الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما الذي حدث للمسلمين؟ (2)

ما الذي حدث للمسلمين؟ (2)
4 أكتوبر 2007 23:33
العقلية القائمة عند أعدائنا يعلمها الله، والرؤية الكلية للكون والإنسان والحياة وما قبل ذلك وما بعده يعلمها الله، يقول تعالى: (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً) (الإسراء: 47)، فقد قال: (نحن أعلم بما يستمعون به) ولم يقل يستمعون إليه بما يوحي أن هناك شيئاً يستمعون من خلاله للقرآن هو أن القرآن من عند محمد، وانه صناعة بشرية، وأننا لا ينبغي ان نلتفت اليه ولا نقف عنده كثيراً، ولا نستهديه ولا نجعله دستور حياة· هل صدر أعداؤنا لنا تلك الرؤية، فأصبحنا إذا صدقنا القرآن صدقناه على أنه إيماناً جملية لا يتحكم في مورد ولا يتحكم في مصدر؟ يبدو ذلك· فانظر الى قوله تعالى: (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً· انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً· وقالوا أئذا كنا عظاماً ورفاتاً أئنا لمبعوثون خلقاً جديداً· قل كونوا حجارة أو حديداً· أو خلقاً مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً) (الإسراء:47-51)· إن الربط بين ترك الوحي وترك الآخرة إعجاز، فهذا الذي شهد به التاريخ الإسلامي، بدأ الناس بنسيان الآخرة، وصدقوها تصديقا باهتا، ثم بعد ذلك انحلوا من عقدة الوحي، وصدقوه تصديقا جمليا، ولم يجعلوا الآخرة هي الأساس وهي الحيوان ''أي الحياتين''، لم يجعلوها كذلك بل جعلوها شيئاً عابرا، والأمر ليس كذلك إذا استحضرت الآخرة ومعناها وما ذكره الله عنها في كتابه الكريم لا يمكن ان تقع في معصيته سبحانه، ولا يمكن ان يمتلئ قلبك إلا همة وإقبالاً على الله، ولقد مهد نسيان الآخر الطريق لنسيان الوحي· فلا سبيل لنا إلا الرجوع للإيمان بالآخرة وتذكرها دائماً، والإيمان بالوحي وجعله منهجاً للحياة ومعياراً للتقويم في كل شؤون حياتنا، ذلك قبل ان نتشابه مع الذين ذكرهم الله في كتابه فقال: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً· يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً· لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً· وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً· وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً) (الفرقان: 27-31)· لا سبيل لنا إلا أن نحيي الإيمان في قلوبنا، ولا تتحول العقائد إلى مفاهيم قائمة في الذهن، بل نريد ان تكون منطلقاً للعمل، نريد أن يعيش المسلمون مستحضرين ربهم في حياتهم، منكشفة لهم الحقائق على وجهها، من كون هذه الحياة الدنية فانية، وأن أمر الله فينا هو العبادة والعمارة والتزكية، فلا بد ان نعبد الله وان نعمر الأرض، وان نزكي النفس، وكذلك ان ندعو الناس الى رب العالمين ولا بد ان ندرك ان الله قد حد لنا حدودا وأمرنا بأوامر ونهانا عن نواه ينبغي ان نتقيد بها· إذا تمكنا من ذلك جمع الله لنا سعادة الدارين وانتهى الفساد المستشري في أوساط الناس· نسأل الله السلامة والنجاة· وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©