الجيش الأميركي: القاعدة تعود إلى مخابئ باكستانية

أعلنت حركة طالبان الافغانية أمس أن عناصرها هاجمت قاعدة عسكرية تستخدمها القوات الألمانية في مدينة فايز أباد شمال شرقي أفغانستان، وفي الجنوب تعرضت قافلة تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لهجوم انتحاري استهدف جنودا هولنديين وفقا لما أعلنته الشرطة الأفغانية· وأكد مسؤولون أفغان أن هجوما صاروخيا استهدف قاعدة خاصة بفريق إعادة الإعمار الإقليمي المدني العسكري التابع للقوات الالمانية الليلة قبل الماضية لكنهم قالوا إن الهجوم لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية· وقال فضل أحمد نازاري رئيس وحدة التحقيقات الجنائية في إقليم باداكشان وعاصمته مدينة فايز أباد، إن قذيفتي ''أر·بي·جيه'' أطلقتا من تل قريب الليلة قبل الماضية· وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية ''سقطت القذيفتان اللتان أطلقتا من مسافة حوالي خمسة كيلومترات بالقرب من قاعدة فريق إعادة الإعمار الإقليمي لكنهما لم تسفرا عن وقوع أي خسائر بشرية''· وقالت حركة طالبان إنها أطلقت ثلاث قذائف ''أر بي جيه'' على القاعدة، لكنها أضافت أنه لا يوجد معلومات لديها حول أي خسائر محتملة للهجوم· وفي غضون ذلك ذكرت تقارير أن انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف جنودا هولنديين ضمن قوات تابعة للناتو في إقليم أوروزجان جنوبي أفغانستان أمس، لكن لم يتضح ما إذا كانت هناك خسائر بشرية· وقال قائد شرطة إقليم أوروزجان محمد قاسم إن الحادث وقع في قرية سار- شاخلي في منطقة تيرين كوت· وأضاف قاسم ''وفقا للمعلومات الأولية فإن جنودا تابعين·· لهولندا كانوا هدف الانتحاري لكن لم ترد تقارير حول وقوع خسائر بشرية''· وقال متحدث باسم القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي إن مهاجما انتحاريا استهدف قافلة عسكرية أجنبية في جنوب أفغانستان فأصاب جنديا بجراح طفيفة· من ناحية أخرى أعلنت طالبان أن الحركة استولت الليلة قبل الماضية على منطقة أجريستان في إقليم غزني· وأكد مسؤولون في غزني أيضا أنهم فقدوا السيطرة على مقراتهم في منطقة أجريستان لصالح طالبان في اشتباكات استمرت حتى بعد ظهر أمس· وقال قائد شرطة غزني علي شاه أحمد ضائي إن رجاله ''نفذوا انسحابا تكتيكيا من مركز المنطقة بعد أن اشتدت حدة القتال''· وأضاف ''فقدنا ثلاثة من عناصر الشرطة في الاشتباكات ومن ثم نفذت القوات الحكومة انسحابا تكتيكيا· لا يزال القتال مستمرا لاستعادة السيطرة على المنطقة''· من جانبه، اكد الجيش الاميركي انه يتوقع ان تواصل القاعدة ''اعادة ظهورها'' في مخابئ في مناطق القبائل الباكستانية التي تشن منها هجمات في افغانستان· وصرح مسؤول في الجيش الاميركي ان تلك المخابئ اصبحت متوفرة لعناصر القاعدة وطالبان بعد ان وقعت اسلام اباد على اتفاق سلام مع مسلحين في محاولة يائسة لإخماد العنف في المناطق التي تديرها الحكومة الفدرالية في سبتمبر ·2006 وأعلن المسلحون الغاء الاتفاق في يوليو من هذا العام بعد ان داهمت قوات الامن الباكستانية المسجد الاحمر في إسلام آباد الذي كان يضم متمردين· وصرح الميجور تيم ويليامز المسؤول عن التخطيط الاستخباراتي للعمليات المستقبلية في الجيش الاميركي ''لا تزال هذه منطقة دعم وحماية للتمرد بسبب اتفاقيات السلام هذه''· وأكد انه من المرجح ان يحافظ المتمردون على تواجدهم في تلك المناطق رغم جهود الجيش الباكستانية القضاء عليهم· وقال ويليامز ''في هذه المناطق القبلية الخاضعة فدراليا، نتوقع ان تواصل القاعدة ظهورها من هذه المخابئ''· في الوقت نفسه قال كيرت فولكر نائب رئيس مكتب الشؤون الاوروبية والآسيوية في وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تؤيد عرض كابول اجراء محادثات سلام مع طالبان، الا انها تعتقد ان التفاوض مع المتشددين في افغانستان لن تثمر عن نتائج· وصرح فولكر للصحافيين خلال زيارة الى برلين ''يجب السماح للمقاتلين السابقين الذين يودون العودة الى المجتمع القيام بذلك''· واضاف ''أعتقد ان رغبة الحكومة الافغانية وكرزاي الاتصال والعمل مع من يبذون العنف ويرغبون في دعم الحكومة المركزية ويدعمون حقوق الانسان ويبنون السلام والامن والتنمية في البلاد، هي رغبة في المصالحة ونحن نؤيد ذلك''· الا انه حذر من التفاوض مع من يتبنون العنف وقال ''لا يمكن التفاوض مع من يهدفون الى تدمير افغانستان''·