الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكينوا نبات مغذٍ يخضع لأبحاث المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي

الكينوا نبات مغذٍ يخضع لأبحاث المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي
16 فبراير 2014 22:33
دبي (الاتحاد) - ضمن المشروع المشترك مع خدمات المزارعين في أبوظبي، أجرى المركز الدولي للزراعة الملحية، مقره دبي، دراسة حول أداء بعض البذور الزراعية في المزارع النموذجية في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، وكانت درجة الملوحة في مياه الري تتراوح ما بين 13 و18 ديسيسمنز في المربع، وقد عززت بيانات الكتلة الحيوية إنتاجية البذور الواردة، ومن هذه التجارب النتائج التي خرجت تبشر بنبات يطلق عليه في دول المايا الكينوا «أرز الجبال»، ولأهميته كان 2013 هو السنة الدولية للكينوا، ويعد الكينوا من أفضل البذور التي تؤكل، حيث يمكن طهيها وإضافتها إلى الحساء، أو تطحن للحصول على دقيق يستخدم لصنع الخبز أو الشراب أو المساحيق، أما من الناحية الغذائية فالكينوا شبيهة من حيث الطاقة بالأغذية المماثلة لها، مثل الفاصوليا والذرة والأرز والقمح، كما تشتهر بأنها مصدر جيد للعديد من المغذيات، ومن المهم تناولها كجزء من وجبة متوازنة، إلى جانب العديد من أنواع الطعام الأخرى للحصول على تغذية جيدة بشكل عام. وتمثل الكينوا، بالنسبة إلى البعض، غذاءً مفيداً أصبح متاحاً في الآونة الأخيرة في المحال الكبرى المحلية، وربما يقدم في مطاعم مفضلة كبديل عن عدد كبير من الحبوب المستهلكة عادة، ومع أن هذا قد يصح في العديد من مناطق العالم، إلا أن الكينوا تعد محصولاً غذائياً مهماً لدى الحضارات الكولومبية في أميركا اللاتينية، ولا تزال مفضلة لشعبي كيشوا وإيمارا في المناطق الريفية بمنطقة الأنديز في أميركا الجنوبية وتعني «الأم» بلغة كيشو، وتعتمد كمية البروتينات في الكينوا على نوعها وتتراوح بين عشرة إلى سبعة عشر في المائة في الجزء الصالح للأكل، وبروتينات الكينوا أفضل من تلك الموجودة في غيرها من الحبوب، حيث توجد بها تلك الأحماض الأمينية، التي تعتبر ثمانية منها أساسية للأطفال والكبار على حد سواء، ولذلك حظي هذا النبات في الفترة الأخيرة باهتمام بالغ على مستوى العالم، بصفته أحد المحاصيل الزراعية الصناعية المتعددة الاستخدامات، والذي يمكن زراعته في ظروف مناخية قاسية للغاية من حيث التربة والمناخ، وهو يمتاز بقدرات تحمل هائلة، نظرا لقدرته على تحمل مستويات الملوحة، التي تصل إلى ملوحة مياه البحر. الدكتور كامسوارا راو، خبير المصادر الوراثية النباتية في المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، قال إن الكينوا ضمن مستجدات الأبحاث، وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة حين بدأ المركز بدراسة تاريخ الكينوا عام 2005، كمحصول بديل في المناطق الملحية بمنطقة شبه الجزيرة العربية، وقد جاءت النتائج مبشرة. ويضيف: بالرغم من الأصول الجغرافية لهذا النبات والتي تعود إلى مرتفعات جبال الانديز، فقد نجح المركز في زراعته، وكانت التجارب الميدانية باستخدام المياه قليلة الملوحة في محطة البحوث الخاصة بالمركز، وبلغت الإنتاجية أربعة أطنان للهكتار الواحد، وهي تعد مقاربة إلى حد ما مع نتائج المحصول في المناطق التقليدية لزراعة النبات في أميركا الجنوبية، وبمراجعة ذلك البحث الذي أجري في المركز الدولي للبطاطس في البيرو، فإنه أثبت أن نبات الكينوا يتحمل مستويات عالية للغاية من الملوحة، مما يجعله قادرا على النمو وإنتاج محصول وفير. ويوضح راو، أن المركز يجري حالياً تقييماً لأداء نبات الكينوا في اليمن وفي ست دول أخرى، في إطار المشروع المشترك حول التكيف مع التغيرات المناخية في البيئات الهامشية، في دول غرب آسيا وشمال أفريقيا، من خلال التنويع المستدام للمحاصيل والثروة الحيوانية، والذي يموله الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، إضافة إلى عدد من الجهات الممولة، وتعد النتائج المبدئية مبشرة للغاية، ولكن حتى الآن تقتصر زراعة الكينوا إلى حد كبير على منطقة الأنديز، ولا تتوفر الكثير من المعلومات حول التأثيرات البيئية والجينية على الإنتاجية، وخاصة في ظل الظروف المناخية الصحراوية، ولذلك يبدو من الأهمية بمكان دراسة التكيف، ودراسة الإمكانات الإنتاجية للعديد من الأنواع الجينية، من مختلف المصادر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©