السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طنطا.. مدينة مصرية تتمتع بمقومات سياحية فريدة

طنطا.. مدينة مصرية تتمتع بمقومات سياحية فريدة
16 فبراير 2014 22:32
محمد عبدالحميد (القاهرة) - تقع مدينة طنطا المصرية في قلب دلتا النيل، وتتمتع بشهرة دينية وتجارية كونها المكان، الذي اختاره القطب الصوفي الكبير السيد البدوي شيخ الطريقة الأحمدية، وأحد أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية من أهل السنة والجماعة، وقد أقام بها وقت وجوده بمصر وبعد وفاته على أرضها تم إنشاء ضريح ومسجد كبير له يقبل كثيرون على زيارته سنويا، وتتبع طنطا إداريا محافظة الغربية، وتبعد 92 كيلومترا من جهة الشمال الغربي عن القاهرة، وهي ملتقى للطرق الحديدية والبرية، وتربطها بأنحاء البلاد شبكة مواصلات جيدة. اهتمام خاص تحظى طنطا بأهمية من الجهات الحكومية في مصر لتطويرها وتنمية السياحة على أرضها، إلى ذلك، قال اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية: إن هناك خططاً لتطوير المزارات السياحية والدينية في طنطا بما يليق بمكانتها التاريخية، وأهميتها عند عامة المصريين. وأكد أن هناك اهتماما من الحكومة المصرية بتنمية السياحة في كافة مدن مصر وفقا لما تتمتع به كل مدينة، وتشجيع السياحة الداخلية باعتبارها أحد أهم الوسائل لتعريف الشباب بتاريخ بلادهم ومعالمها السياحية والأثرية، وتثقيفهم بحضاراتها وفنونها وتراثها وإطلاعهم على جغرافية المكان والإنسان، إلى جانب فرصة الاستمتاع بالمقومات السياحية المتفردة التي تتمتع بها مدينة طنطا. وأشار إلى جهود حثيثة لتشجيع الأنماط السياحية، وزيادة عدد الوفود السياحية في الفترة المقبلة، مؤكداً أن طنطا مستعدة تماما لاستقبال الرحلات الداخلية والخارجية كونها تتميز بوجود عدد كبير من الفنادق والمناطق المتميزة. وأول ما يسترعي الانتباه في طنطا هو هذا العدد كبير من الشوارع التجارية والأسواق، فلكل منطقة ما يميزها وأبرزها شوارع سوق الفسيخ، ويشتهر بالأسماك وسوق النحاس ويشتهر بالمشغولات النحاسية والألومنيوم وتل الحدادين، ويشتهر بالحدادة والصاغة وحلقة القطن، وهناك أيضا شوارع طه الحكيم وسعد الدين والسكة الجديدة ودرب الأثر والقيثارية والبحر والبورصة وسوق الحكمة والزائر لطنطا سيتوقف أمام المساحة الشاسعة من الأرض التي تشغلها مباني الجامعة، والتي تضم العديد من الكليات في التخصصات المختلفة، وقد بدأت كفرع لجامعة الإسكندرية، ثم انفصلت وأصبحت جامعة منفردة باسم جامعة وسط الدلتا في عام 1972، كما ينتشر في طنطا التعليم الأزهري، حيث يوجد بها أقدم المعاهد الأزهرية في مصر على الإطلاق، وهو المعهد الأحمدي الذي يعود تاريخه لما يقرب من 150 سنة. كما توجد بها كلية القرآن الكريم، وهي الأولى من نوعها في مصر، وليس لها نظير من حيث تخصصها بالقرآن الكريم، إلا كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. معالم أثرية لا يستطيع الزائر لطنطا أن يفوت فرصة وجوده من دون مشاهده المعالم الترفيهية والأثرية الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، التي تتواجد على أرضها وأبرزها آثار قرية خرسيت الفرعونية. وبالقرب منها آثار قرية «تلبنت قيصر»، والتي كان بها قلعة للرومان، الذين كانوا يحتلون مصر قبل الفتح الإسلامي وبها مسجد العمري الذي يرجع بناؤه إلى زمن الفتح الإسلامي وسمي بهذا الاسم نسبة إلى القائد عمرو بن العاص، كما يوجد بطنطا حديقة حيوان تسمى «المنتزه»، وبالقرب منها العديد من الفنادق الحديثة التي يقبل عليها زوار المدينة. كما يمكن لزائر طنطا أن يقوم بجولة في متحف وسط الدلتا بشارع محب والذي يضم بين أرجائه العديد من التحف والمخطوطات والقطع الأثرية من كافة العصور التاريخية التي مرت بها مصر، ويرجع اهتمام الحكومة المصرية بإنشاء متحف في مدينة طنطا إلى عام 1913، عندما تم تخصيص قاعة في مجلس مدينة طنطا لعرض بعض الآثار وفي عام 1957 نقل إلى مدخل سينما البلدية. وفي عام 1981 بدأت هيئة الآثار عملية إنشاء المتحف الحالي الذي جري افتتاحه في عام 1990، ويتكون من خمسة طوابق ويجد زائر المتحف بيتاً للهدايا في المدخل الرئيس. ومن المعالم المعمارية في مدينة طنطا مبنى محطة السكة الحديد، الذي يعد تحفة معمارية كون المحطة تعد الثانية في تاريخ مصر، بعد محطة باب الحديد الشهيرة بالقاهرة. كما يتوقف الزائر لطنطا أمام صرح معماري آخر كبير وهو مسرح طنطا، الذي يقع في قلب ميدان الجمهورية بأول شارع البحر ويعد واحداً من أهم وأكبر المسارح في مصر وله قيمة ثقافية كبرى لا تقدر، وهو أحد ثلاثة مسارح تم تصميمها على الطراز الإيطالي هو ومسرح «الأوبرا» القديم ومسرح «سيد درويش»، وكان الهدف الأساسي من إنشائه أن يكون مركزاً رئيساً لنشر الثقافة، ويحتوي على مقصورة ملكية كانت خاصة بالملك فاروق وخشبة المسرح، التي يصل ارتفاعها إلى ثلاثين متراً. وشهدت خشبة هذا المسرح العديد من المناسبات المهمة فقد خطب عليه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عقب ثورة 23 يوليو 1952، كما شهد تقديم السيدة «أم كلثوم» لإحدى حفلاتها عليه. مزار ديني تعد المدينة مزارا سياحيا دينيا لوجود المسجد الأحمدي ومقام السيد البدوي، الذي يعد تحفة معمارية وقيمة أثرية بهندسته وزخارفه ومشغولاته الخشبية ولوحاته الخطية المنتشرة على منبره ومحرابه ونوافذه وأبوابه وجدرانه وقبابه، ويقوم بزيارة هذا المسجد قرابة مليوني زائر في المولد الذي يقام مرتين سنويا بخلاف الزيارة الأسبوعية، حيث تحتفل 67 طريقة صوفية من كافة أنحاء مصر ودول العالم الإسلامي، ويقام في منتصف أكتوبر من كل عام لمدة أسبوع، كما يقام احتفال آخر يعرف بالمولد الرجبي وفي النصف الأول من شهر أبريل من كل عام، ولمدة أسبوع أيضا. وترجع تلك الأهمية إلى أن القطب الصوفي الكبير أحمد البدوي شيخ الطريقة الأحمدية وأحد أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية من أهل السنة والجماعة، كان قد اختار طنطا محلا لإقامته، وبعد وفاته في24 أغسطس 1276 عن عمر يناهز 79 عاماً، خلفه تلميذه عبدالعال، وبنـى مسجده. وكان في البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين، ثم بنى لها علي بك الكبير -حاكم مصر في زمن المماليك- المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد الذي أصبح واحدا من أكبر مساجد مصر، حيث تقدر مساحته بنحو 6300 متر. وهو مربع الشكل به صحن كبير تحيط به الأروقة من جميع الجهات وتغطي الصحن قبة مرتفعة، وفي الجهة الغربية للمسجد يقع ضريح السيد البدوي، كما يضم المسجد مجموعة من آثاره منها مسبحته التي يبلغ طولها عشرة أمتار وبها ألف حبة، وصنعت من خشب العود والعنبر، وتفوح منها رائحة المسك، وأيضا عمامته ولثامه وعصاه الخشبية. ولا يقتصر دور هذا المسجد على إقامة الشعائر والصلوات بل تحول إلى مؤسسة تعليمية مرموقة على غرار الجامعة الأزهرية، وكان عدد طلابه أكثر من 2000 طالب، وله شيخ كشيخ الأزهر وبلغ قمة مجده وازدهاره خلال القرن الرابع عشر الهجري. وبالقرب من مسجد السيد البدوي في شارع الجلاء يمكن لزائر طنطا مطالعة سبيل علي بك الكبير، أحد معالم المدينة الأثرية وقد أنشأه علي بك الكبير أحد حكام مصر من عصور المماليك في الفترة من 1183- 1185 هـ ويتميز بالطراز الإسلامي في البناء، ويظهر ذلك أيضا بالنقوش والزخارف الإسلامية على السبيل وكذلك نوافذ وأبواب السبيل. أصل التسمية ترجع نشأة طنطا إلى زمن الفراعنة حيث كانت تعرف باسم «تناسو»، وكانت إحدى بلاد المقاطعة الخامسة من مقاطعات الوجه البحري في مصر الفرعونية، وفي القرن الرابع قبل الميلاد سـماها الإغريق «تانيتاد»، ولما آلت مصر إلى الرومان عرفت باسم «طنتنا» وعين لها مجلـس للأعيان. وفي العصر البيزنطي قبل الفتح العربي، أطلق عليها «طو»، وكان الاسم القبطي القديم «طنيطاد»، وبعد الفتح الإسلامي حُرف الاسم إلى «طنتدا»، وصار بها جامع وحمام وسـوق وأسـقفية، وبمرور الزمن حرف الاسم تدريجيا، فبات عامة المصريين ينطقونها في زمن الحملة الفرنسية على مصر باسم «طنطه»، وهو ما ذكر في كتاب وصف مصر، وحالياً تعرف المدينة باسم «طنطا» عاصمة محافظة الغربية، كما تعرف عند البعض باسم «مدينة شيخ العرب» و»مدينة البدوي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©