الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عثمان بن مظعون.. فضّل العذاب على جوار مشرك

عثمان بن مظعون.. فضّل العذاب على جوار مشرك
3 أكتوبر 2007 22:57
أعلن عثمان بن مظعون إسلامه وأضاء القرآن الكريم قلبه، ووقع عليه اضطهاد المشركين في مكة فصبر عليه وتحمل الكثير، ثم أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى الحبشة ومعه عدد من المسلمين· ويقول الكاتب أحمد سويلم: إن عثمان بن مظعون طلب جوار الوليد بن المغيرة، فأجاره وحماه من عذاب المشركين له، فانصرف المشركون عنه وكفوا عن إيذاء ابن مظعون، أما فقراء المسلمين فقد أخفقوا في الحصول على جوار أو مجير؛ ولهذا لقوا من الأذى والبغي والعدوان ما لا يطاق· ومر بهم عثمان بن مظعون وهو آمن على نفسه ووقف أمام إخوانه ممن يعذبون في الله على يد كفار قريش فانهمرت دموعه أسى وندماً· لقد حدث نفسه بحديث الايمان قائلا: والله إن غدوي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي، وعلى الفور أسرع عثمان بن مظعون الى الوليد بن المغيرة ووجده جالسا مع اصحابه فبادره قائلا: يا أبا عبد شمس، لقد وفت ذمتك وإني أرد عليك جوارك، وظن الوليد أن أحدا اعتدى على عثمان فقال: لم يا ابن أخي؟ لعلك آذاك أحد من قومي فأقتص لك منه· قال ابن مظعون: لا، لم يؤذني أحد ولكني أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره· وحاول الوليد أن يثنيه عن عزمه وابن مظعون يطالبه بأن يذهب الساعة الى المسجد ويرد عليه جواره· وينطلقان حتى يأتيا المسجد ويجمعا الناس ويعلن الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد جواري· وقال عثمان: صدق الوليد، ولقد كان وفياً كريم الجوار، لكنني أحببت ألا أستجير بغير الله· وفي إحدى الجلسات التي جمعت بين عدد من المشركين وابن مظعون قال أحد الشعراء وهو لبيد: ''وكل نعيم لا محالة زائل'' فرد عليه عثمان بن مظعون قائلا له: كذبت يا لبيد لأن نعيم الجنة لا يزول· فكبر في داخل لبيد أن يرده عثمان بن مظعون وقال: يا معشر قريش إني جليسكم ووالله ما كان يؤذى جليسكم بمثل ما أوذيت اليوم فمتى حدث هذا فيكم؟ فقام رجل من القوم قاصدا ابن مظعون قائلا: إن هذا لسفيه فارق ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله· وهنا ثارت نفس ابن مظعون وأخذ يرد على هذا الرجل حتى بلغا ذروة السباب، فلطم الرجل عين ابن مظعون فأصابها، وغادر ابن مظعون هذا الموقف ويده فوق عينه، لكن قلبه لا ينقصه الايمان وعزيمته لا تنقصها القوة· وقد أشفق عليه الوليد قائلا: هلم يا ابن أخي إن شئت فعد الى جواري· فقال ابن مظعون: لا·· لا، ومضى ابن مظعون متحملاً محنة عينه ويبدأ ايذاء قريش لابن مظعون بعد أن رد جوار الوليد، فاحتمل بإيمان صادق وإرادة لا تلين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©