الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الكونكورد تشهد آخر فصول نهايتها المؤلمة

الكونكورد تشهد آخر فصول نهايتها المؤلمة
5 أكتوبر 2007 21:33
عندما حلقت الطائرة التجارية الأسرع من الصوت (الكونكورد) للمرة الأولى في الأجواء خلال سنوات السبعينيات من القرن الماضي، لم يكن أحد يتصور أن تؤول إلى هذه النهاية التعيسة التي شهدتها مؤخراً· فخلال الأسبوع الماضي، تم تنظيم مجموعة جلسات لمزادات علنية استثنائية في مدينة تولوز الفرنسية استمرت 4 أيام بيعت خلالها عشرات الأجهزة والأدوات المنتزعة من هذه الطائرة التي أحيلت على المعاش بعد فترة قصيرة من حادث تحطم نسخة منها عقب إقلاعها مباشرة من مطار شارل ديجول في باريس يوم 25 يوليـــــو من عام ·2000 ومن المقرر أن تذهـــب كل عوائد عمليات بيع القطع إلى صندوق (حديقة الاكتشافات الفضائية) التي ستفتح أبوابها في إحدى ضواحي مدينة تولوز عام ·2010 وتلخّص جمعية الطيران الفرنسية (آيروتيك) التي تنظم هذه المزادات أهدافها بالحفاظ على التراث الابتكاري في صناعة الطائرات في فرنسا· ويذكر أن الجمعية حصلت على هذه القطع من الوكالة الفرنسية للطيران والفضاء مقابل سعر رمزي يبلغ يورو واحداً· وبلغ عدد القطع المعروضة أكثر من 1000 تضم بعض أهم الابتكارات في عالم الطيران والملاحة الجوية الحديثة· وأثارت هذه القطع اهتمام المئات من هواة اقتناء القطع والأجهزة النادرة ذات المدلولات التكنولوجية التاريخية· ومن بين أهم القطع التي عرضت للبيع، عداد قياس سرعة التحليق، وجهاز ضبط الوضعية الأفقية للطائرة وأدوات مقصورة القيادة مثل سمّاعات الرأس اللاسلكية، وأحزمة الأمان، ومجموعة عجلات الهبوط· واختيرت مدينة تولوز لإقامة هذا المزاد لعدة اعتبارات، منها أنها تعد عاصمة صناعة الطيران في فرنسا وربما في أوروبا كلها؛ كما أنها المدينة التي انطلقت منها الكونكورد إلى السماء لأول مرة· واشتملت القطع المعروضة أيضاً أدوات للطهي وأقنعة أوكسجين وأبواب الألمنيوم· ولم تظهر في المزاد المسلة الشهيرة التي كانت توضع في مقدمة الطائرة التي تبدو وكأنها أنف معقوف مائل إلى الأسفل· وكانت ثلاث منها بيعت في مزادين في باريس ولندن بأكثر من نصف مليون دولار أميركي للواحدة· ويذكر أيضاً أن مشروع الكونكورد تم إنجازه يالاشتراك بين الفرنسيين والإنجليز بين عامي 1976 و،2003 وكان يهدف إلى وضع الطيران التجاري الأسرع من الصوت موضع التنفيذ لأول مرة في التاريخ؛ إلا أن الحادث الذي تعرضت له طائرة كونكورد في مطار شارل ديجول وراح ضحيته 113 شخصاً والارتفاع الكبير في تكاليف التشغيل كانت من أقوى العوامل التي أوعزت بإيقاف الطائرة عن التحليق· وكان استخدامها في النقل التجاري يقتصر على الخطوط الجوية الفرنسية والبريطانية فقط· وكانت تقوم بخمس رحلات أسبوعية بين باريس ونيويورك بسرعة قياسية بحيث تقطع المسافة خلال 3 ساعات و45 دقيقة، وهو نصف زمن قطعها بالطائرات النفاثة العادية· وتنطوي السرعة العالية للطائرة على أهمية كبرى حيث أنجزت الطائرة عملاً رائعاً لصالح كبار رجال الأعمال الفرنسيين والأميركيين الذين كانوا يكثرون من السفر بين باريس ونيويورك؛ إلا أن أجور السفر المضاعفة على متنها بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل أدى إلى ضعف الإقبال عليها وتسجيل خسائر باهظة في مشاريع تشغيلها· يبلغ طول الطائرة 204 أقدام، وهي مصممة بحيث يتمدد هيكلها من 6 إلى 10 بوصات أثناء الطيران بسبب الحرارة الشديدة لهيكلها أثناء الطيران· وكانت تحمل أربعة محرّكات من طراز رولز رويس سنيكما أوليمبوس تحقق لها قوة إقلاع تصل إلى 38,000 رطل (17,260 كيلوجرام)· ويمكنها التحليق بسرعة اعتيادية تبلغ ضعف سرعة الصوت أو 2500 كيلومتر في الساعة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©