الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شجرة و متخاصمان

شجرة و متخاصمان
3 أكتوبر 2007 22:59
زعموا أن خباً ومغفلاً اشتركا في تجارةٍ وسافرا، فبينما هما في الطريق، إذ تخلف المغفل لبعض حاجته، فوجد كيساً فيه ألف دينار، فأخذه؛ فأحس به الخب، فرجعا إلى بلدهما؛ حتى إذا دنوا من المدينة قعدا لاقتسام المال· فقال المغفل: خذ نصفه وأعطني نصفه؛ وكان الخب قد قرر في نفسه أن يذهب بالألف جميعه· فقال له: لا نقتسم، فإن الشركة والمفاوضة أقرب إلى الصفاء والمخالطة؛ ولكن آخذ نفقةً، وتأخذ مثلها؛ وندفن الباقي في أصل هذه الشجرة فهو مكان حريز· فإذا احتجنا جئنا أنا وأنت فنأخذ حاجتنا منه؛ ولا يعلم بموضعنا أحد· فأخذا منه يسيراً، ودفنا الباقي في أصل دوحةٍ، ودخلا البلد· ثم إن الخب خالف المغفل إلى الدنانير فأخذها، وسوى الأرض كما كانت· وجاء المغفل بعد ذلك بأشهر فقال للخب: قد احتجت إلى نفقةٍ فانطلق بنا نأخذ حاجتنا؛ فقام الخب معه وذهبا إلى المكان فحفرا، فلم يجدا شيئاً· فأقبل الخب على وجهه يلطمه يقول: لا تغتر بصحبة صاحب، خالفتني إلى الدنانير فأخذتها· فجعل المغفل يحلف ويلعن آخذها ولا يزداد الخب إلا شدة في اللطم· وقال: ما أخذها غيرك· وهل شعر بها أحد سواك؟ ثم طال ذلك بينهما، فترافعا إلى القاضي، فاقتص القاضي قصتهما، فادعى الخب أن المغفل أخذها، وجحد المغفل· فقال للخب: ألك على دعواك بينة؟ قال: نعم الشجرة التي كانت الدنانير عندها تشهد لي أن المغفل أخذها· وكان الخب قد أمر أباه أن يذهب فيتوارى في الشجرة بحيث إذا سئلت أجاب· فذهب أبو الخب فدخل جوف الشجرة· غير أن القاضي لما سمع ذلك من الخب أكبره، وانطلق هو وأصحابه والخب والمغفل معه؛ حتى وافى الشجرة؛ فسألها عن الخبر· فقال الشيخ من جوفها: نعم المغفل أخذها· فلما سمع القاضي ذلك اشتد تعجبه· فدعا بحطب وأمر أن تحرق الشجرة· فأضرمت حولها النيران فاستغاث أبو الخب عند ذلك· فأخرج وقد أشرف على الهلاك· فسأله القاضي عن القصة فأخبره بالخبر؛ فأوقع بالخب ضرباً، وبأبيه صفعاً، وأركبه مشهوراً، وغرّم الخب الدنانير فأخذها وأعطاها المغفل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©