السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاس تحلق في الروحانيات على جناح مهرجانين عالميين للموسيقى

فاس تحلق في الروحانيات على جناح مهرجانين عالميين للموسيقى
21 ابريل 2009 02:20
تنظم مدينة فاس مهرجانين عالميين للموسيقى الصوفية والروحية، وتضطلع التظاهرتين بدور رئيسي في تنشيط الحقل الثقافي عربيا ودوليا في مجال الموسيقى العريقة، من خلال رسالة تهدف إلى تقارب الشعوب والديانات. وينظم المهرجان الأول وهو مهرجان فاس للثقافة الصوفية ما بين 18 و25 أبريل الجاري، في دورته الثالثة تحت شعار «ثقافات التصوف». وسيحاول المهرجان أن يحقق بكل تواضع وعلى المنوال نفسه نموذجا أساسيا لبقاء البشرية وتوجها خالصا باتجاه تنمية نوعية قائمة على مبدأ التكافل. كما أنه يسعى إلى فتح بعض السبل، على صعيد الثقافة الإسلامية ومن ثم على الصعيد العالمي، باتجاه «سياسة التهذيب الحضاري». إلى ذلك، يعتبر رئيس المهرجان فوزي الصقلي أن «التصوف هو سبيل الإرشاد والترقي الروحيين، وهو جزء لا يتجزأ من التقاليد الإسلامية، كما أنه خير معبر عن الثقافة الإسلامية، ويجوز القول إنه المبدأ الأساسي، الذي تقوم عليه الحضارة الإسلامية. وبهذا المعنى، فإن التصوف هو قبل كل شيء تجربة روحية وذوق أو نكهة شخصية ظلت على امتداد التاريخ هي المعين، الذي لا ينضب لكل إبداع فكري وشعري وأدبي وفني، وبكيفية أعم هو مصدر إنتاجية مجتمعية خصبة فريدة من نوعها، رغم أنه لم يجر استكشافها بعد على الوجه الأكمل». ويوضح أن هذه الصلة القائمة بين التجربة الروحية وتنوع تلاوين تعبيراتها الثقافية والاجتماعية هي ما يسعى المهرجان إلى إبرازه، مذكرا بأن الغناء والفن، والأدب الصوفي المعبر عنه باللغات والأنماط الثقافية المتداولة بين الشعوب تقضي بضرورة تجاوز الحدود الشخصية أو الجماعية لإدراك المعنى الأسمى والكوني للمحبة والتعارف والتكافل. ويشير إلى أن «المهرجان يسمح بإنتاج ثقافة حية تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة، لكن هدفها النهائي هو أن تصبح تعبيرا حقيقيا عن القيم الكونية، فهي ترشد وتنشر، في كل زمان ومكان، الطريقة التي يتحقق بها التقارب، على أعلى مستوى، بين إنجازاتنا البشرية، فردية كانت أو اجتماعية». ووضع منظمو المهرجان برامج متنوعة تنسجم مع روح المهرجان، وتشكل امتدادا للدورات السابقة، مع الحرص على التجديد والابتكار، فالبرنامج مكون من شقين، شق موسيقي غنائي مسائي وشق يتضمن ورش عمل وندوات. وعلى هامش المهرجان، سيعقد مؤتمر حول الصوفية والتغيير. وستحمل الندوة الثالثة عنوان «أبعاد الجسد والروح» إضافة إلى العديد من الندوات حول «الرياضة والقيم الروحية»، و»التصوف والإصلاح»، و»الجسد والروحانية»، و»تعاسة وبؤس الديموقراطية»، و»ما بعد من العولمة.. الدرب الكوني». وفي الجانب الفني يحفل برنامج المهرجان بأسماء شهيرة في فضاء التعبير الصوفي حيث سيقدم العديد من نجوم الفن الروحي، وفي مقدمتهم الفنان السوري صباح فخري، الذي سيختتم فعاليات الدورة الثالثة، والمنشد الصوفي الكونكولي عبدالمالك حفلات ضمن فعاليات الدورة الثالثة. ويشترك كل من محمد ثروت من مصر وسعد تمسماني من المغرب وعمر سرميني من سوريا بحفل «سماع من المشرق والمغرب». ويحيي منعم عدوان من غزة حفلا موسيقيا بعنوان «حدائق الروح» بمشاركة فرق الطريقة الصقلية من المغرب، فيما يحيي عبدالمالك من الكونغو وعلي علوي من المغرب حفل ملتقى السلام، ويتبع الحفل الذي يقام حول الغناء التيجاني بمشاركة داوودة دياي مؤتمر حول الثقافة الروحية في افريقيا بمشاركة باحثين مختصين في المجال. ويختتم المهرجان في 25 ابريل بحفل في ذكرى الشعراء الصوفيين بالأندلس تقدمه عبير نصراوي وخالد بن يحيى من تونس وادواردو باياغا من اسبانيا، ويلي الاحتفال حفل سماع مغربي وموسيقى الدراويش مع مجموعة «طيبة» بمشاركة الفنان السوري الكبير صباح فخري. أما المهرجان الثاني الذي يعتبر المهرجان الأشهر عربيا وعالميا في الموسيقى الروحية فهو مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية الذي تنظم دورته الخامسة عشرة ما بين 29 مايو الى 6 يونيو المقبلين، تحت شعار «شجرة الحياة» بمشاركة مطربين عالميين وفرق الموسيقى الدينية والروحية، وستكون القضية الفلسطينية حاضرة بقوة خلال هذه الدورة بتكريم الشاعر الكبير محمود درويش في حفل ضخم يحييه الفنان مرسيل خليفة وفرقة الميادين. ويحيي حفلات مهرجان الموسيقى الروحية عدد من أشهر الفنانين العالميين أمثال سامي يوسف والأميركية مروى رايث، وستقدم المهرجان حفلات مشتركة لعدد من الفنانين أهمها حفل «أوتار وأرواح» الذي سيجمع العازف الشهير ديديي لوك وود بالمطربة المغربية إحسان الرميقي، وآخر بعنوان «ميلوس أناشيد من المتوسط» حيث تلتقي طبول الفنان الايراني كيفان شيميراني مع أغان من اليونان والمغرب وإسبانيا. ويتميز مهرجان فاس بعروض فنية للجذبة السماوية مع الدراويش الدوارين، وستقدم الفنانة الهندية شانطالا شيفالانابا عروضا راقصة خلال الدورة القادمة، كما ستقدم المبدعة التركية زيا عزازي عرضها الكورغرافي حيث تعيد صياغة دوران الدراويش العتيق بطريقة عصرية، فيما ستقدم الفنانة لورينا ماك كينيت حفلا مميزا بالأغاني الأسطورية المستوحاة من ثقافة العالم السلتي.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©