكم الهائل من نظريات المؤامرة التي ثارت حوله، وذلك في إحدى ساحات المحاكم الملكية في لندن· ويمكن القول إن هذا التحقيق الرسمي البريطاني في حادث مقتل ديانا ودودي الفايد في 31 أغسطس عام 1997 يتسم بكل عوامل الإثارة، حيث سيطلب من هيئة المحلفين المكونة من 11 شخصاً من عامة الناس إصدار رأي بشأن الوقائع المطروحة عليهم والتحقق من مدى صحة الادعاء القائل إن الاثنين كانا ضحايا ''مؤامرة قتل''· ومن المقرر أن يحضر التحقيق الذي يجري في مبنى ملحق مؤقت بالمحكمة نحو 300 من عامة الناس والصحفيين من شتى أنحاء العالم، إضافة إلى نحو 70 شاهداً من بينهم على الأرجح عدد من أفراد العائلة الملكية· وقبيل الافتتاح المقرر للجلسة أمس قال اللورد سكوت بيكر الذي يرأس التحقيق لأعضاء هيئة المحلفين ''السيدات والسادة، لقد تمت دعوتكم للقيام بمهتمكم كمحلفين في قضية ليست كسائر القضايا العادية··''· وأردف بيكر يقول لهيئة المحلفين ''لقد أثار موت هذين الشخصين اهتماماً في العالم بأسره على نطاق غير مسبوق· فقد لاكت الألسن وكتبت الأقلام ملايين الكلمات، وعليكم حذف أي شيء من أذهانكم قد تكونوا قد سمعتوه خارج المحكمة''· وأوضح ''لن يكون الأمر سهلاً في هذه القضية بالذات، لكن ستتعين عليكم المحاولة''· ويعد الأمر الذي أصدره بيكر بوجوب أن ترافق قوة حراسة من الشرطة أعضاء هيئة المحلفين في ذهابهم وعودتهم من المحكمة ''لكيلا تتم مضايقتهم'' أثناء التحقيق بمثابة تأكيد دامغ لمدى أهمية الدور الذي يقومون به في حسم قضية ديانا ''مرة واحدة وإلى الأبد''· ويوم تلو اليوم على مدى ما لايقل عن ستة أشهر سيتم وضع الوقائع الخاصة بالقضية أمام المحلفين، وكذلك التفاصيل والادعاءات المتعلقة بالحادث المميت· وفي إطار التحقيق سيكلف المحلفون بالقيام برحلة إلى باريس لتفقد مسرح الحادث في نفق ''ألما'' في باريس· ولا شك أن بعد تأجيل التحقيق مرات عديدة والاعتراضات والتشاحن القانوني، إضافة إلى الرفض القاطع تقريباً من جانب العائلة الملكية إقحام عامة الشعب في الحكم على قضية ديانا، فإن حقيقة أن تحقيقاً علنيا في سبيله للإجراء الآن يعد انتصاراً لمحمد الفايد، والد دودي، في حملته التي قام بها دون كلل أو ملل لكي ''يصل إلى الحقيقة''· يذكر أن المحامين الموكلين عن الفايد قد تقدموا بطلب لدعوة أفراد العائلة الملكية كشهود في القضية من بينهم الأمير فيليب والأمير تشارلز الزوج السابق لديانا· ولم يدع الفايد ثمة شك في أنه ينوي تحويل التحقيق إلى نوع من المحاكمة معلناً أن الأمر متروك ''لمواطني هذا البلد لكي يكتشفوا الحقيقة''· وسيتطرق التحقيق بالتفصيل إلى الأشهر الأخيرة من حياة ديانا وسيسلط الضوء على أسئلة كثيرة قد تسببت في الاعتقاد في نظريات المؤامرة· هذا يشمل التوصل إلى إجابة بشأن ما تردد عن أن ديانا كانت حاملاً أثناء موتها ومإذا كانت على وشك إعلان خطوبتها على دودي ·