الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجربة الإمارات الزراعية تجسد إرادة التغلب على قسوة الطبيعة

تجربة الإمارات الزراعية تجسد إرادة التغلب على قسوة الطبيعة
5 أكتوبر 2007 03:04
أكد احمد محمد اليبهوني رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة ان تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في المجال الزراعي نموذج يحتذى في إرادة التغلب على قسوة الطبيعة وقهر الصحراء وتحويل كثبانها الرملية إلى جنان خضراء وارفة الظلال ومزارع منتجة لكل أنواع الخضراوات والفواكه وأن التجربة أسهمت بشكل فاعل في تخفيف حرارة الجو وتوفير مصدر آخر لرفد الطبيعة بالأكسجين، إضافة إلى الناحية الجمالية· جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الذي عقده في منزله بالعين، وأضاف أن الزراعة كانت قد حظيت بجانب كبير من اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمة الله'' انطلاقا من رؤيته الحكيمة بمدى أهمية ما يحققه هذا القطاع من أمن واستقرار غذائي وبيئي للمقيمين على ارض الدولة، وقال إن الدولة كرست الإمكانيات والموارد لتنمية وتطوير هذا القطاع بكافة فروعه النباتية والحيوانية والسمكية· نشر الرقعة الزراعية وأشار إلى انه تنفيذا لتوجيهاته الرشيدة ''رحمة الله'' تمت الاستفادة من هذا الدعم على هيئة خطط للتنمية الزراعية لتوسيع رقعة الأراضي الزراعية ونشر المسطحات الخضراء وإنشاء مزارع متخصصة في إنتاج بعض أنواع الخضراوات وإقامة مشاريع متعددة لتنمية الموارد المائية كالسدود وإتباع احدث الوسائل على المستوى العلمي في مجال التنمية الزراعية والحيوانية والسمكية والحفاظ على البيئية· وأضاف في مجال التشجير ومكافحة التصحر عملت الدولة على تثبيت التربة ونشر الرقعة الزراعية الخضراء لمكافحة التصحر ووقف زحف الرمال والحفاظ على البيئة، حيث تمت زراعة العديد من أشجار الظل على مساحات شاسعة· كما تم بمبادرة من القائد الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمة الله'' إنشاء مركز زايد العالمي للبحوث الزراعية والبيئية الذي يركز اهتمامه على دراسة حركة الكثبان الرملية وغير ذلك من الدراسات التي تساهم في التعرف على البيئة الصحراوية ومحاولة التعايش المتوازن معها كما سنت القوانين التي تعمل على الحفاظ على البيئة· الوعي البيئي ويشير اليبهوني إلى أن تأسيس جمعية أصدقاء البيئة كان في العام 1991 وذلك مع تنامي الوعي البيئي، لتسهم بدور حيوي في التوعية البيئية وتنفيذ العديد من المشاريع لحماية البيئة ومكافحة التلوث، مشيرا إلى إن الجمعية نشأت وترعرعت ونشطت لأجل حماية البيئة رافعة شعارات بيئية أهمها أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة وأن حماية البيئة واجب وطني وان كل من يعيش على ارض الإمارات يتحمل مسؤولية الحفاظ على البيئة· وطالب المجتمع بكل فعالياته بالحد من استخدام الملوثات بمختلف أنواعها والتخلص من النفايات بطريقة حضارية· تواجد في كل مكان وأضاف أن الجمعية عمدت الى التواجد في كل أرجاء الدولة وفتح باب الانتساب للجميع من خلال فروع الجمعية بالدولة، وكشف أن عدد الأعضاء وصل اليوم إلى أكثر من 2000 عضو، ويشارك الأعضاء في بث رسائل الجمعية في كافة الفعاليات والمحافل في مختلف المناسبات وكذلك المشاركة في المعارض المحلية والدولية وإلقاء وتنظيم المحاضرات وعقد الندوات في المدارس والجامعات والأماكن العامة التي يتواجد بها الجمهور المستهدف· إضافة الى المشاركة في الفعاليات البيئية التي تقام في الامارات ودول مجلس التعاون والدول العربية· 600 طائرة يومياً وأوضح اليبهوني أن الملوثات البيئية تتعدد، منها الملوثات الغازية وتشمل الغازات المنبعثة من الآليات والمعدات والسيارات والطائرات نتيجة احتراق الوقود، مشيرا إلى أن أكثر من 600 طائرة تحلق في مجالنا الجوي يوميا، وهذه كلها ملوثات نستقبلها، مشيرا إلى أن خط الدفاع الأول لهذه الملوثات المسطحات الخضراء، وأشار إلى مخلفات أخرى منها الورقية والبلاستيكية والعبوات الزجاجية والبلاستيكية التي لاتذوب في التربة، اضافة الى الاطارات ومخلفات زيوت الآليات والسيارات ومخلفات مغاسل السيارات وغيرها· استخدام مقنن للأسمدة وقال المهندس سمير صالح مهدي عضو الجمعية انه للمحافظة على المياه سواء الراكدة او الجارية أو الجوفية يجب عدم رمي المواد والمخلفات فيها وكذلك الاسمدة بمختلف انواعها التي يجب استخدامها بطرق مقننه تسمح بتحللها والتخلص منها بطريقة طبيعية وانتقد استخدام الاسمدة بطريقة عشوائية، وقال بضرورة ان تقوم الشركات التي تعمل في شتى القطاعات سواء مقاولات البناء او المنشآت البترولية أو الشركات التي تتعامل مع المبيدات الحشرية او الملوثات بمختلف انواعها بالافصاح عن هذه الملوثات حتى يتم التعامل معها لإتلافها بالطرق المناسبة· وقال المهندس إن على السفن التي تجوب الخليج وخاصة تلك التي تدخل المياه الإقليمية للدولة يجب عليها الالتزام بالشروط والأوامر البيئية النافذة في دولة الإمارات وأن لا تتخلص من الملوثات في مياهنا الاقليمية وطالب بالحفاظ على البيئة البحرية للدولة والتقيد بالإرشادات التي تصدرها الجهات المعنية بالدولة دوريا· دور توعوي ويؤكد أحمد سلطان النعيمي أن دور الجمعية دور توعوي وليس رقابياً وفي تعاون مستمر مع الجهات المعنية مثل هيئة ابوظبي للبيئة وغيرها من الهيئات والدوائر المعنية بالاهتمام بالبيئة في الدولة· وقال أن تواجدنا كجمعية اصدقاء البيئة مع مختلف المؤسسات بالدولة في المناسبات المختلفة التي تتعلق باليئة بشكل خاص اوتلك التي في احد جوانبها له علاقة بالبيئة يجسد إيماننا جميعا بأهمية المشاركة الإيجابية والعمل معا لخدمة الوطن في مجال البيئة التي تعني الحياة الأمثل للإنسان والحيوان والنبات· الوضع صعب والتجاوزات كثيرة وتقيّم طرفه الشيبة الشرياني امين عام سر الجمعية الوضع البيئي بالدولة بالصعب مشيرة الى ان الوضع الذي تشهده الدولة يمثل ثورة صناعية وتطورآً سريعاً على مختلف الاصعدة وتوجد مخلفات بيئية متنوعة وكثيرة، الأمر الذي يتطلب دراسات متخصصة في مخلفات البيئة الناتجة عن هذا التقدم السريع الذي نعيشه، وقالت إن بعض الجهات ترى أن ما تحققه من ارباح اهم بكثير من صحة الانسان، وقالت مثلا يتم اضافة الكثير من مادة الكلور لأحواض السباحة بدلا من تبديل هذه المياه، وهذا ما سبب الكثير من الأمراض· وقالت إن هناك توعية في السنوات الاخيرة وأن الدولة لم تقصر في هذا المجال، لكن هناك جهات لا تطبق الارشادات التي وضعتها الدولة للحفاظ على البيئة وان هناك تجاوزات كثيرة· وطالبت بإلزام جميع المؤسسات في القطاع الخاص والحكومي والأهلي بتطبيق الارشادات المنظمة وتشديد العقوبات على المخالفين للقانون· وقالت: على الجهات المختصة في الدولة مراقبة السفن قبل أن تقوم بتسريب المواد الكيماوية في الخليج معرضة الكائنات البحرية والبيئة البحرية للخطر، وتحذيرها من ذلك وقالت إنه لابد من تكاتف الجهات الحكومية المختلفة لإيجاد بيئة صحية نظيفة لمن يعيش على هذه الارض الطيبة· واشارت الى اهمية ايجاد تنسيق بين وزارة الصحة وجمعية اصدقاء البيئة والهيئات المهتمة بالبيئة للقيام بإجراء دراسات ميدانية للحالات المرضية في الدولة والوقوف على اسبابها· صعوبات مالية ويقول عيسى الشامسي المدير المالي للجمعية إن هناك صعوبات مالية جمة تواجه الجمعية للقيام بدورها الحقيقي بالشكل المطلوب، لافتا الى عدم وجود مقر دائم للجمعية، اضافة الى مصادر دخل ثابتة تدعم الخطط الاستراتيجية التي تقوم بها الجمعية، وقال ان الانشطة التي تقوم بها الجمعية قائمة على الهبات من الجهات الحكومية والخاصة لرعاية برنامج معين ثم يقف الحال حتى مجيء منحة اخرى وهكذا· تأسيس أول مدينة بيئية طالب عيسى الشامسي المدير المالي للجمعية الشركات المشاركة في عملية التدوير بتضافر الجهود لتوفير حاويات خاصة لجمع النفايات الورقية وتوزيعها على مواقع المدارس والجامعات والجهات الراغبة في دعم هذا المشروع· ولفت الشامسي الى مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والانسانية هي التي ساهمت في دعم انطلاق المشروع، كما ساهمت هيئة البيئة بابوظبي العام الماضي في دعم استمرار المشروع وأضاف: لأهمية المشروع فقد تم ايجاد وتأسيس اول مدينة بيئية على مستوى الدولة وهي مدينة الضباط في ابوظبي، تحت رعاية الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، وبحضور ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، حيث تم توفير حاويات خاصة لجمع النفايات الورقية وتم توزيعها على مختلف مواقع المدينة، وذلك في ظل حملات توعية بيئية للسكان· نشر الوعي البيئي تقول وفاء احمد شاهين نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية المدير التنفيذي لفرع دبي والامارات الشماليه إن أهم هدف تسعى له الجمعية هو نشر الوعي البيئي من خلال الانشطة والفعاليات من احتفالات عالمية ومشاركة في مؤتمرات دولية واقليمية، اضافة الى التواصل مع المنظمات العالمية من اجل توصيل رسالة للمجتمع، تؤكد اهمية البيئة والحفاظ عليها· وقالت إن لدى الجمعية خطة استراتيجية لاستخدام كافة وسائل الاتصال من قنوات فضائية او شبكة الانترنيت او الاذاعة او الاتصال المباشر خلال الفعاليات في المناسبات المختلفة· مشروع حيوي قال عيسى الشامسي لدينا مشروع حيوي لتدوير النفايات الورقية بدأ منذ عام 2004 ومازال مستمرا حتى هذه الساعة تم تنفيذه على مراحل وقال إن المشروع يعتمد على إحدى الشركات تقوم بأخذ الورق من الجمعية التي بدورها اتفقت مع المدارس وعدد من الشركات بتحويل نفاياتها الورقية الى مكان تجميع يتم تسليمه للشركة الخاصة بقصد اعادة تدويره، مشيرا الى ان المشروع رغم فائدته البيئية الكبيرة، الا أنه لا يغطي نفقات تجميعه، حيث يباع الطن من الورق بـ 180 درهما· وأوضح المدير المالي للجمعية أن التخلص من طن واحد من النفايات الورقية يوفر 4 آلاف كيلو وات من الطاقة ونحمي من 17 - 21 شجرة من القطع، إضافة الى التخلص من 27 كيلو جراماً من ملوثات الهــــواء، كما نحافــظ على 7 آلاف جالون ماء من الهدر· خطة استراتيجية تتضمن الخطة الاستراتيجية أكثر من مشروع منها تدوير النفايات البلاستيكية والزجاجية والعلب الفارغة عندما تتوفر السيولة اللازمة لدعم تلك المشاريع· كما تتضمن الاستراتيجية الخمسية طبع كتيبات خاصة بالبيئة وكيفية الحفاظ عليها وتوضيح دور الافراد والشركات في المساهمة بالحفاظ على البيئة· وحول أهم السلبيات والمعوقات التي تواجه القائمين على الجمعية، يقول احمد سلطان النعيمي: الدعم المالي، وهذا بدوره يجعلنا نعتمد على اداء المتطوعين بدلا من ايجاد موظفين عاملين على ملاك الجمعية، وقال بندرة المتخصصين في مجال البيئة للاستعانه بهم في الندوات والمحاضرات والتخطيط للمستقبل ليكون الاداء على الوجه الأكمل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©