معهد كاثوليكي يدرب أئمة باريس

تتوحد جهود مسجد باريس الكبير والمعهد الكاثوليكي في العاصمة الفرنسية لتوفير التعليم الجامعي لأئمة المساجد لتقوية التيار الديني المعتدل والمساعدة على دمج الائمة المسلمين الذين ولدوا في الخارج في المجتمع الفرنسي· ويقول مسؤولون من الجانبين إن المعهد الكاثوليكي في باريس، وهو معهد خاص، سيقدم منهجاً دراسياً على فصلين دراسيين في السياسة الفرنسية والقانون الفرنسي والعلمانية في يناير المقبل لكل من يطمح لان يصبح إماماً من طلبة المعهد الديني في المسجد الكبير· وحاولت فرنسا منذ عقود دعم تدريب أئمة المساجد· ورفضت جامعة السوربون والجامعة العامة في باريس تولي مهمة التدريس للأئمة لانهما وجدا فيها انتهاكا قانونيا للفصل بين الكنيسة والدولة· وصرح فرانسوا مابيل عميد المعهد الكاثوليكي بأن أساتذة من كلية العلوم الاجتماعية والاقتصادية هم الذين سيقومون بتدريس المنهج الذي لن يتطرق إلى أي مواد دينية· وقال ''لا نشعر بأننا مطالبون بتدريب الأئمة دينياً فهذه مسؤولية المسجد الكبير· الطلبة سيدرسون منهجاً في العلوم السياسية عن الديمقراطية وحقوق الانسان والجمهورية الفرنسية''· وأكد دليل أبوبكر امام المسجد الكبير أن الاجتماع الذي عقد السبت الماضي وحضره نحو 110 طلاب في المعهد الديني بالمسجد الكبير أيد بالإجماع خطة الربط بين جهود المسجد والمعهد الكاثوليكي· وقال ''هذا تحديث مهم في التعليم الاسلامي هنا· ويقدر الطلبة عدم تضمين المنهج اي تعليم ديني بل يقتصر فقط على العلوم الاجتماعية''· ويعيش في فرنسا خمسة ملايين مسلم يشكلون أكبر أقلية مسلمة في اوروبا وطالبت فرنسا منذ فترة طويلة بتدريب الائمة المقيمين فيها في محاولة لدمج ثاني أكبر طائفة دينية في المجتمع وتحصينها ضد التشدد القادم من الخارج· وهناك نحو 1200 إمام في فرنسا يؤمون الناس في الصلاة ويقدمون النصح للمؤمنين في شؤون الدين والدنيا دون تدريب رسمي· ولا يحمل ثلاثة ارباع هذا العدد الجنسية الفرنسية بل ان ثلثهم لا يتحدث الفرنسية·