الاحتباس الحراري يهدد مناطق الجذب السياحي في العالم

حذرت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الوفود المشاركة في مؤتمر دولي حول السفر والتغير المناخي في منتجع دافوس بسويسرا من أن السائحين قد يصبحون عملة نادرة مع تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على مناطق الجذب السياحي لقضاء العطلات· وحذرت المنظمة خلال الاجتماع من أن السائحين ربما يبتعدون عن مقاصدهم السياحية وربما يفضلون البقاء في أوطانهم· وقال فرانشيسكو فرانجيالي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية ''الضرر الذي تتعرض له المواقع السياحية يمكن أن يتسبب في خسارة الكثير من الوظائف وإعاقة الاقتصاد· ويمكن أن تكون العواقب وخيمة بالنسبة لبعض المقاصد السياحية· وأضاف : ''التغير المناخي ليس حدثا في المستقبل البعيد بالنسبة للسياحة·'' وقد لا يتحمس من يريدون قضاء عطلاتهم للابتعاد كثيرا حيث ينظرون بعين الاعتبار إلى التأثير البيئي المحتمل على أسلوب حياتهم وأيضا بسبب افتقاد بعض المواقع السياحية لسحرها· وتشير تقديرات منظمة السياحة العالمية إلى أن السياحة في العالم هي السبب وراء 5 % من جميع الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وينتج معظمها من عمليات الانتقال· ويشكل الاحتباس الحراري تهديدا للمناطق الساحلية حيث يمكن أن تكثر بها الطحالب نتيجة لزيادة درجة حرارة البحار بينما تعاني منتجعات التزلج الموجودة على ارتفاع بسيط من قلة تساقط الجليد· وقال دكتور شاردول أجراوالا أحد مسؤولي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا إن جبال الألب الأوروبية سريعة التأثر بدرجة خاصة· فمنذ الثمانينات من القرن الماضي زادت نسبة الاحتباس الحراري في جبال الألب بمقدار ثلاثة أضعاف عن المستوى العالمي· وقال تقرير عن المنظمة صدر في شهر ديسمبر الماضي إن نسبة درجة واحدة مئوية إضافية من الاحتباس الحراري قد تؤدي إلى انخفاض بنسبة 60 بالمئة في عدد مناطق التزلج في ألمانيا التي ''يتساقط فيها الجليد بشكل طبيعي''· وإذا وصلت درجة الاحتباس الحراري لأقل من 4 درجات فإن تلك المناطق الخاصة بالتزلج لن تظل كما هي منتجعات خاصة للتزلج· وتم تذكير 450 ممثلا لحكومات ومنظمات عاملة في قطاع السياحة والمنظمات البيئية بأن التكيف مع البيئة يعد خطوة ضرورية ويجب أن يصاحبه تكثيف الجهود من أجل تقليل الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري· وأعلنت سريلانكا خلال الاجتماع أنها تعتزم أن تصبح أول وجهة بمستوى متعادل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون· وقالت الدولة الصغيرة التي تعتمد على السياحة بدرجة كبيرة إنها تأمل في استخدام غاباتها الاستوائية الشاسعة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون وموازنة انبعاثه·