الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنزور يعود إلى الفانتازيا في سقف العالم

أنزور يعود إلى الفانتازيا في سقف العالم
3 أكتوبر 2007 22:48
عاد المخرج السوري نجدت أنزور إلى أجواء الفانتازيا والأسطورة والغرائبية في مسلسله الجديد ''سقف العالم'' الذي يعرض على قناة LBC اللبنانية، والمحطة الأرضية السورية· ويعترف كاتب العمل حسن م يوسف أن العمل يتضمن بعض العناصر الأسطورية، لكن ذلك لن يلغي الواقع، أو يتجاوز الوثيقة التي استند إليها، ويرى حسن: أن الأسطورة هي رؤية شعرية للواقع يمتزج فيها الحقيقي بالخيالي· أما الفانتازيا فهي الخيال، وليس عندي شيء ضدها، فأنا ضد عدم الإقناع في الفن· وأعترف بأن العمل يتضمن الكثير من الغرائب، فمثلاً عندما يدخل المحاربون إلى أحد البيوت يكتشفون أن عتبته واطئة، ويتم تفسير الأمر، بأن الداخل يضطر للانحناء، فإذا كان صديقاً، فهذا يدل على احترامه لأصحاب البيت وتواضعه، أما إذا كان عدواً فسينحني ليقطع رأسه· يروي العمل قصة أحمد بن فضلان الذي أوفده الخليفة المقتدر إلى بلاد الصقالبة البلغار الواقعة على نهر الفولغا، لمعرفة حياتهم عن كثب، وتسجيل وقائع الرحلة، لكن ابن فضلان يعيش مغامرة مثيرة مملوءة بالأخطار والعجائب والغرائب، إذ تشاء المصادفة أن تمر قافلته بقبيلة من الشماليين الاسكندنافيين، وتعسكر على شاطئ الفولغا، وقد توفي زعيمها· ويتوقف ابن فضلان لحضور طقوس حرق جثمان زعيم القبيلة، وبعد ذلك كان على ابن فضلان أن ينتظر مرغماً تتويج الزعيم الجديد للاستئذان منه بالرحيل· لكن رسولاً وصل من ملك الشمال العظيم، يطلب من الزعيم الجديد العون لمواجهة خطر قبيلة بدائية كانت تهدد المملكة· ويستشير الزعيم عرافة القبيلة في نجدة الملك أم لا، وتبلغه العرافة بأن يستجيب لطلب الملك، وأن يشارك في النجدة ثلاثة عشر فارساً، شرط ألا يكون الفارس الثالث عشر من السكان الأصليين· وهكذا يقع الخيار على ابن فضلان، فيضطر للقبول بذلك، ويبحر مع الفرسان، ويخوض غمار رحلة طويلة، يتعرضون أثناءها لهجوم من قبائل آكلة للحوم البشر، ويصاب بجروح في المعركة، وتقوم إحدى الجواري بتضميد جراحه، فيتعلق بها، ويعشقها، وعندما يشفى من جراحه يسمح له بالرحيل، ويعود إلى بغداد، بعد رحلة مثيرة مملوءة بالغرائب والعجائب· يقدم العمل مقاربة موثقة من قبل شاهد عيان لمجتمعين قبل ألف عام، مجتمع الشماليين الأوروبيين الوثنيين البدائيين، ومجتمع العرب المسلمين الحضاريين والمتنورين· حيث بغداد يومها عاصمة حضارة العالم، وبلغت مرحلة من الرقي والتقدم، بينما كانت أوروبا لا تزال تغط في ظلام الجهل والوثنية· ويقول كاتب العمل: إنه رد حضاري موثق على تطاولات بعض الدنماركيين على مقدسات العرب والمسلمين بلغة الفن الراقية· وهو يحمل رسالة باتجاهين: الرسالة الأولى إلى العرب، كيف كان أجدادهم صناع الحضارة والإنسانية، والرسالة الثانية إلى المتطاولين من الدنماركيين كي يتذكروا من هم· تبدأ أحداث المسلسل في الدنمارك في وقت نشرت فيه الرسوم المسيئة للإسلام، وحينها تقرر فتاة سورية -تؤدي دورها النجمة سلاف فواخرجي- أن تخصص رسالتها لنيل شهادة الدكتوراه عن حياة ابن فضلان ورحلته، كأفضل رد حضاري على الرسوم المسيئة، فتتعرض لمضايقات لأنها مسلمة، ويحس المشاهد بمشاعرها وغضبها· وهنا تعود الكاميرا إلى بغداد في القرن العاشر الميلادي، وهي يومها عاصمة الدنيا ومركز الثقافة والحضارة لكل العالم· بينما كانت أوروبا تغط في ظلام العصور الوسطى· ومن هنا تبدأ رحلة ابن فضلان المملوءة بالإثارة والمفاجآت والغرائب والحقائق· عمل ضخم مبهر من خلال الحلقات التي تم عرضها حتى الآن، يلاحظ المشاهد أنه أمام عمل ضخم ومبهر· إذ بلغت تكلفته حوالي مليوني دولار، وشارك فيه عدد من الفنيين العالميين، فمدير التصوير هو المصري محمد حبيب، ومصمم الملابس البريطاني الشهير نيول هوارد، أما الماكياج فقام به فريق متميز من إيران، ومدربو المعارك من بريطانيا والفرسان من روسيا· كما تم تصميم سفن الفايكنغ، وجلبت فراء الحيوانات البرية من هناك· وتم تصوير العمل في منطقة مشقيتا الجبلية التي تشبه مناطق شمال أوروبا، حيث تم بناء مدينة كاملة على بحيرتها، وأنشئت الأكواخ الخشبية، فكأن حياة الفايكنغ قد بعثت من جديد· كما تم تصوير أجزاء من العمل في الدنمارك· أما مدينة بغداد، فقد تم بناؤها بالديكور على مساحة تعادل المدينة التاريخية القديمة بقلاعها ومعالمها التاريخية· نجوم العمل يقوم ببطولة العمل الفنان الشاب قيس الشيخ نجيب الذي يعبر عن سعادته لقيامه بهذا الدور المميز، ويقول لقد تأقلمت مع شخصية ابن فضلان رغم صعوبة الدور، والعمل مع المخرج أنزور ممتع لأنه يعرف كيف يصنع أجواء عمله، فيدخل من يعملون معه في هذه الأجواء· أما الفنانة الكبيرة منى واصف فتقوم بدور أم أحمد بن فضلان، وتقول: لقد أديت هذه الشخصية بشفافية عالية، وكنت سعيدة بها· وتجسد ديما قندلفت دور (فيبكا) التي تعالج ابن فضلان من جروحه، فيقع في هواها· تقول: فيبكا فتاة من قبائل الفايكنغ، تنشأ بينها وبين ابن فضلان قصة حب أثناء معالجتها له، وتصبح في النهاية زوجة له· وتلعب جيني إسبر دور أميرة الشمال الإسكندنافية (يادراسيل)، وهي فتاة رومانسية حالمة تربطها قصة حب منذ الصغر مع زعيم المحاربين الثلاثة عشر، وبعد تحرير المملكة من آكلي لحوم البشر يتزوجان· وتبدو جيني سعيدة، لأن الدور كان صعباً، وكأنه (دورة صاعقة) تتضمن ركوب الخيل، حسب تعبيرها· كما تجسد الفنانة أمل عمران دور العرّافة، التي يحترم الجميع رأيها ويلتزمون به· وهي امرأة غريبة الأطوار، وتمتلك شخصية مؤثرة على كل من حولها· أما الفنانة ريما الشيخ فتلعب دور الجارية التي تؤثر في كثير من أحداث العمل· ويشارك في المسلسل أيضاً اللبناني بيار داغر، والليبي جهاد الأندري، إضافة إلى السوريين نجاح سفكوني، وعبد الرحمن أبو القاسم، ودينا هارون، وآخرون وصل عددهم إلى مائتي ممثل وممثلة· أخيراً، ليس من المبالغة وصف العمل بأنه يحبس الأنفاس، ذلك أن الذين يتابعونه يومياً، ينتظرون موعده بلهفة، ولا يشعرون بالوقت وهم يتابعون أحداثه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©