تأسيس المؤسسة العالمية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين

أعلن المشاركون في مؤتمر تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين الذي اختتم أعماله بجامعة الشارقة أمس عن تأسيس ''المؤسسة العالمية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين''، والتي تفضّل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي المؤتمر بقبول رئاستها الفخرية وتتخذ من جامعة الشارقة مقراً دولياً لها· وتضم في عضويتها الجامعات والمؤسسات العلمية العربية والإسلامية المهتمة بهذا الشأن· وأوصى المؤتمر بإنشاء ''جائزة الشارقة العالمية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين'' تمنح للعلماء والباحثين والمؤسسات العلمية عبر العالم ممن يقدمون أفضل الخدمات الفكرية والعلمية في إبراز التراث العلمي للحضارة الإسلامية· وطالب بإنشاء موقع على الشبكة العالمية ''الإنترنت'' ينطق بعدد من اللغات الحية للتعريف بالتراث العلمي للحضارة العربية والإسلامية، على أن يكون مقره في جامعة الشارقة، وإنشاء قناة تلفزيونية فضائية ناطقة باللغات العالمية الحيّة لإبراز دور علماء العرب والمسلمين والحضارة الإسلامية في خدمة الإنسانية، يكون مقرها إمارة الشارقة· وأكدت توصيات المؤتمر إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية توزع على محطات التلفزة الفضائية للتعريف بمنجزات العلماء المسلمين في مختلف الحقول العلمية والفكرية والحضارية، فضلاً عن إنشاء متحف متخصص بتاريخ العلوم يكون مقره مدينة الشارقة تعرض فيه نماذج من الإنجازات العلمية العربية والإسلامية من معدات وأجهزة وأدوات ومخطوطات· وطالب المشاركون في المؤتمر بوضع معجم متعدد اللغات للمصطلحات العلمية التي وردت في التراث العربي والإسلامي وتسربت إلى الفكر الغربي، وبإصدار مجلة علمية محكّمة ومتخصصة بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين تصدر باللغات العالمية الحية· كما طالبوا بضرورة العمل على تخصيص عدد من المنح الدراسية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في عدد من الجامعات العالمية لدراسة تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، فضلاً عن دعم البحوث ذات الصلة، والعمل على إنشاء عدد من الكراسي العلمية في هذا المجال بالجامعات العالمية بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية· ودعا المؤتمرون إلى دعم وتفعيل دور المراكز البحثية القائمة في مجالات التراث العلمي وتاريخ العلوم العربية والإسلامية وتعزيز أواصر التعاون بينها، وإلى حث الجامعات العربية والإسلامية على إطلاق أسماء العلماء العرب والمسلمين على القاعات الدراسية والمدرجات لديها· وناشد وزارات التربية والتعليم في الدول العربية والإسلامية العمل على تبني تدريس تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين في مختلف المراحل الدراسية، وتفعيل تدريس علم الفلك بما يخدم العلوم الشرعية في كليات الشريعة والدارسات الإسلامية· وقد تمخض المؤتمر عن إعلان الشارقة لحفظ التراث العلمي العربي والإسلامي، ودعا إلى إحياء ما تبقى منه في المتاحف والمكتبات ودور البحث ومراكز الدراسات، والعمل على استعادة ما فقد منه· كما دعا إلى إنشاء مركز بحث دولي في جامعة الشارقة باسم ''مركز التميز في أبحاث التراث العلمي العربي والإسلامي'' يعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة· وطالب بإعلان يوم 24 مارس من كل سنة يوماً لتاريخ التراث العلمي العربي والإسلامي، يحتفل به عربياً وإسلامياً· يشار إلى أن المؤتمر الذي عقد بجامعة الشارقة حظي برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة بمشاركة أكثر من ثلاثمائة عالم وباحث يمثلون أكثر من خمس وثلاثين دولة عربية وإسلامية·