الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إسلام أبو شكير يقرأ عن الحلم والأرق و«دقائق الحرب»

إسلام أبو شكير يقرأ عن الحلم والأرق و«دقائق الحرب»
10 فبراير 2011 22:56
أقام نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقر الاتحاد على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول أمسية للقاص السوري إسلام أبو شكير، الحائز جائزة غانم غباش للقصة القصيرة عن قصته “محمود درويش نثرا” للعام 2010، وذلك بمناسبة صدور مجموعته الثانية “استحواذ” عن دار الحوار للنشر والتوزيع في سوريا قدمه خلالها القاص محسن سليمان. وقد تلا التقديم قراءة قصتين من المجموعة الجديدة حملتا العنوانين: “خمس دقائق حرب” و”أسباب محتملة للأرق” ومن أجوائها: “نخرج من المطعم. نفترق. أسأل نفسي: لو كان اسمي أيضاً يبدأ بحرف الجيم.. هل كنّا سنفترق؟.. أعدّد الأسماء التي كان يمكن أن أحملها: جميل، جهاد، جاسم، جبران، جون... عشرات الأسماء تمرّ بذهني. تستوقفني جميعاً طالما أنّها تبدأ بحرف الجيم. يعجبني هذا الحرف. الجيم. اسمها. أسأل نفسي بعد ساعة: ولكن.. ماذا عن العينين؟ ثمّ أسأل نفسي مع نهاية النهار: يا إلهي. كان نهاراً مرعباً. كيف سأطيق حياتي بعدئذٍ؟.. إنّها نهاية النهار. بداية الليل كما أعتقد. الشوارع الآن مضاءة. يبدو أنّني أدور في حلقةٍ مغلقة. إنّه المطعم نفسه. وعند الباب أراهما واقفين. هو بعينيه الخضراوين، وهي بعينيها السوداوين. كانا يبتسمان. تمضي هي يساراً. ويمضي هو يميناً. ثمّ يتوقّفان. يلتفتان إلى الوراء. يلوّح كلّ منهما للآخر. ثمّ يمضيان. أتساءل: ـ ما اسمه؟.. ما اسمها؟.. أين أولادهما؟.. التفسير: ـ دعْك منهما. فكّرْ فيما ينتظرك صباح غد، عندما تفتح عينيك (الخضراوين / السوداوين) على اسمك، وهو يغادرك.. إلى الأبد”. وفي سياق التعليق عليهما الذي تلا القراءة، أوضح الناقد العراقي ياسين نصير من العراق إن القصتين متشابهتان من حيث ميلهما إلى الأماكن المضغوطة والمعتمة، ومن حيث اهتمامهما برصد حركات الجسد وانفعالاته عبر اللغة. أما القاص والكاتب المسرحي السوري نواف يونس فأشار إلى أن أبو شكير لا يزال يطور تجربته، وهو في النصين اللذين قرأهما يولي اهتماماً بالغاً للجانب الفني، فثمة مهارة ملحوظة تجلت من خلال الدخول إلى عالم الحلم، وهو أمر يحتاج إلى إمكانات كبيرة. ورأى الناقد العراقي الدكتور صالح هويدي أن نصي أبو شكير يمثلان امتداداً لتجربته السابقة، وهو يعمل باستمرار على فتح آفاق جديدة للدهشة، كما أنه حريص على الوصول بالقارئ إلى حالة من التأمل، مما يجعله شريكاً فاعلاً في القصة، ويضعه على أعتاب تأويلات متجددة على الدوام. وذكر هويدي أن إيغال أبو شكير في تجربته قد يجعل من المتعذر عليه أن يكتب بطريقة واقعية. ثم علق الروائي والفنان التشكيلي السوري إسماعيل الرفاعي بما يفيد بإنه لم ير في تجربة أبو شكير ما يدل على أنه مكترث كثيراً بالقارئ، فهو يكتب عن ذاته بصفاء شديد. في حين أكد الشاعر الفلسطيني نصر بدوان أن قصة “أسباب محتملة للأرق” تتضمن أحلاماً مختلفة، ولكل حلم تفسيره، لكن التفسير نفسه يحتاج إلى قراءة خاصة تكشف عن دلالاته. وفي ختام الأمسية قال القاص اسلام أبو شكير لـ “الاتحاد” في ما يتصل بأجواء كتابه الجديد “إنها امتداد للمجموعة الأولى “30 × 40” مع محاولة لتعميق البعض من الخطوط السردية في مجال التجريب والتعبير عن تجارب واقعية بعينها بعيدا عن الاستغراق في الذهنية مشفوعة بنوع من الاستفادة من كتابات سابقة للشاعر محمود درويش وللفنان التشكيلي سلفادور دالي وسواهما” وأضاف “من هنا كان الاهتمام بالتعبير عن الذات، فجاءت هذه الكتابات السابقة بوصفها ذريعة للكتابة ولذلك اخترت قراءة قصتين إحداهما مستلهمة من “تفسير الأحلام” لابن سيرين فيها قَدْر من ممارسة التجريب إلى حدٍّ ما”. وعن أسباب ذهابه في هذا الاتجاه إذ ينأى عن ما هو حسي أكد القاص أبو شكير “إن خبرتي في الحياة ما تزال محدودة، وهذا أمر شخصي تماما، لذلك جاءت عوالم القص حلمية كما لاحظ البعض لكنها في الأصل استفادة مما أقرأ بعيدا عن أي واقع حسي لكن ضمن محاولة ألا أبتعد عنه، وذلك بالإضافة لاهتمامي باللغة، حيث أسعى إلى تقريبها من لغة الحياة اليومية مع كل ما أشرت إليه مسبقا إذ أخذتها إلى مطارح بعيدة عن الشعرية كي تقترب أكثر من الحياة اليومية على مستويي الموضوع والمعالجة السردية ومن ثم الفكرة”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©