علِّموا أطفالكم القراءة

غرس حب المطالعة في قلب الطفل الصغير يعتبر عملية شاقة وممتعة في آن واحد، شاقة لأنها تتطلب جهدا وصبرا كبيرين من قبل أولياء الأمور وذوي الاختصاص الذين يواجهون عالم التلفزيون وعالم الألعاب الإلكترونية التي تتحف أطفالنا كل يوم بالجديد·· وممتعة لأنها تحول الطفل من مجرد مستهلك إلى خلاق مبدع ويسافر بخياله إلى أبعد الحدود· ولكي تكون الخطوة الأولى في عالم المطالعة ناجحة، ينبغي على ولي الأمر أن يتساءل، ليتمكن من اكتشاف قدرات ابنه: هل يحب النظر إلى الكتب؟ هل يتظاهر أحياناً أنه يقرأ ؟ هل يسأل عن معاني الكلمات؟ هل يستطيع سرد القصة مرة أخرى بطريقة بسيطة؟ فلقد اعتاد بعض الأطفال أن يقوموا بمهارة القراءة مصحوبة ببعض العادات التي تبدد الجهد وتشتت التركيز بل وتحد من فاعلية ممارسة القراءة وهذا غالباً ينشأ منذ الأيام الأولى لتعلم القراءة مثل هز الرأس والانحناء على الكتاب وتحريك الإصبع مع السطور، فهذه الطريقة مثلاً قد استخدمها معلم القراءة الأول مؤقتا في تعليم القراءة، وفي الحقيقة هي لا تساعد على التركيز مثلما يتبادر لأذهان البعض بل تعتبر معوقاً أمام السرعة والانسياب بالقراءة· ولكي يتغلب الأب أو الأم على هذه العادات، يحاول مع ابنه القراءة بصوت مسموع فهذا من شأنه أن يرفع من ثقة الابن بنفسه ويمنحه الطلاقة في القراءة وقدرة أكبر على فهم القصة، ثم التوقف عند بعض الفقرات ليتابع الابن بنفسه قراءتها· ولابد أن تكون أوقات القراءة من أمتع الأوقات للطفل، فإن وجدها مسلية مفيدة ستشجعه على الاستمرار في القراءة، ويجب اختيار المكان والوقت المناسبين لسرد قصة مثلا، وتجنب السرعة في القراءة من أجل ترك مساحة لاستيعاب الطفل للقصة، وأن تكون القراءة له بصوت منظم ومعبر، ويمكن كذلك تقليد بعض الأصوات لإضفاء المزيد من الإثارة والتشويق، ثم المحاولة بعد سرد القصة لجعل الطفل يرسم أحداثها بأسلوبه· سعيد النقبي