الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قواعد اشتباك جديدة في أفغانستان

قواعد اشتباك جديدة في أفغانستان
13 مارس 2010 22:01
بمشاركة أفغانية وأطلسية شن الجنود الأميركيون هجوماً كاسحاً ضد متمردي "طالبان" في بلدة "مرجة" لإخراجهم من المنطقة ودفعهم إلى التقهقر بعيداً نحو الجبال والمناطق النائية، ولكن أثناء قيامهم بالعملية العسكرية حرص القادة العسكريون في الجيش الأميركي على مراجعة قواعد الاشتباك المتبعة والحد من بعض الأساليب العسكرية المسؤولة عن سقوط المدنيين مثل العمليات التي تتم في الليل، أو الهجمات الجوية، في محاولة منهم لتقليل عدد الضحايا المدنيين، بغية عدم تنفير الأفغان من المجهود الأميركي الهادف لتحييد خطر المتمردين. وحسب هذا التفكير العسكري الجديد قد تكون حملة العلاقات العامة أفضل وأبلغ أثراً من الصواريخ التي تطلق على القرى والبلدات الأفغانية. بيد أن قواعد الاشتباك الجديدة التي يسعى الجيش الأميركي إلى تكريسها في أفغانستان وغرسها في عقول الجنود المشاركين في حملة "مرجة" تثير في المقابل بعض المخاوف لدى عائلات الجنود في أميركا، فهم يتساءلون عما إذا كان الحرص الشديد على حياة المدنيين الأفغان يأتي على حساب سلامة الجنود أنفسهم، وما إذا كانوا يحاربون بأيدٍ مغلولة تعرض حياتهم للخطر أثناء القيام بعملياتهم العسكرية. والحقيقة أن الجواب عن هذه التساؤلات هو بالقطع لا، فقد وضع الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الدولية في أفغانستان، مجموعة من القواعد الأساسية التي ساهمت في تطوير العمل العسكري في جانبيه التكتيكي والاستراتيجي مثل القاعدة التي تقول: "لإنقاذ قرية ما لا تدمرها" (كما كان عليه الوضع في فيتنام مثلا). ومع أن عدد القتلى في صفوف قوات التحالف المشاركة في العملية قد ارتفع، إلا أن ذلك ليس بسبب الحرص على حياة المدنيين الأفغان، بل لأن القوات الدولية تحارب متمردي "طالبان" في الأماكن التي يقطنون فيها وهو ما يضاعف من خسائر القوات الأميركية ويجعلها عرضة لمقاومة شرسة. وعلى رغم الصعوبات القتالية التي يواجهها الجنود في حربهم ضد "طالبان" إلا أن حرية الحركة لديهم مضمونة بما يكفل الدفاع عن أنفسهم وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للحملة. وضمن القواعد الجديدة التي أقرها الجنرال ماكريستال سيتعين على الجنود في الجبهة عدم إطلاق النار على هدف إلا في حالة التأكد من أنه مقاتل في صفوف العدو، كما أن الطلعات الجوية للطائرات الأميركية تكتفي بالتحليق على علو منخفض لإظهار جهوزيتها لإطلاق النار دون أن تقوم بذلك فعلا، حتى لا تلقي القنابل خطأ على البيوت والقرى مخافة سقوط ضحايا مدنيين والتزاماً أيضاً بالقواعد الجديدة التي تسعى ما أمكن لخفض الخسائر في صفوف المدنيين بغرض كسبهم في المعركة الجارية ضد "طالبان". وعندما علق المدنيون الأفغان في هجوم شنته القوات الأميركية بالصواريخ على "طالبان" في الشهر الماضي وسقط عدد منهم فتح الجيش الأميركي تحقيقاً في الموضوع وتقدم باعتذار سريع لأسر الضحايا بسبب الخسائر غير المقصودة. وفي قرية "بادولا قلب" الواقعة إلى الشمال من "مرجة" عرض المسؤولون العسكريون تعويضاً لأحد أعيان القرية بعد سقوط ابنه في العملية، بالإضافة إلى تعهد القوات الأميركية بإعادة بناء مسجد القرية الذي دمره صاروخ أطلقته مروحية أميركية. ومع أن الخطوات الحريصة على أرواح المدنيين قد تثير في بعض الأوقات إحباط الجنود وشركائهم من حلف شمال الأطلسي، إلا أنهم يدركون فائدة ذلك على المدى البعيد، ذلك أن قتل المدنيين يغذي مشاعر عدم الثقة بين الأهالي ضد القوات الأميركية ما يعرضها إلى مزيد من الاستهداف والأخطار. ويقر المسؤولون العسكريون بحق الجنود في الدفاع عن أنفسهم وحماية أرواحهم أثناء خوضهم للمعارك التي عادة ما تكون قاسية ومربكة ليبقى دور القادة الميدانيين توجيه الجنود والتركيز على تطبيق ما وضعه الجنرال بترايوس في دليل مكافحة التمرد المعتمد حالياً من قبل الجيش الأميركي من أن "المبالغة في حماية الجنود قد تجعلهم أكثر استهدافاً". وفي التدخلات العسكرية كتلك التي تشهدها أفغانستان عادة ما يحرص المسؤولون على إقامة التوازن الدقيق بين الأهداف الاستراتيجية للتدخل العسكري والحاجة إلى حماية الجنود، بالإضافة إلى مراعاة الاعتبارات الإنسانية. وفي أفغانستان على وجه التحديد أمضى الجنود ثماني سنوات من المعارك والحرب أتاحت لهم فرصة التعرف على التكتيكات الناجحة والأخرى التي تحتاج إلى تطوير، وليس من الضروري التضحية بسلامة الجنود لحماية المدنيين، أو العكس لأن الجيوش المدربة والاحترافية يستطيع فيها الجنود الموازنة بين الحاجتين لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وإذا ما نجحت القوات الأميركية ومعها حلفاؤها الغربيون في تعزيز المكاسب من عملية "مرجة" فإنها ستثبت قدرتها على شن حملات كبرى دوى تحويل المدنيين إلى أعداء. سارة هولوينسكي المديرة التنفيذية لمنظمة "الحملة من أجل الضحايا الأبرياء في النزاعات" جيمس مورين عمل قائداً لكتيبة مشاة في العراق وأفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©