فينجر فخور بأداء جرفينيو ويرشح «الأفيال» للمجد الأسمر

محمد حامد (دبي) - على مدار تاريخه الكروي، وخاصة خلال الحقبة التي شهدت تولي أرسين فينجر مقاليد الإدارة الفنية لفريق آرسنال، كان ولا يزال للفريق الانجليزي أيادٍ بيضاء على الكرة الأفريقية مع تشيلسي، أكثر من بقية الأندية الإنجليزية، ويبدو أن البروفيسور أرسين فينجر متأثر إلى حد كبير بالفكر المطبق في بلاده، حيث الاعتماد بدرجة كبيرة على اللاعب الأفريقي في دوري فرنسا، وفي أنديتها التي تؤمن بضرورة منح الفرصة للمواهب السمراء، وجاء فينجر إلى سدة القيادة الفنية للفريق اللندني وهو يحمل الفكر نفسه، وخلال السنوات الماضية يواجه المدير الفني لـ”المدفعجية” مأزقاً حقيقياً حينما تدور رحى البطولة القارية السمراء، حيث يجد نفسه مجبراً على التخلي عن عدد من نجومه الأفارقة لمدة لا تقل عن الأسبوعين، وربما تصل إلى أكثر من شهر، حيث يشاركون مع منتخباتهم في العرس القاري. ولم يسبق أن أشتكى فينجر من هذه الأمر، بل على العكس يبدو متفاعلاً بصفة مستمرة مع البطولة الأفريقية، حيث يعلق على أداء المنتخبات من الناحية الفنية، وخاصة نجوم آرسنال في المنتخبات الأفريقية، وخلال البطولة الحالية برز اسم أكثر من لاعب آرسنالي، على رأسهم مروان الشماخ، والذي لم يكن موفقاً مع المغرب، ليؤكد انه لا يمر بأفضل حالاته، وهو انعكاس لتعثره مع آرسنال خلال الموسم الحالي. ولكن على الجانب الآخر برز اسم جرفينيو نجم هجوم المنتخب الإيفواري والهجوم الآرسنالي، الذي نجح في التألق على الرغم من أن هجوم الأفيال يعج بأسماء أشهر النجوم، وعلى رأسهم ديديه دروجبا، ورفيق دربه في تشيلسي سالومون كالو، ومثلما يقدم جرفينيو مستويات جيدة مع مدفعجية لندن فأنه يتألق مع أفيال كوت ديفوار. ونجح جرفينيو في تسجيل هدف الحسم في مرمى مالي لتتأهل كوت ديفوار إلى المباراة النهائية التي تقام غداً أمام زامبيا، والآمال الإيفوارية معلقة في رأس وقدم جرفينيو وبقية رفاقه لإعادة الكأس إلى البلاد، حيث لم يحتفل الملايين في أبيدجان بالبطولة منذ الحصول على لقبها عام 1992. بدوره علق فينجر على تألق جرفينيو فقال: “أعتقد ان هدفه في مرمى مالي جعله يستقر في قلوب الجماهير بكوت ديفوار، فقد كان هدف الحسم والتأهل إلى النهائي، ليتجدد الأمل في الحصول على اللقب الذي يعني الكثير لجميع المنتخبات الأفريقية، أعتقد أن كوت ديفوار كان الأفضل في مباراتها أمام مالي، وكانت تستحق الفوز، ولكن هذا الفوز لم يأت إلا بالهدف الذي سجله جرفينيو، مما يعني انه من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم صنع الفارق في المباريات الصعبة”. وأضاف فينجر: “سعادتي كبيرة بما فعله جرفينيو، فمثل هذه الأهداف الهامة في المباريات المصيرية تمنح المهاجم ثقة كبيرة في النفس، مما ينعكس عليه في المباريات التي يخوضها فيما بعد، وجرفينيو مهاجم جيد، ولكن ما يعيبه هو حماسه المفرط وتسرعه أمام المرمى في بعض الأحيان، الأمر الذي جعلني معجباً كثيراً بهدفه في مرمى مالي، فقد سجله بطريقة تؤكد أنه أصبح أكثر تركيزاً وهدوءاً”. وقال فينجر: “أعتقد أن منتخب كوت ديفوار هو الأفضل في القارة الأفريقية، وهناك فاصل كبير بينه وبين المنتخب الذي يأتي بعده من حيث المستوى، أعتقد أنهم الأقرب للفوز باللقب الأفريقي، وأتمنى ألا يواجهوا مشكلة ما تمنعهم من تحقيق هذا الإنجاز”. يذكر أن جرفينيو نجم آرسنال الجديد، والقادم إلى صفوفه في يوليو الماضي منتقلاً من ليل الفرنسي، شارك مع الفريق اللندني في 24 مباراة في جميع البطولات حتى الآن، مما يؤكد أنه يحظى بثقة فينجر، وسجل جرفينيو 4 أهداف، وصنع 7 أهداف أخرى، وهي أرقام لا بأس بها لوافد جديد على صفوف فريق كبير يواجه ضغوطاً جماهيرية هائلة.