الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توتال الفرنسية تواجه هجوماً ضارياً بدعوى تمويل النظام

توتال الفرنسية تواجه هجوماً ضارياً بدعوى تمويل النظام
4 أكتوبر 2007 22:51
تواجه الحكومة الفرنسية وشركة توتال الأكبر من نوعها في الدولة انتقادات لاذعة في الأسبوع الماضي بشأن تاريخ وسجل الشركة في بورما· ولكن توتال والحكومة الفرنسية رفضتا جميع المطالب التي توجهت بها المعارضة البورمية ونقابات العمال الفرنسية وجماعات حقوق الإنسان العالمية والرامية لأن تعلق عملاقة النفط الفرنسية نشاطاتها على الفور في حقل غاز ياندان في جنوب ماينمار· وكما ورد في صحيفة الاندبندنت اللندنية مؤخراً فإن المنتقدين يعتبرون أن توتال قد أصبحت المحرك الاقتصادي الأكبر في بوروما ومورداً هائلاً لتزويد النظام العسكري بالأموال النقدية· وكانت العديد من مجموعات حقوق الإنسان قد اتهمت توتال أيضاً باستغلال وتسخير عمالة الأطفال في الدولة وهو الأمر الذي نفته بشدة شركة النفط الفرنسية العملاقة· وادعت كل من باريس والشركة أن وجود توتال في ماينمار على وجه العموم يعتبر وضعاً أفضل من غيره إذ أن انسحابها من هذه الدولة من شأنه أن يمنح الشركات الصينية أو شركات أخرى ''أقل احتراماً للنواحي الأخلاقية'' تفويضاً مطلقاً للدخول الى ماينمار· إذ جاء في البيان الذي أصدرته توتال في الأسبوع الماضي رداً على هذه الانتقادات ''ان خروجنا من شأنه أن يهدد بمفاقمة الأوضاع بالنسبة للمواطنين هناك''· والى ذلك فقد رفض بيرنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي من جانبه أي ادعاءات تشير الى أن توتال أصبحت بحكم الأمر الواقع حليفا للطغمة العسكرية الحاكمة في رانجون· ولدى شركة توتال استثمارات تقدر بمليارات الدولارات في ماينمار حيث تستخدم 240 موظفا من المواطنين المحليين في مقرها الرئيسي في يانجون بالإضافة الى أعداد كبيرة أخرى في عملياتها المكثفة النشاط في جنوبي البلاد· وتعمل توتال في شراكة مع ثلاثة مشغلين آخرين درجوا جميعاً على استدرار أموال هائلة من عمليات إنتاج حوالى 19 مليون متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي من حقل يادانا· ويتم استغلال بعض هذا الإنتاج محلياً بينما يتم بيع معظمه الى تايلاند· وذكر بعض الخبراء أن حقل يادانا يتمتع بحياة عمرية مستقبلية تزيد على ثلاثين عاماً· ويذكر أن توتال متورطة أيضاً في إحدى البؤر الساخنة الأخرى حيث تتطلع الى بناء أول محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في إيران· وكانت توتال قد وقعت في عام 2004 على مذكرة تفاهم مع شركة بتروناس الماليزية وشركة النفط الوطنية الإيرانية لبناء هذه المحطة إلا أن العمل فيها لم يبدأ بعد· وبالإضافة لذلك فقد درجت توتال على مطاردة مشاريع التطوير في جميع أركان العالم البعيدة بما فيها العراق حيث تواجه اتهامات بممارسة أعمال غير مشروعة ضمن برنامج الأمم المتحدة الذي سمح للعراق ببيع نفطه مقابل شراء السلع المدنية إبان فترة خضوعه لعقوبات الأمم المتحدة· وكان القضاة الفرنسيون قد استدعوا كريستوف دي مارجري المدير التنفيذي لشركة توتال مرتين من أجل الادلاء بشهادته بخصوص هذه المسألة· إلا أن المسؤولين في الشركة يصرون على أنهم يقدمون خدمة جليلة دون إلحاق أي نوع من الضرر ببقائهم في ماينمار عبر توفير الوظائف ونقل التكنولوجيا من أجل تنمية وتطوير الدولة· وفي هذه الأثناء بدأت جمعية ''لس آميس دي لاتيرا'' الفرع الفرنسي لمنظمة أصدقاء الأرض بمطالبة الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات وفرض عقوبات صارمة ضد بورما وضد الشركات الأوروبية العاملة هناك· ومضت تقول في المذكرة التي رفعتها الى المفوضية الأوروبية ''لقد درجت الطغمة العسكرية في بورما على استدرار أموالها من عمليات تطوير الموارد الطبيعية التي تنفذها الشركات الأوروبية الخاصة''· أما الجناح اليساري لاتحاد نقابات العمال الفرنسي فقد طالب توتال بضرورة ''التوقف فوراً عن عمليات استخراج الغاز وتجميد كافة عمليات تحويل الأموال للنظام البورمي طالما استمر النظام في إهدار والعبث بحقوق الإنسان في ماينمار''· والى ذلك فقد بعثت مجموعة ''إيرث رايتز العالمية'' برسالة الى ديف أوريلي رئيس مجلس إدارة شركة شيفرون العالمية مطالبة إياه باستخدام نفوذه مع النظام والضغط عليه من أجل الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين· وجاء في الخطاب ''ان حكومة بورما ليست مستضيفكم فقط وإنما زبونكم وشريككم التجاري في كونسيرتيوم خط أنابيب غاز ياندا· وفي ظل إصراركم على البقاء هناك يجب أن تتحلوا بالمسؤولية اللازمة عبر استخدام نفوذكم والمساعدة في عدم وقوع حمام للدماء، نرجو ألا تقفوا صامتين عندما تبدأ أعمال القتل مرة أخرى''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©