الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجاد يثير زوبعة في مؤتمر دوربان 2 والوفود الغربية تنسحب

نجاد يثير زوبعة في مؤتمر دوربان 2 والوفود الغربية تنسحب
21 ابريل 2009 03:35
اثار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ردود فعل غربية غاضبة وزوبعة في مؤتمر ''دوربان 2 '' لمكافحة العنصرية في جنيف عندما شن هجوما على اسرائيل واتهمها بالعنصرية رغم كل التحذيرات التي وجهتها الدول الغربية الى نجاد قبيل افتتاح الموتمر من التعرض الى اسرائيل، حيث نفذت الدول الغربية تهديداتها وانسحبت من الموتمر أثناء كلمة نجاد· واعتبرت واشنطن كلمته ''معيبة'' و''مشينة'' و''حاقدة''، بينما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الاوروبي الى ابداء ''الحزم الشديد'' حيال كلمة نجاد، ووصفها بانها ''دعوة الى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها''· فقد بادر عدد من الوفود الغربية المشاركة في المؤتمر بالانسحاب أثناء إلقاء نجاد كلمته وتحديدا عندما اتهم إسرائيل بصورة غير مباشرة بأنها دولة عنصرية تقوم على مبدأ التمييز والاحتلال وانتهاك حقوق الإنسان، لكنه لم يشر في حديثه إلى المحرقة اليهودية في العهد النازي، ما دفع بأحد المحتجين لرميه بحبة طماطم· كما شن الرئيس نجاد هجوما حادا على إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على خلفية قراره غزو العراق وأفغانستان متسائلا عن الرخاء الاقتصادي والوعود المعسولة بالديمقراطية في هذين البلدين· كما طالب بإلغاء حق النقض (الفيتو) المطبق في مجلس الأمن· وكان الرئيس أحمدي نجاد استهل كلمته بانتقاد مجلس الأمن الدولي الذي قام أصلا على مبدأ مكافأة المنتصر في الحرب العالمية الثانية في إشارة إلى الأعضاء الدائمين في المجلس، وليس على مبدأ العدالة بين شعوب الأرض، داعيا لإجراء إصلاحات عاجلة في بنية وآليات عمل المنظمات الدولية بما فيها إلغاء حق النقض (الفيتو) وإصلاح النظام النقدي العالمي· وقال نجاد ''بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لجأوا (الحلفاء) الى القوة العسكرية لانتزاع أراض من أمة برمتها، تحت ذريعة معاناة اليهود''· وأضاف ''أرسلوا مهاجرين من أوروبا، والولايات المتحدة، ومن عالم المحرقة لإقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة''· وكان محتجون قاطعوا نجاد في بداية كلمته ورماه أحدهم بحبة طماطم الأمر الذي أدى إلى تدخل الأمن وطرد 3 محتجين من القاعة· واعتبر الرئيس الايراني ان مقاطعة بعض الدول الغربية للمؤتمر بانه ''خطوة انانية ومتغطرسة''· وقال احمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي ''من وجهة نظرنا (المقاطعة) تعني الغطرسة والانانية وهما عاملان وراء مشاكل العالم''· واعرب عن ترحيبه بالتغيير في السياسة الاميركية تجاه طهران ووصف ذلك بانه ''ضروري''، الا انه اضاف ان ينتظر ''تغيرات عملية''· وقال ''نحن نرحب بهذا لأن التغيير برأينا ضروري في هذا الوقت''· واضاف ''نحن ننتظر تغييرات عملية وندعم الحوار القائم على الاحترام المتبادل ومبادىء العدل المتعارف عليها''· وطرد ما لا يقل عن ثلاثة متظاهرين متنكرين بشعر مستعار ملون وانف احمر كانوا يرددون ''عنصري، عنصري'' في اتجاه احمدي نجاد، من قاعة المؤتمر· وقال مساعد السفير الاميركي في الامم المتحدة اليخاندرو وولف للصحافيين ''بشأن التصريحات المشينة والحاقدة للرئيس احمدي نجاد شاهدتم ردود الفعل في القاعة ورد الفعل الممتاز للامين العام للامم المتحدة انها معيبة وغير دقيقة وتدل على عدم احترامه لمنظمة الامم المتحدة التي كان يتوجه اليها''· واضاف ان هذه التصريحات ''تضر بالامة والشعب في ايران· اننا ندعو القادة الايرانيين الى اعتماد تصريحات بناءة واكثر اعتدالا ونزاهة حول القضايا المتعلقة بالمنطقة عوضا عن هذا الخطاب المشين والحاقد''· وفي باريس وصف ساركوزي في بيان كلمة احمدي نجاد بانها ''دعوة الى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها''، حيث ''ضرب عرض الحائط بالقيم التي يضمها الاعلان العالمي لحقوق الانسان''· واضاف بيان الرئاسة الفرنسية ان ساركوزي ''الذي سبق ان رفض اقوالا غير مقبولة للرئيس الايراني في ظروف اخرى، يدين تماما خطاب الكراهية هذا''· من جهته اكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير انه ''من المستحيل تقديم اي تنازل'' حيال تصريحات احمدي نجاد المناهضة لاسرائيل· وقال كوشنير ''سبق ان اعلنت بوضوح ان فرنسا لن تسمح لاي كان باتخاذ المؤتمر رهينة واستخدامه منصة لاطلاق اقوال مليئة بالكراهية''· واضاف ''عملا بارشاداتي، غادر سفيرنا في الامم المتحدة في جنيف الذي يرأس الوفد الفرنسي القاعة الى جانب زملائه الاوروبيين ووفود اخرى كثيرة''· وقال كوشنير ''اتمنى ان يثير تحرك الاحتجاج هذا يقظة ضمير لدى المجتمع الدولي، فحماية حقوق الانسان ومكافحة انواع العنصرية كافة من الاهمية بمكان، ما يستدعي تضافر جهود الامم ضد خطابات الكراهية كلها''· ودان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ''بشدة'' تصريحات نجاد ''المسيئة والاستفزازية''، بينما رفض وزير الخارجية النرويجي يوناس جاهر ستور بشدة تصريحات الرئيس الايراني وقال إن نجاد نأى بنفسه عن الآخرين، منتهكا بذلك روح المؤتمر، وأصبح بذلك '' كالشاذ بين الآخرين''· وقال ستور '' إن النرويج لن تقبل بأن يستولي '' شاذ '' على جهود الباقين وهم الأكثرية ''· ونفى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير'' ان تكون دول الاتحاد الاوروبي قد انقسمت على نفسها بشأن المؤتمر · وأوضح شتاينماير للصحافيين ان برلين وبعض الدول الارووبية يراقبون عن كثب تطورات المؤتمر وتقييمه فيما بعد والمشاركة بمؤتمرات مماثلة في المستقبل· وكانت أعمال مؤتمر ''ديربان ''2 قد انطلقت امس فى قصر الامم المتحدة فى جنيف بمشاركة ما يزيد عن ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص يمثلون حوالى 180 حكومة اضافة الى منظمات المجتمع المدني ليبحث سبل مناهضة العنصرية والتمييز فى كافة صورهما ودعم حقوق الإنسان حول العالم·
المصدر: جنيف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©