الماء والحرّ

* ما حكم غمس الرأس في الماء من شدة الحر في نهار رمضان؟ ** الاغتسال بالماء للتبرد والتلفف بالثوب المبلول لا يفطر به الصائم وإن وجد برد الماء في باطنه وقد أفتى الإمام أبويوسف بعدم كراهيته لما رواه أبو داود عن أبي بكر بن عبدالرحمن، قال: رأيت رسول الله في سفره عام الفتح يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر· وكان ابن عمر يبل الثوب ويلفه عليه وهو صائم· ولأن في ذلك عونا له على اداء الصوم ودفع الضجر الطبيعي، ودخول جزء من الماء في الجسم بواسطة المسام لا تأثير له؛ لأن المفطر انما هو الداخل من المنافذ· وقد كره الامام أبو حنيفة ذلك لما فيه من إظهار الضجر في اقامة العبادة لا لأنه مفطر· صيام مريض السكر * زوجي مريض بالسكر ولا يمكنه الاستغناء عن الماء ولا عن الغذاء، فإن صام وامتنع عن الماء والغذاء يحصل عنده ضعف ولا يمكنه القيام لمباشرة عمله الذي لابد لعيشه·· فهل يجوز له الفطر؟ ** نص الأحناف على أن المريض اذا غلب على ظنه -بأمارة أو تجربة أو إخبار طبيب حاذق مأمون- أن صومه يفضي الى زيادة مرضه أو إبطاء برئه جاز له الفطر في رمضان، وكذلك يجوز الفطر للمريض بمرض السكر إذا كان صومه يفضي الى عدم قدرته على اداء عمله الذي لابد منه لعيشه، وعليه أن يقضي ما أفطره من رمضان في أيام أخر بعد زوال هذا العذر، فإن تحقق اليأس من زواله وجبت عليه الفدية كالشيخ الفاني بشرط أن يستمر عجزه الى آخر حياته ولا قضاء عليه في هذه الحالة، والفدية هي إطعام مسكين واحد عن كل يوم غداء وعشاء مشبعين أو اعطاؤه نصف صاع من بر أو دقيق أو قيمة ذلك عن كل يوم· لا بأس * هل هناك مانع من استعمال فرشاة الأسنان مع المعجون للصائم؟ ** إدخال الماء الى الفم في المضمضة لا يفسد الصوم مادام لم يدخل شيء منه الى جوف الصائم، وكذلك لا يفسده استعمال السواك في نهار رمضان، رطباً كان أو جافاً، ومثل السواك في ذلك استعمال فرشاة الأسنان سواء استعملها الصائم وحدها أو مع معجون الأسنان، مادام لم يبالغ في ذلك الى درجة يتسرب معها شيء من المعجون الى جوف الصائم؛ لأن ذلك هو الذي يترتب عليها إفساد الصوم لا استعمال الفرشاة والمعجون، مع التحرز وعدم المبالغة في الاستعمال، فإن لم يؤد استعمال الفرشاة مع المعجون الى دخول شيء من المعجون الى جوف الصائم كان الصوم صحيحاً ولا شيء في هذا الاستعمال، وإن أدى الى دخول شيء منه الى جوفه كان مفسداً للصوم· وقت الصلاة * أحرص على الصلاة في أول وقتها وأحيانا تضطرني طبيعة عملي للصلاة في غير جماعة وفي آخر الوقت·· فهل هذا يخالف أحكام الدين؟ ** الأذان إعلام بدخول الوقت، والصلاة في أول وقتها لها فضلها، لكن من يسر الإسلام انه جعل وقتها ممتداً ينتهي بدخول وقت الصلاة الأخرى، إلا في الصبح فبطلوع الشمس، فلا حرج عليك إذا صليتها في أي وقت لها من البدء إلى النهاية ما دمت مشغولاً بعمل خير، ولكن حاول ما استطعت أن تؤديها في أول الوقت، ويحرم عليك أن تؤخرها حتى ينتهي وقتها ما دمت مقيماً غير مسافر، وما دمت صحيحاً غير مريض ولا معذور·· والله أعلم·