قرار منتصف الليل أبعد فيصل خليل عن التشكيلة الأساسية

فوجئت الجماهير بالتغييرات التي أجراها المدرب الفرنسي برونو ميتسو على تشكيلة المنتخب الأول في مباراته أمس الأول مع سوريا، وخاصة ترك فيصل خليل على دكة الاحتياطيين بالرغم من أنه يمر بفترة طيبة وأظهر نجاحا كبيرا في تسجيل الأهداف خلال الجولات الماضية مع فريقه وكان أيضا طوال التحضيرات التي سبقت اللقاء ضمن العناصر الموجودة في التشكيلة الأساسية· وقد جاء تخلف فيصل عن ضربة البداية وجلوسه على الدكة وليد قرار تم اتخاذه في الساعات الأخيرة من ليلة المباراة وذلك بناء على معطيات كثيرة جمعها الجهاز الفني قبل أن يحسم اختياره · وليلة المباراة وجدنا المدرب الفرنسي ميتسو جالسا في بهو الفندق يراجع أفكاره ويتأمل اختياراته وذلك بعد الحصة التدريبية الأخيرة التي أجراها الأبيض على ملعب العباسيين، ولاحظنا توترا كبيرا على ملامح المدرب وانزعاجا واضحا من عدم سير الأمور بالطريقة التي خطط لها منذ انطلاقة معسكر المنتخب بدبي، حيث كان فيصل خليل إحدى الركائز الأساسية في خط الهجوم وتم تكليفه طوال التقسيمات بمهمة لاعب رأس حربة ومن ورائه يلعب إسماعيل مطر لتكون بذلك الخطة 4-4-1-1 ، إلا أن ما حدث في آخر تدريب في سوريا ''لخبط'' أوراق المدرب وجعله يقدم على تغييرات جريئة · وتعود قصة ما حدث إلى التدريب الرئيسي عندما وضع ميتسو التشكيلة الأساسية على ملعب العباسيين وكان فيصل خليل ضمنها وفي المركز الذي كلف به، لكن لاحظنا عدم ارتياح المدرب وكثرة صياحه وقلقه الشديد من الحالة التي ظهر عليها فيصل وعدد آخر من اللاعبين باعتبار أن أغلب العناصر لم يلتزموا بالتعليمات ولم يظهروا خلال التدريب الأخير تركيزا كبيرا وجاهزية عالية· واضطر ميتسو إلى إدخال بعض التعديلات في التشكيلة خلال الدقائق العشر الأخيرة من التقسيمة في محاولة لتجربة حلول إضافية· وأبدى ميتسو استغرابه من عدم تركيز فيصل خليل وعدم قدرته على تفعيل دوره في الهجوم حتى إنه فقد أغلب الكرات التي وصلته وانقلبت إلى هجمات مرتدة ضد فريقه، كما عبر المدرب عن قلقه الكبير من الحالة التي ظهر بها بعض اللاعبين وتحدث طويلا مع محمد خلفان الرميثي أمام غرفة الملابس لينقل له انزعاجه الشديد مما حدث في التدريب· دش بارد قبل النوم وخلال المحاضرة الأخيرة التي ألقاها ميتسو على اللاعبين ليلة المباراة ظهر متوترا وقلقا حيث ركز على الجانب المعنوي وذكر اللاعبين بأن الذي سيلعب المباراة ليس المدرب وإنما اللاعبون وبالتالي عليهم أن يظهروا حقيقة مستواهم لا أن يلعبوا بالشكل الذي ظهروا به في التدريب الأخير، وطالبهم بنسيان تأثير إقامة المباراة في توقيت الظهيرة وحثهم على تشريف كرة الامارات لأن الخروج بأقل من التعادل يعد فشلا كبيرا· وكانت المحاضرة بمثابة '' الدش البارد '' الذي تلقاه لاعبو المنتخب وأكد لهم عدم ارتياح المدرب من مستوى بعض العناصر في التدريبات والحاجة إلى تحفيز مختلف العناصر وشعورهم بالمهمة· القرار الصعب وبعد المحاضرة الأخيرة استقر ميتسو على اختياراته وقال وهو جالس في بهو الفندق : اخترت الإبقاء على فيصل خليل على الدكة لأنه لم يظهر في كامل جاهزيته ومباراة سوريا تحتاج إلى أن نكون في أفضل حالاتنا لا تتحمل إضاعة الكرات وإرباك الخط الأمامي لأن المنافس لن يرحمنا · وأمام إقراره بصعوبة تأقلم اللاعبين مع إقامة المباراة في فترة تناول الغداء وعدم قدرتهم على التكيف بسرعة مع الوضع فإن القرار الأخير كان بتعزيز خط الوسط بدرويش أحمد وتقديم اسماعيل مطر إلى الهجوم كرأس حربة، وأبدى المدرب عدم ارتياحه للتغييرات التي اضطر إليها لأنه كان يفكر في مفاجأة الخصم منذ البداية ولعب ورقة الهجوم وانهاء المباراة منذ الشوط الأول، وحتى خلال عمليات التغيير فضل ميتسو الاعتماد على أحمد خليل الذي ظهر أكثر نشاطا ويمتاز بقوة جسمانية طيبة ولم يدخل فيصل خليل إلا في أواخر اللقاء بعد خروج اسماعيل مطر ·