أبوهريرة.. حبيب المؤمنين

قبل الاسلام كان اسمه عبد شمس، ولما شرح الله صدره للاسلام سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبدالرحمن، وكناه الصحابة بأبي هريرة، فقد كانت له هرة ''قطة'' يحنو عليها ويطعمها ويرعاها، وكانت تلازمه في كل مكان، وولد في قبيلة دوس وأسلم عام فتح خيبر عام 7 هجرية، ومنذ اسلامه كان يصاحب النبي لينهل من علمه، وحاول أن يدعو أمه الى الاسلام كثيرا فكانت ترفض، وذات يوم قالت في رسول الله كلاما سيئا، فذهب أبوهريرة الى النبي وهو يبكي وقال: يا رسول الله اني كنت ادعو أمي الى الاسلام وهي مشركة فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله لها بالهداية· فقال رسول الله: ''اللهم اهد أم أبي هريرة''، فخرج مستبشرا بدعوة نبي الله وذهب الى أمه فوجد الباب مغلقا وسمع صوت الماء من الداخل، فنادته وقالت: مكانك يا أبا هريرة· وطلبت ألا يدخل حتى ترتدي خمارها ثم فتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فرجع ابوهريرة الى الرسول ليخبره بما حدث، ثم قال: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي الى عباده المؤمنين ويحببهم الينا، فدعا له قائلا: ''اللهم حبب عبدك هذا -أبا هريرة- وأمه الى عبادك المؤمنين وحبب اليهم المؤمنين''، واستجاب الله دعاء رسوله· وكان أبوهريرة يحب الجهاد في سبيل الله، فكان يخرج مع المسلمين في الغزوات، وكان يلازم النبي ويواظب على جلسات العلم، فكان اكثر الصحابة رواية للأحاديث عن النبي، وكانت له ذاكرة قوية قادرة على الحفظ السريع· وكان شديد الفقر لدرجة انه كان يربط على بطنه حجرا من شدة الجوع، وقد أكرمه الله نتيجة لإيمانه وإخلاصه لله ورسوله، فتزوج سيدة كان يعمل عندها أجيرا قبل اسلامه تسمى بسرة بنت غزوان، توفى بالمدينة عام 59 هجرية وقيل عام 57 وعمره 78 عاما ودفن بالبقيع بعدما ملأ الأرض علما وروى اكثر من 50000 حديث·