الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطنون ينجحون في استنبات 10 أنواع من الحبوب للاستهلاك الآدمي

مواطنون ينجحون في استنبات 10 أنواع من الحبوب للاستهلاك الآدمي
10 فبراير 2013 13:34
تخطوا مراحل التجريب ورسوا على بر الأمان، بعد اختبارهم تجربة استنبات الشعير على مر عدة سنوات ونجاحهم في خلق بيئة ملائمة لزراعته، حيث تمكنوا من استنبات ثلاثة أطنان من الشعير يوميا تصلح للاستهلاك الحيواني، انصب تفكير الباحثين أصحاب المشروع سيف الشامسي، وجلال البادي، وعلي البلوشي، على استنبات مجموعة من الحبوب الأخرى التي تصلح للاستهلاك الآدمي، ونجحوا في استنبات عشرة أنواع جديدة. نظرا للطلب المتزايد على الحبوب المستنبتة التي تصلح للاستهلاك الآدمي جهزت مجموعة العمل المكونة من الباحثين سيف الشامسي، وجلال البادي، وعلي البلوشي، غرفة للاستنبات متنقلة تشارك في المعارض ذات الاهتمام، وتقرب الناس من فكرة المشروع وطريقة استنبات الحبوب في هذه الوحدة التي لا تتجاوز مساحتها 8 أمتار مربعة، ومن الحبوب التي تم استنباتها إلى اليوم بالإضافة للشعير: الحلبة، والذرة، والماش (اللوبيا)، والفول، والحمص والقمح، مؤكدين أن المشروع سيخلق فارقا في مجال استنبات الحبوب رغم بعض التحديات التي تواجهه. استثمار النجاح بالنسبة لاستنبات الحبوب الأخرى، يقول البادي “بعد تجربتنا الأولى في استنبات الشعير التي حققت نجاحا واختبرناها من خلالها قدراتنا على إنتاج الحبوب المستنبتة، بات طلب الناس على الوحدات الصغيرة “غرف استنبات صغيرة” بحيث أصبح أصحاب المزارع الصغيرة، والذين يتوافرون مثلا على 50 رأسا من الأغنام أو أعداد من الأبقار يطلبون تصنيع وحدات صغيرة، وذلك لاستنبات الشعير في ضيعاتهم، بالإضافة إلى ذلك فإننا فكرنا في استنبات الحبوب التي تصلح للاستهلاك الآدمي، وهذه تلزمها بيئة مختلفة عن استنبات الشعير ما دفعنا للبحث عن آلية جديدة لاستنابتها، وكان ذلك ناجحا داخل هذه الوحدات التي لا تتجاوز مساحتها 8 أمتار مربعة، وسمحت لنا هذه الوحدات للوصول إلى الجمهور وتقريب أفكارنا إليه من خلال المشاركة في المعارض، وكانت أول مشاركة لنا هي في المهرجان الإماراتي الأول لنوادر الأغنام، والذي أقيم في قرية التراث بنادي الهواة في العين، حيث شاركنا بأصغر وحدة استنبات متنقلة في الإمارات، مساحتها 8 أمتار مربعة، وتستوعب 200 صينية تحمل كل صينية من 700 إلى 800 جرام من الحبوب المنقوعة، وتنتج من 4 إلى 5 كيلو جرامات من الحبوب المستنبتة، بحسب جودة البذور، وتختلف مدة استنبات كل نوع، فمثلا الفول والحمص واللوبيا (الماش) تحتاج 10 أيام، بينما تستغرق مدة استنبات الحلبة والقمح والشعير تستغرق 7 أيام”. يقول البادي إن الدراسات والأبحاث باتت تحبذ الرجوع للطبيعة لما لها من فائدة على الصحة البدنية، موضحا أن البديل يكمن في التعاطي مع الحبوب والبقوليات الطبيعية وإدخالها في المطبخ بدل الاعتماد على الأكل المصنع. ويضيف “سبق أن تخلى الناس عن الحبوب بأنواعها وأقبلوا على الدقيق الأبيض، وأصبحنا اليوم نحتاج إلى رجوع كبير للبقوليات إذ ينصح الخبراء بالرجوع للطبيعة، كما أصبحنا نلاحظ في المخابز الكبرى تزيين الخبز بمجموعة مختلفة من الحبوب، وهذا دليل على أهميتها الصحية ومنفعتها، لهذا فكرنا في استنبات الحبوب للاستهلاك الآدمي، بعد التأكد من فائدة ذلك بناء على دراسات وبحوث، حيث ذكر في كثير من التقارير أن أي بذور مستنبتة في يومها العاشر تكون فائدتها 10 أضعاف فائدة البذرة الجافة التي يتم تناولها، فالجافة تتعامل معها المعدة، لكن لا تتم الاستفادة من كل مكوناتها، بينما المستنبتة كلها فوائد وهي مستساغة أكثر، وبالتالي فإن هذه الحبوب المستنبتة يمكن إضافتها للطعام”. مواجهة التحديات بالنسبة للحبوب المستنبتة وما تحتويه من بروتينات، يقول البادي، الذي عمل على تحليلها في المختبر وحصل على هذه النتائج “الحلبة هي سيدة النباتات المستنبتة وهي الأكثر من حيث عدد البروتينات حيث تصل إلى 33، بينما يصل عدد بروتينات الشعير إلى 9، أما الذرة فهي الأخف من حيث احتوائها على البروتينات حيث لا تزيد على 7 أما القمح فبروتيناته 13 بروتينا، والحمص 20، واللوبيا 25”. ويواجه مشروع استنبات الحبوب مجموعة من المشاكل، والتحدي الأكبر يكمن في جودة البذور، وفق البادي، الذي يوضح “نواجه مشكلة الحصول على حبوب جيدة، فهناك البذور القديمة والمستوردة وهي قليلة الجودة، إذ يتم قتل أجنتها للحفاظ على شكلها، وتحسبا لمسافة الطريق التي ستقطعها، بخلاف الحبوب المحلية فهي ذات جودة عالية جدا، والفرق شاسع بينها وبين المستوردة”. ويضيف “لاحظنا أن الحب المستورد المستنبت منذ أربعة أيام يساوي جودة الحب المحلي المستنبت منذ يومين فقط وهنا يظهر الفرق، كما أن التحديات تكمن في ضرورة السيطرة على التقنيات، بحيث نتطلع أن تصبح أوتوماتيكية، لتكون هناك سيطرة أوتوماتيكية بالكامل للحصول على استنبات صحيح، ويجب أن يكون هناك نظام ري أوتوماتيكي صحيح، ونظام تهوية أوتوماتيكية، ونظام التكييف أوتوماتيكي، بحيث يجب دمج كل هذه المكونات مع بعضها البعض، وهذا يشكل بالنسبة لنا امتحانا، وإذا توافرت كل هذه التقنيات والخبرة فإنه يمكن استنبات الشعير والحبوب في كل مكان وزمان، وبالتالي سنتمكن من إنتاج أعلاف على مدار السنة، وحبوب للاستهلاك الآدمي على مدار العام أي أن الاستنبات بات مستداما”. المنافسة عالميا بعد أن استمرت أبحاث أعضاء المشروع سنوات عدة، رأى مشروعهم النور بعد أن تأكدوا أن باستطاعته المنافسة عالميا نظرا لما يحمله من مواصفات دقيقة عن استنبات الشعير كعلف للحيوانات، واختار أعضاء المشروع عملية استنبات الشعير لما لها من مردود عال في تأمين أعلاف الحيوانات وإنتاجها محليا دون الحاجة لاستيرادها من الخارج بتكلفة قليلة، موضحين أنها عملية اقتصادية مفيدة، حيث تحول كيلو واحد من حبوب الشعير إلى ستة كيلو جرامات من المنتج الأخضر المفعم بالمواد المفيدة والغنية بالبروتين والكالسيوم لعلف المواشي والخيول، والأغنام والأبقار، خلال 7 أيام في بيئة تتوافر بها مجموعة من المعطيات التي تساعد على تحقيق هذا المردود، بحيث تنتج مساحة بسيطة كميات هائلة من هذا المنتج مما يصنفه ضمن المنتجات الاقتصادية التي يمكن اعتمادها في الدولة، بعد أن تحقق لهم النجاح في هذا المشروع وذاع صيته في المنطقة بات التفكير في استنبات مجموعة من الحبوب للاستهلاك الآدمي خطوة أخرى لتوسيع المشروع وجعله شاملا، إلى ذلك، يقول البادي “بدأت تجارب كيفية استنبات الشعير داخل غرفة صغيرة في المزرعة، منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكان يشغلنا خلال تلك الفترة حلم توفير العلف بجودة عالية وبتكلفة قليلة، ما يعمل على إيجاد ثروة حيوانية منافسة في السوق، إذ يعتبر الشعير من أنواع الحبوب الكاملة، حيث يمكن الاعتماد عليه كلياً سواء بالنسبة للحيوان أو الإنسان، وأصبح يوصى به عالميا، وتدعو أبحاث ودراسات على الرجوع إليه نظرا لمقاومته لأنواع من السرطانات وغناه بالمواد الضرورية للجسم، بالإضافة إلى أن تكلفته قليلة، فالكيلو الجاف يقدر بدرهم ونصف الدرهم بينما سعر الكيلو الواحد من الشعير المستنبت لا يتجاوز 80 فلساً”. وفيما يخص عملية الاستنبات، يشرح البادي أنها عبارة عن عملية ري للبذور في درجة حرارة معينة ورطوبة مناسبة لإنبات البذرة في 7 أيام، موضحاً أن هذه العملية تسبقها عملية تنظيف الشعير من الأحجار والشوائب، والأشياء التي لا تصلح للاستنبات، ثم نقعها في الماء خارج القوالب أو الصواني المخصصة للاستنبات، وتستغرق عملية النقع من ساعتين إلى 5 ساعات في بيئة الغرفة المخصصة للاستنبات، مؤكداً أن أهم عنصر في عملية النقع عدم موت الجنين في البذرة، إذا تعرضت للشمس. ويضيف أنه لا يمكن استنباتها أحياناً إذا كانت معالجة كيماوياً، ما يتطلب الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العناصر، لتتم عملية الاستنبات بشكل جيد، وتثمر محصولاً يتمتع بمواصفات عالمية. استنبات الشعير عن كيفية تصميم وتجهيز الغرفة، يقول البادي “في البداية صممنا غرفة مختبر صغيرة، وبدأنا نجري فيها التجارب، لننقل التجربة للغرفة الكبيرة التي تصل مساحتها لـ 120 متراً مربعاً، واستمرت أبحاثنا سنوات عدة، واليوم نحن نعرف كل تفاصيله وكل جزئياته، والغرفة اليوم مبرمجة أوتوماتيكياً، حيث لا يسهر العامل إلا على وضع الشعير في الصواني فقط، والباقي يعمل أوتوماتيكيا سواء من ناحية الري أو درجة الحرارة”. وعن غرفة الاستنبات، يقول البلوشي إنها تتكون من أرفف كثيرة تحمل صواني، وكل صينية أو قالب يستوعب كيلوين من الشعير، وهنا يجب موازنة الري على كمية الشعير، لذلك يعتمدون على الري الضبابي، من ثلاث إلى أربع مرات يومياً، كل مرة منها تستمر 5 دقائق تقريبا، لأن الشعير نبات شتوي، بالإضافة إلى الاعتماد الآلي على الري المتكامل والتحكم في درجة الحرارة والرطوبة، حيث لا يتدخل العامل إلا للإشراف فقط، موضحاً أن عملية الاستنبات تتم بوضع كيلوين من الشعير في القوالب، تمر بسبع مراحل، بمعدل مرحلة يومياً، تنتهي بيوم الإخراج والتنشيف من الماء، ليكون الشعير جاهزا للاستهلاك الحيواني، مشيرا إلى أن وزن الـ كيلو جرامين الذي وضع في اليوم الأول في الصينية يصبح في اليوم السابع 12 كيلو جراماً، اعتماداً على أن وزن الكيلو جرام من الشعير الجاف يعطي 6 كيلوات من المستنبت. أما عن قدرة الغرفة على الإنتاج فيؤكد البادي أن طاقة الغرفة الاستيعابية تمكنهم حاليا إنتاج ثلاثة أطنان يوميا. ولم يتوقع أصحاب مشروع استنبات الشعير والحبوب الإقبال الكبير الذي حازوه من خلال مشاركتهم في معرض الأغنام في العين، ويعلق البادي على ذلك بقوله “سمحت لنا المشاركة بالتعريف بمشروعنا، كما أن ملاك الواشي انبهروا بالمشروع وأبدوا إعجابا بالفكرة، نظرا لما توفره من أعلاف ذات جودة عالية، وكانوا يرغبون في الاستزادة وشرح المشروع وخدماتنا، ما دفعنا إلى فكرة الوحدة المتنقلة التي قربت للجمهور طريقة استنبات الشعير والحبوب”. جوانب اقتصادية يقوم العمل في المشروع على جوانب اقتصادية، حيث يتم الاستنبات على مساحة صغيرة على الرغم من وفرة الإنتاج، بالإضافة إلى استخدام كمية قليلة من المياه في الري. وتتم العملية عادة في غرفة مقسمة لعدة أرفف تستخدم لرص الصواني أو القوالب عليها، وتكون هناك إضاءة معينة وحرارة ورطوبة مناسبتين، كما يتم نظام الري بطريقة أوتوماتيكية، وتصل مساحة الغرفة إلى 120 متراً مربعاً، تحتوي على 450 قالباً من الممكن أن يصل إنتاجها في اليوم السابع إلى 3000 كيلو جرام من الشعير المستنبت يوميا في حال تشغيلها بالكامل. ويعتمد الإنتاج على مواصفات عالمية لشعير غني بالكالسيوم والفيتامينات بطريقة طبيعة 100% بأقل تكلفة. وتستنبت البذور مدة 7 أيام لتصل في اليوم السابع إلى 25 سنتيمترا، وتنقع في الماء بالغمر في داخل حوض في بيئة الغرفة نفسها التي يتم فيها الاستنبات، ثم تصفى، وتوضع في الصواني، والغرض من عملية النقع هو تسريع عملية الإنبات. وتصف الصواني داخل البيئة المعدة لهذا الغرض ثم ريها لمدة 7 أيام، ويستحب تنشيف المحصول من المياه القديمة لتقديمها للماشية أو عرضها للبيع، ولا تترك داخل الغرفة نظرا لمخاطرها، بحيث يمكن أن تنتج بكتيريا تعفنية تنتقل إلى باقي الصواني، وفق أصحاب المشروع. ويشير البادي إلى إلى أن نسبة امتصاص الجسم للشعير المستنبت عالية جدا، حيث تصل إلى نسبة 95% بينما درجة امتصاص الشعير الجاف لا تصل إلى 35%. فائدة إضافية ينوه أحد أصحاب مشروع استنبات الحبوب جلال البادي إلى أن وحدة الاستنبات الصغيرة تستهلك 100 جالون من الماء يوميا، وتعتمد على تقنية استرجاع الماء، وهو نظام ري بالرذاذ، ثم يمر في مرحلة صرف، ثم يتجمع في مكان، ليدخل في مرحلة التنقية عن طريق عملية فلترة، بحيث يبقى بعد هذه العملية التي تستغرق 24 ساعة من 100 جالون 400 لتر من الماء، موضحا أن الماء المتبقي تتم الاستفادة منه في ري الأشجار، أو تشربها المواشي نظرا لما تحتويه من بروتينات عالية، كما أنها تحتوي على مزيج من الفيتامينات والبروتينات. ويلفت إلى أن هذه المياه استعملت في سقي أشجار لوحظ أنها نمت ضعف الشجر الذي سقي بماء عادي. ويوضح “قمنا بسقي بعض الأشجار بماء الشعير المسترجع، بينما سقينا البعض الآخر بالماء العادي، فلاحظنا أن المروي بماء الشعير تضاعف نموه 4 مرات عن المروي بالماء العادي”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©