الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سميرة: هداني الله للصراط المستقيم بعد 36 عاماً من الشقاء

سميرة: هداني الله للصراط المستقيم بعد 36 عاماً من الشقاء
4 أكتوبر 2007 23:19
رغم أنها تعدت السادسة والثلاثين من عمرها، إلا أنها جلست كالتلميذة الصغيرة تتعلم، تحاول أن تعرف كل شيء·· تتعلم أصول العبادات كما هي، وبأسمائها العربية، وبلغتها المكسرة التي ضاعت نصف حروفها· وبدأت تردد كل ركن من أركان الإسلام، وتعيده مرة ثانية وثالثة حتى لا تنسى، وتوالت الأسئلة التي تعقبها ردود شافية من فضيلة الشيخ محمد زكريا تنفيذي أول في قسم المسلمين الجدد، الذي أسلمت على يديه ليرتاح قلبها وعقلها من إرهاق البحث والتنقيب والتفكير، فقد آن لها أن ترتكن على شاطئ الأمان لتعلن الوحدانية لله بقلب مليء بالحب للدين الإسلامي وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم· سنوات طويلة منذ تركت سميرة موطنها الأصلي في سيرلانكا بحثاً عن الرزق، فقد زوجها أهلها وهي طفلة صغيرة عمرها لا يتعدى الخامسة عشرة·· ومن ثم أصبحت أما لطفلين، وكان زوجها يشكو من ضيق اليد، فقررت أن تحمل على عاتقها لواء الكفاح من أجل زوجها وولديها، وبدأت البحث عن الرزق في بلاد الله· بدأت رحلتها في الاستقرار داخل دولة الكويت منذ بضع سنوات، كان شاغلها الوحيد أن تعمل لدى مخدومها بأمانة وإخلاص حتى لا تنقطع مساعداتها إلى أهلها في موطنها، ولم يكن الجانب الديني يشغل حيزاً بداخلها، ولم تشبع ديانتها السابقة حاجتها الملحة في المعرفة، فانصرفت عنها، وأصبحت لا تمارس أياً من شعائرها، ولم يعد للدين دور في حياتها، وأصبحت تعتقد أنه لا يؤثر على أمورها اليومية المتكررة، ونحت مسألة الدين جانباً حتى تجد لنفسها مخرجاً· وفجأة وجدت سميرة نفسها وسط مجتمع مسلم·· عالم جديد لم تألفه من قبل، لكنها لم تكن مدركة أنها وضعت قدميها على بداية طريق الحق، وإن كان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فإنها قد خطت أولاها، وكغيرها الكثير من أبناء موطنها كانت معلوماتها عن الإسلام مشوهة غير واضحة المعالم، ولذا كان الإسلام أبعد ما يكون عن تفكيرها وأحلامها·· ووجدت نفسها وسط عالم مثير بالنسبة لها، فقد بهرها ما رأته من حياة المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم وعقائدهم والتزامهم بصلواتهم في مواعيدها، ما ألقى في قلبها الراحة والطمأنينة، وبدأ الدين الإسلامي يشغلها، وبدأت تتطبع بسماحة ومعاملة وعادات من تعمل لديهم، وترقب كل الأمور المتعلقة بالدين، وبين الحين والآخر تسأل عن أمور متعلقة بالدين· ومرت بها السنوات وبدأ صراع الديانات ينشب بداخلها، وبدأت تفكر في الحياة والموت، والدنيا والآخرة، والعديد من الأسئلة، وتيقنت أن الكون لم يخلق بالصدفة، ولابد أن يكون له خالق مبدع وأنه أحق بالعبادة والوحدانية، ولا يمكن أن يعيش الإنسان بدونه·· لكن ما هو الطريق إلى الله وكيف الوصول إليه؟ وفشلت في العثور على الحقيقة التي تشفي صدرها·· أيقنت أن الإسلام هو الحل، وأنه الغاية المنشودة للفوز في الدنيا والآخرة، وبدأت تلتزم بكل ما تعرفه عن الدين الإسلامي سراً حتى حضرت إلى دبي منذ أربعة أشهر وشعرت أنها اقتربت كثيراً من تحقيق حلمها، فالتقت بصديقات لها مسلمات، وأشبعت عقلها بمعرفة كل ما تريد عن الإسلام، وتحجبت، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة لإعلان إسلامها· وبعد ليل طويل من التفكير في قدرة الخالق ودعائه ليديها الطريق المستقيم·· استسلمت سميرة للنوم لتفيق من نومها قبل موعد صلاة الفجر على حلم يؤذن فيه المؤذن للصلاة·· الله أكبر·· الله أكبر· ثم صحت فرحة منشرحة الصدر وهي على يقين أن تلك بشارة من الله، ولما استسلمت للنوم مرة ثانية جاءها في المنام من يسقيها ماء، ولما سألت ما هذا؟ أجابها أنه ماء زمزم المبارك، وانتظرت مطلع النهار بفارغ الصبر فسارعت إلى قسم المسلمين الجدد بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي لتعلن إسلامها قبل رمضان بساعات، وحتى تستعد لصوم الشهر المبارك، لتكون بداية إسلامها بالصيام تضرعاً لله·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©