الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الرجوب: ليس من حق سلطان بن فهد إدخال الاتحاد العربي في مواجهة مع ابن همام من أجل «ضربة جزاء»

الرجوب: ليس من حق سلطان بن فهد إدخال الاتحاد العربي في مواجهة مع ابن همام من أجل «ضربة جزاء»
21 ابريل 2009 02:26
وسط الأجواء المثيرة في برلمان الكرة العربية الذي يعقد في الرياض حاليا، وفي ظل الأجواء المشحونة التي أحاطت بالاجتماعات الماراثونية لبلورة موقف موحد يحسن صورة المشهد العربي الرياضي التي أصابتها آفة عدم الاتفاق، خصوصا عندما التقي بعض مسؤوليها ولم يتصافحوا، بحثنا عن أنجح رئيس اتحاد للكرة في العام الماضي بين كل الحاضرين لننقل تجربته المضيئة، وسألنا بعضهم فلم نجد عناء في الوصول إليه، خاصة أنه كان يتلقى أمامنا التهاني من زملائه على اختيار اتحاده أفضل اتحاد سعى لتطوير اللعبة في العالم عام 2008 من قبل الفيفا، وذهب بلاتر بنفسه لتكريمه على ضوء هذا الاختيار. اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم التقته «الاتحاد» ليحدثنا عن تجربته والسيرة الذاتية للرجوب تقول إنه اعتقل أول مرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي وهو في سن الخامسة عشرة من عمره، وانضم لحركة المقاومة الفلسطينية وقاتل في صفوفها اعتبارا من عام 1969، ثم اعتقل مرة أخرى وحكم عليه بالسجن المؤبد وقضي 17 عاما في السجن الاسرائيلي حتى أطلق سراحه عام 1987 في صفقة تبادل للأسرى، وهو حاصل على دبلوم من كلية الدفاع والأمن الروسية وماجستير في الدراسات الشرق أوسطية، عمل مساعدا للقائد العام لشؤون الأرض المحتلة من 1988 إلى 1994، ثم مديرا للأمن الوقائي، ومستشارا للأمن القومي حتى ترك العمل الأمني والسياسي عام 2006، وتوجه للساحة الرياضية ليتولى رئاسة اتحاد الكرة، ثم رئاسة اللجنة الأولمبية، ونجا بأعجوبة من قصف الاحتلال لبيته عام 2001. والرجوب من مواليد 14 فبراير عام 1953 ببلدة دورا الخليل الفلسطينية، ومن عجائب القدر أن يكون هو نفسه رئيس الاتحاد الأفقر والأكثر معاناة من بين كل الحاضرين. في البداية أكد جبريل الرجوب أن "الاتحاد العربي للكرة يمر بمرحلة حرجة، وأنه شبه مشلول وانقاذه مصلحة قومية، ومشهد الانقسام الذي تجسد في الجمعية العمومية الأخيرة وما قبلها من مشاورات ومداولات يرسم تلك الصورة المؤلمة، وحجم التجاذبات والخلافات يهدد بشل حركته تماما إن لم يكن هناك تدارك لانقاذ الموقف". واضاف: "لا يوجد تحفظ أو اعتراض على مكانة السعودية ودورها ومساهماتها في الرياضة العربية، والاتحاد العربي، ولكن المشكلة الحقيقية في رئاسة الاتحاد وخلافاتها مع الاتحاد الآسيوي التي خلفت مرارة عند البعض، ولابد من الفصل بين رأي رئاسة الاتحاد العربي، ورأي كافة أعضائه في الجمعية العمومية، بمعنى أن مشكلة التحكيم الآسيوية التي يتحفظ عليها الأمير سلطان بن فهد لا تهم أحدا غيره، وكان من الأفضل أن ينأى الاتحاد العربي بعيدا عنها خاصة أنها لا قيمة لها إذا كانت تتعلق بعدم احتساب ركلة جزاء في مباراة السعودية مع كوريا الجنوبية في تصفيات المونديال ، وبناء عليه فقد طالت السهام السعودية بن همام والسركال وغيرهما وهذا خطأ". وعن موقف فلسطين قال الرجوب: "أنا أعلنت موقفي من البداية، وأعلنت وقوفي بجانب محمد بن همام في الكويت، ومازلت أرى أن السعودية لابد أن ترفع الفيتو الذي تستخدمه ضد محمد بن همام في اللجنة التنفيذية للفيفا لتبقى المنافسة بينه، وبين الشيخ سلمان آل خليفة موضوعية وبناءة، ولابد أن يبقى الاتحاد العربي خارج المنافسة، وفي هذه الحالة فإن مجموعة من الاتحاد العربي سوف تتمنى على ابن همام عدم الترشح للاتحاد العربي لتمســــــكنا جميعـــــا بمكانـــــــة السعودية والأمير سلطان بن فهد، وبالتوازي لابد أن يكون هناك مبادرة سعودية لإصلاح الاتحاد العربي حتى تصون الاتحادات العربية كبريائها الوطني والرياضي، وتضع رؤية استراتيجية تشارك فيها الجمعية العمومية، وبالتالي فأنا مع تأجيل الانتخابات بشرط وضع آليات متفق عليها للإصلاح". وبــــالنســــــــبـــــة للمطالــــــــب الفلسطينية فقد أكد أنه "طلب من الاتحاد العربي أعتبار اللاعب الفلسطيني مواطنا في كل الدول العربية أسوة بالمبادرة المصرية، والقبول بمبدأ تكافؤ الفرص في اللقاءات العربية باقامة مباريات الفرق والمنتخبات الفلسطينية على ملاعب فلسطين وعدم نقلها للخارج، وسيكون هذا أنسب قرار نواجه به تحديات الاحتلال، ونكشف ممارساته العدوانية أمام الرأي العام العالمي الذي يتعاطف مع الرياضة". وفي تشــــــخيصه لحالـــــــــة الرياضة الفلسطينية وكرة القدم على وجه التحديد تحت وطأة الاحتلال قال الرجوب: "الكرة والفرق والمنتخبات تعاني الحصار وإجراءات تعويق تنقلات الفرق من بلد لأخرى، بمعنى أن الطريق الذي يحتاج لعشر دقائق يمكن قطعه في 7 ساعات، والفريق الذي يريد الخروج من الدولة للمشاركة في أي فاعلية خارجية يمنع من السفر، وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ البشر وجريمة بشعة ترتكب في حق الرياضيين، كما أننا نواجه بسلسلة من التعقيدات لا طائل لنا بها، إذا أردنا الحصول على موافقة بإقامة أي منشاة رياضية، ناهيك عن القصف الدائم الذي يطال تلك المنشآت ويدمرها في ظل شح التمويل وضيق ذات اليد، وفي هذا السياق فلابد من الدول العربية أن تستيقظ ضمائرها وتدعم الرياضة الفلسطينية ولا سيما أنها تعيش حاليا نهضة غير مسبوقة اعتبارا من العام الماضي". نهضة رياضية وعندما سألناه عن مظاهر تلك النهضة غير المسبوقة قال الرجوب: "شهد العام الماضي إقامة أول مباراة دولية تحت إشراف «الفيفا» على ملعب فلسطيني، وانطلق العام الحالي أول دوري نسائي في فلسطين، ولأول مرة أقمنا دوري لكل الفئات السنية واكتملت منافساته حتى النهاية، وكل هذه الخطوات أكسبت الاتحاد مصداقية عالمية، كما منح «الفيفا» الاتحاد الفلسطيني جائزة أفضل اتحاد في العالم سعي لتطوير اللعبة في عام 2008، وهو إنجاز يحسب للكرة العربية، وخلال العام نفسه استقبلنا الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي وما رافق ذلك من تداعيات صبت في صالح الرياضة وأصبحت إحدى مكونات النهضة الرياضية". وقال: "يكفينا حاليا أن الكيان الوطني الوحيد الذي ينعم بالوحدة هو المؤسسة الرياضية الفلســــطينيــة، فأنـــا رئيـــس اتحاد الكرة في الضفة وغزة والشتات، وأنا رئيس اللجنة الأولمبية باجماع الأصوات في غزة والضفة والشتات وخلال انتخابات العام الماضي حصلت على كل أصوات غزة البالغة 12 صوتا، والرياضة هنا هزمت السياسة وضربت للجميع المثل في الوحدة الوطنية". منشآتنا دمرت وعن آثار العدوان الأخير على الرياضة في عزة قال الرجوب: "كافة المنشآت الرياضية في غزة دمرت، وخسرنا عشرات الملايين من الدولارات، وفقدنا لاعبا شهيدا من المنتخب الوطني هو أيمن الكرد، وشهيدا آخر من المنتخب الأولمبي، كما استشهد رئيس اتحاد الخماسي الحديث، وأصيب العشرات من اللاعبين من القصف والعدوان على غزة، ولكننا أعلنا التحدي فور انتهاء العدوان وبدأنا نقيم فعاليات رياضية في غزة ونظمنا بطولة تحت إشراف الاتحاد تحمل اسم الوحدة الوطنية فاز بها فريق شباب رفح، والرياضة في فلسطين لن تكون جزءا من الانقسام أو التجاذبات السياسية وهذا عهد قطعته على نفسي". وقال الرجـــــوب: "أشــــــد ما يؤلمني حاليا هو غياب الرياضة الفلسطينية عن الوعي العربي، فلا أحد يهتم بنا، وأملنا في الأشقاء العرب لدعم مسيرتنا نحو التقدم والنهوض خاصة أن السفينة أقلعت، ولكي تستمر لابد من وقفة عربية إسلامية دولية، لأن تقدم الرياضة دلالة على الصمود والتحدي، وكانت زيارة بلاتر رسالة قوية وفاعلة لكل من يهمه الأمر في العالم، حيث اعترف بوجود الكرة الفلسطينية رغم كل مساعي الاحتلال لتدعيمها، ومن آثار تلك الزيارة أن الاتحاد الدولي قرر توفير التمويل اللازم لإنشاء ستاد جديد يحمل اسم الشهيد سعد صايل أهم قائد عسكري في تاريخ فلسطين، وسوف يبدأ العمل فيه خلال أيام". أكد جبريل الرجوب أنه رجل مقاتل ومقاوم يدرك أنه مستهدف من السلطات الاسرائيلية، وبناء عليه فهو ينتظر الموت في أي لحظة. وقال إن أمنيته في الحياة أن «يشاهد اللاعب الفلسطيني يؤدي بلا خوف من القصف أو الموت في الملاعب، وأن يحصل على نصف الحقوق التي يحصل عليها أي رياضي في العالم، ومنها التنقل السهل من منطقة لأخرى داخل دولته، والسفر للمشاركة في البطولات وتنظيم الأحداث والفعاليات بعيدا عن صداع السياسة وتداعياتها».
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©