الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن الخلق

4 أكتوبر 2007 23:29
انتشر الإسلام بحسن خلق المسلمين؛ لأنه عنوان هذا الدين، فالخلق هو الذي ينضح خارج الإناء، فالقلب إذا كان طيبا ينعكس طيبه على الجوارح في شكل أخلاق حسنة، وهو مناط هذا الدين· وحسن الخلق هو الذي يهم الآخرين قبل أي شيء حتى العبادة، وبعد هذا ينظر للمرء المتصف بالخلق ويقتدى به في عبادته· ومن الأشياء التي تثقل الميزان يوم العرض على الديان حسن الخلق· واستمعوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي الدرداء عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: ''ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق''· فأفضل الأشياء عند خالق السماء بعد أداء العبادة والإصلاح بين الناس حسن الخلق· واستمعوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن''· أساس للجنة من منا لا يريد أن يكون خير الناس؟ كلنا·· ولكن كيف؟ استمع إلى الطريقة وهى سهلة ويسيرة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق''، قيل: ما القلب المحموم؟ قال: ''هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد''· قيل: فمن على أثره؟ قال: ''الذي يشنأ الدنيا، ويحب الآخرة''· قيل: فمن على أثره؟ قال: ''مؤمن في خلق حسن''· وحسن الخلق عليه الأساس الأول في دخول الجنة، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يلج الناس به النار فقال: ''الأجوفان الفم والفرج''، وسئل عن أكثر ما يلج الناس به الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''حسن الخلق''· من هذا الحديث يتضح لنا أن حسن الخلق يختص به أولا الفم ومصدقه القلب، ومصدق كل ذلك فهو الفرج· أما اللسان فأقولها كلمة: ''لسانك أسد يحرس الرأس والجسد، فإن أمسكته حرسك، وإن أطلقته افترسك''· وأعتقد اعتقادا جازما بأن كلا منا يريد بيتا له فى الجنة، فمن أراد ذلك البيت فثمنه سهل يسير، وهو كما حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: ''أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه''، فحسن الخلق يوصل الإنسان إلى بيت في أعلى الجنان ويجعله كامل الإيمان، واستمع إلى ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا''، وصاحب الخلق الحسن يكون مع الصائمين القائمين، فقد روى أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ''إن صاحب حسن الخلق يبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة''· زيادة في العمر والرزق وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: ''إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل، لكرم ضريبته، وحسن خلقه''، ويكتب صاحب الخلق الحسن من أهل البر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ''البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس''· وحسن الخلق يزيد فى عمر الإنسان ورزقه، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة''· وصلة الرحم وحسن الجوار -أو حسن الخلق- يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار· وتارك حسن الخلق من المفلسين، فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع· فقال: ''إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا· فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته· فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار''· وفي الحديث ''إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون''· قال ابن الأثير في ''النهاية'': الموطأون أكنافا وحقيقته من التوطئة وهى التمهيد والتذليل، وفراش وطيء لا يؤذى جنب النائم، والأكناف الجوانب، أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى· وقال ابن المبارك -رحمه الله- فى تفسير حسن الخلق: هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى· وهل تريد أن تكون من الناجين الذين رضى الله عنهم، أم من الذين يبغضهم الله؟ سؤال أجب عليه بنفسك بعد سماع هذا الحديث، فعن أبي الدرداء أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ''من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير· أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©