الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

القنب الهندي ذهب أخضر للمزارعين اللبنانيين

القنب الهندي ذهب أخضر للمزارعين اللبنانيين
4 أكتوبر 2007 23:59
يقف محمد أمام كومة كبيرة من أوراق نبتة القنب الهندي المرصوفة داخل غرفة تقع في القسم الخلفي لمنزله وابتسامة كبيرة تعلو وجهه، ويقول ''المحصول هذه السنة كان استثنائياً بالفعل''· ويؤكد محمد وهو أب لثلاثة أطفال طلب الاكتفاء بذكر اسمه الأول والامتناع عن ذكر قريته ''إذا تركتنا الدولة للبنانية نزرع بسلام خلال السنوات الثلاث المقبلة فإن أزمتنا الزراعية ستنتهي''· واستغل محمد شأنه في ذلك شأن عشرات المزارعين في سهل البقاع (شرق) غياب السلطة وشلل المؤسسات لزراعة مساحات ستعطيه أكبر محصول من حشيشة الكيف يجنيه منذ انتهاء الحرب اللبنانية (1975 - 1990)· فمع عجز السياسيين على ما يبدو عن الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية وانشغال الجيش في معارك طويلة مع مسلحي مجموعة فتح الإسلام الأصولية المتطرفة، عادت تجارة المخدرات للانتشار بين عدد من عائلات سهل البقاع ومنطقة الهرمل المجاورة المعروفة بأنها معقل للمهربين· وتقدر السلطات مساحة الأراضي التي تمت زراعتها هذه السنة بالقنب الهندي بحوالى 7500 هكتار وهي أكبر مساحة منذ انتهاء الحرب عندما بدأت الحكومة حملتها للقضاء على زراعة المخدرات بضغوط من الأمم المتحدة· ويؤكد المقدم عادل مشموشي رئيس مكتب مكافحة المخدرات أنه كان مصمماً على إتلاف المزروعات الممنوعة لكن أسباباً أمنية حالت دون قيامه بذلك· ويقول لوكالة ''فرانس برس'' ''كنا قد حددنا ثماني مناطق في البقاع والهرمل لكن انخراط الجيش في المعارك ضد المتطرفين في مخيم نهر البارد حال دون تأمينه سلامة عناصري''· ويشير مشموشي كذلك الى أن أصحاب الجرافات الخاصة الذين طلب منهم المساهمة في إتلاف المزروعات اعتذروا عن القيام بالمهمة بعدما تلقوا تهديدات· وعندما حاول عناصر مكتب مكافحة المخدرات إتلاف شتول القنب الهندي في قرية بوادي (البقاع) أطلقت باتجاههم نيران الرشاشات وقذائف مضادة للدروع (آر· بي· جي)· ويقول مشموشي '' اضطررنا الي الانسحاب· أردنا أن نعود في اليوم التالي لكننا كنا على ثقة بأنهم سيكونون لنا بالمرصاد وأردنا أن نتجنب التصعيد''· محمد، كما سواه من المزارعين يقر بأنه ينتهك القانون لكنه يحمل الحكومة والأمم المتحدة مسؤولية ما يقوم به لعدم وفائها بتعهدات أطلقاها في تسعينات القرن الماضي وتقضي بتأمين الوسائل لقيام زراعات بديلة· ويقول محمد ''لم يعد بإمكان الأهالي أن يتحملوا الوضع الاقتصادي· هذه المنطقة فقيرة وحشيشة الكيف زراعتها سهلة ومكسبها وفير''، موضحاً أن مردود الكيلوجرام الواحد يتراوح بين ألف وألف وخمسمائة دولار وفق نوعيته· ويقدر محصول هذا العام بحوالى 225 مليون دولار وهو مبلغ باهظ رغم أنه لا يوازي سوى نصف مردود الإتجار بالحشيشة في الثمانينات والذي كان يقدر بحوالى 500 مليون دولار· ووفق المصادر الرسمية يتم بيع الإنتاج اللبناني في أسواق أوروبا· ويرى جهاد صقر مسؤول الخدمات الاجتماعية في الهرمل بأن لجوء السلطة الى إلقاء منشورات تحذر المزارعين من عقوبات شديدة لن يؤدي الى نتيجة طالما أن السلطة المركزية تستمر بتجاهلهم وتهميشهم· ويقول ''يريد الأهالي تأمين قوتهم وتوفير العناية الصحية وتعليم أولادهم· الوعود شيء جيد لكن إذا لم تتم مساعدتهم فعلياً لن يكون أمامهم خيار آخر''·
المصدر: سهل البقاع-لبنان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©