السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة الأميركتين ودبلوماسية كبح الاستفزازات

قمة الأميركتين ودبلوماسية كبح الاستفزازات
21 ابريل 2009 03:37
بخطابهم الصريح ومظاهر النضج التي كانت بادية عليهم، استطاع قادة الأميركتين، ومن بينهم الرئيس أوباما، بث روح جديدة في القمة التي جمعتهم نهاية الأسبوع الماضي، وذلك رغم سعي البعض إلى التقليل من أهميتها لاعتقادهم بأنها استنفدت أغراضها· ومع أن قادة الدول المشاركة في القمة سواء من أميركا الشمالية أو الجنوبية فشلوا في الوصول إلى إجماع بشأن القضايا المشتركة المطروحة على أجندة النقاش ولم يصدروا بياناً ختامياً يوم الأحد الماضي، إلا أنه مع ذلك حرص المشاركون على إبداء روح توافقية أفسحت المجال أمام مرحلة جديدة من الحوار بين بلدان المنطقة، وأزاحت لبعض الوقت المشاعر السلبية التي كانت سائدة بين قادة دول الأميركتين في المرحلة السابقة، التي تولى فيها الرئيس بوش قيادة أميركا· وفي مؤتمر صحفي لاحق اعتبر أوباما القمة حدثاً ''على قدر كبير من الأهمية''، مضيفاً أنها ''استبدلت الانقسامات الأيديولجية السابقة بروح جديدة من التعاون والاستعداد المشترك للعمل''، والأكثر من ذلك حرص أوباما على عدم الانجرار وراء استفزازات بعض القادة المناوئين لأميركا مثل رئيس نيكاراجوا، دانيال أورتيجا، والرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز، وهو ما أشر فعلاً على روح التعاون الجديدة التي سادت القمة وخلوها من لحظات التشنج التي عادة ما كانــت تطغى عليها في السابـــق· وفي تصريح له اعترف رئيس الحكومة الكندية، ستيفن هاربر، أنه لم يكن متأكداً حتى من الحاجة الفعلية للاستمرار في عقد لقاءات القمة، لا سيما بعد مرور خمس قمم لقادة دول الأميركتين كانت آخرها عام 1994 دون تحقيق نتائج ملموسة، لكنه غير رأيه بعد يومين من المناقشات التي كشفت عن ''روح تعاون لا تخطئها العين'' رغم ما برز من اختلافات في مقاربة التحديات المشتركة· وقد ركزت القمة رسمياً على ثلاث قضايا أساسية: الأزمة الاقتصادية التي تضرب دول المنطقة، والتهديدات الأمنية المشتركة، فضلاً عن قضايا الطاقة وسبل مواجهة الاحتباس الحراري· فعلى الصعيد الاقتصادي حث قادة دول المنطقة بنك التنمية بين الأميركتين، وهو المؤسسة المالية الأهم في المنطقة، على تخصيص المزيد من المبالغ المالية كقروض للدول المتضررة حتى تتجاوز الركود الذي يضرب الاقتصاد في هذه المرحلة، ويبقى السبب الذي حال دون توقيع قادة الأميركتين على بيان ختامي مشترك هو إجراء المناقشات حوله قبل الأزمة الاقتصادية الحالية وبروز واقع جديد بعد الأزمة· لكن الجو لم يخل من خلافات أكدها الرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز، الذي أصر على تهديده بتجاهل البيان الختامي إذا لم يتضمن تنديداً بالحصار الأميركي المفروض على كوبا، التي وإن كانت قد تحولت إلى موضوع أساسي في مداولات القادة خلال القمة، إلا أنها لم تعرقل فعاليات اللقاء كما كان يتخوف البعض· وقد اتفق القادة على ضرورة بحث عودة كوبا إلى منظمة الدول الأميركية خلال اجتماعها في شهر يونيو القادم بالهندوراس، لكن غياب التوتر عن القمة بسبب الموضوع الكوبي عكس الثقة المتزايدة في القيادة الأميركية الجديدة، التي سبق أن أعلنت نيتها تغيير مقاربتها تجاه كوبا وتطوير العلاقات معها، لا سيما بعد التدابير التي كشفت عنها إدارة أوباما في الأسبوع الماضي بشأن تخفيف القيود في العلاقات الأميركية الكوبية· وفي المقابل ردت كوبا بأنها مستعدة لإجراء حوار مع الولايات المتحدة يشمل جميع القضايا العالقة بين البلدين، لكن الخلاف يظل قائماً على ما سيأتي بالخطورة التالية، ما يعني أن التقدم في مسار العلاقات سيكون بطيئاً· وفيما عدا الموضوع الكوبي يرجع انحسار نبرة الخلافات في القمة إلى العلاقة الجديدة بين أوباما وشافيز المعروف بانتقاداته الحادة للإدارة الأميركية السابقة وهجومه الشرس على الرئيس بوش في قمة الأرجنتين خلال عام ،2005 فقد عبَر أوباما قاعة الاجتماعات يوم الجمعة الماضي لتحية شافيز، هذا الأخير الذي خاطب أوباما بعد تحرك أوباما الإيجابي قائلاً بالإسبانية ''إني أريد أن أكون صديقاً لك''، وفي وقت لاحق أهدى لأوباما كتاباً يؤرخ لخمسمائة سنة من الاستغلال الأوروبي والأميركي لأميركا اللاتينية، ورفض أوباما تفسير الكتاب على أنه استفزاز قائلاً ''كان أمراً جيداً أن أُهدى كتاباً، فأنا أحب القراءة''· هذه الرغبة في تجاوز الخلافات السابقة كانت أيضاً واضحة من خلال تعليق أوباما على الخطاب الافتتاحي لرئيس نيكاراجوا، دانيل أورتيجا، الذي دام ساعة واستعرض فيه الثوري ''اليساري'' السابق الإجراءات الأميركية ضد كوبا بما فيها غزو ''خليج الخنازير''، حيث قال أوباما وسط قهقات القادة ''أنا ممتن للرئيس أورتيجا أنه لم يحملني مسؤولية أحداث حصلت عندما كنت في شهري الثالث''· ورغم الانتقادات التي واجهها انفتاح أوباما على قادة الأميركتين خلال القمة في واشنطن شدد الرئيس على أن مصالح أميركا تُعزز على نحو أفضل عندما تبقى الأبواب مفتوحة حتى في وجه الخصوم· هوارد لافرانشي -ترينيداد وتوباجو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©