السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استهلاك الطعام يزداد في رمضان

استهلاك الطعام يزداد في رمضان
4 أكتوبر 2007 23:08
قبل بدء رمضان بأيام وطوال الشهر الفضيل يتدافع أفراد المجتمع من مواطنين ووافدين إلى الجمعيات التعاونية ومحلات السوبرماركت ومراكز التسوق لشراء متطلبات ومستلزمات شهر الصيام من مواد غذائية واستهلاكية متنوعة·· وتتلقف الأيدي كل ما تطوله من سلع بكميات كبيرة·· والكثيرون لا يبالون باحتياجاتهم الحقيقية، ويقومون بتكديس السلع والبضائع في عربة التسوق بغض النظر عن الحاجات الحقيقية أو الكميات التي تتناسب مع استهلاكهم، ويكون مصيرها إما الزج بها قسراً في البطون لتزيد من تخمة أفراد المجتمع، أو في صناديق القمامة· ومع أن المفروض -نظرياً- أن تتقلص الوجبات الغذائية في رمضان، إلا أن الوضع معكوس من الناحية العملية، حيث أسهمت العادات الاجتماعية الرمضانية بشكل كبير في زيادة التكلفة الاقتصادية على المقيمين من ناحية الإنفاق والاستهلاك· ولأول مرة خلال العام بدت غالبية أرفف الجمعيات فارغة من محتوياتها، فقد أصبح المنظر الطبيعي أن تخرج الأسرة الواحدة من الجمعية تدفع أمامها بعربتين وربما بثلاث تحمل بداخلها ما لذ وطاب· ومما لا شك فيه أن حمى الشراء في رمضان، والتي ابتلي بها كثير من بيوت المسلمين، لا تتفق في الحقيقة مع المغزى من الصيام، وتتنافى أيضا مع الحكمة من هذه الفريضة التي ما افترضها الله تعالى على أمة الإسلام ليزدادوا تخمة في رمضان فتقسو القلوب، ولا تؤدى العبادات بصورتها المثلى، وتقل مظاهر التراحم والتعاضد بين أفراد المجتمع المسلم· ويبدو أنه على مر العصور بدأت عادات الأسر المسلمة تتغير من حين لآخر، ففي الماضي كان البعض يعتبر رمضان شهر التوفير، وتقويم النفس، والتفرغ للعبادات، إلا أن رمضان الآن تحول عند البعض من الشعور بالآخر والتراحم إلى مرحلة التعبير المادي، وبيان ما يملكه الأشخاص مادياً من خلال الموائد الرمضانية، بما تحويها من أصناف وأشكال وألوان لا أول لها ولا آخر بالإضافة إلى الفواكه والحلوى، وغالباً ما يضطر أصحاب الوليمة إلى إلقاء ما تبقى في صناديق القمامة· وهكذا تحول شهر العبادة والصوم من تقشف وتوفير الى إنفاق وتبذير· وهناك بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود تضطر إلى تحميل ميزانيتها خلال رمضان أعباء إضافية عن باقي أشهر العام، تماشياً مع الأجواء المحيطة، وحتى لا يشعر أفرادها أنهم دون غيرهم·· وهكذا تشهد إنفاقات الأسر تزايدا كبيرا خلال الشهر الفضيل الى الضعفين على أقل تقدير، وقبل أن تفيق من الأعباء المادية التي أثقلت كاهلها، تدخل في دوامة إنفاقات عيد الفطر· وهناك أمور أشد خطورة بعيداً عن الإنفاقات المادية، وهي الطريقة التي يتم من خلالها تخزين تلك الكميات الكبيرة من قبل أصحابها داخل المنازل، حيث أن التخزين السيئ، وخصوصا للأجبان واللحوم والدواجن، قد يؤدي الى تلفها وفسادها· هذه ليست دعوة للتقشف والجوع، ولكنها رسالة للاعتدال في الإنفاق، بما يتناسب مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي يدعونا الى الاعتدال، مصداقاً لقوله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) (الإسراء: 29)، وامتثالاً لسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: ''ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه''، لذلك فإن اقتداءنا بكلام الله وسنة رسوله أفضل لنا من أن تمتلئ البطون وتغيب العقول·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©