مصرف دبي يدرس فرص استحواذ في السعودية ومصر

استبعد أحمد الشال رئيس الشؤون المالية في مصرف دبي خروج البنوك الإسلامية عن مبادىء وأحكام الشريعة الإسلامية نتيجة المنافسة القوية بينها أو أن تغض الطرف عن منتجات لا تتوافق مع الشريعة وذلك بسبب وجود هيئات رقابية شرعية في جميع المصارف تراجع جميع المنتجات وهي التي تقر أو ترفض أي منتج وفقاً لأحكام الشريعة· ودعا الشال إلى ضرورة وجود هيئة رقابة موحدة للقطاع المصرفي الإسلامي في الدولة تكون مرجعاً لهيئات الرقابة، وذلك لوجود اختلاف في الآراء بين هيئة وأخرى، لافتاً كذلك إلى أهمية أن يكون هناك قانون خاص وشامل للمصارف الإسلامية· وكشف الشال في حوار مع ''الاتحاد'' عن دراسة مصرف دبي، الذي تحول إلى مصرف إسلامي مطلع هذا العام، للعديد من فرص الاستحواذ في المنطقة وخاصة في السعودية ومصر ودخول المصرف لعدد من المناقصات وتقديم عروض أسعار لبعض الفرص المتاحة في الخليج، إلى جانب دراسة إصدار صكوك خلال ·2008 وأوضح أن المصرف يخطط إلى مواصلة تعزيز تواجده في السوق المحلي قبل الانطلاق خارجياً حيث سيشرع في زيادة عدد فروعه إلى 15 فرعاً بنهاية هذا العام وافتتاح ما بين 8 إلى 10 فروع العام المقبل ليبلغ الإجمالي 25 فرعاً بنهاية ·2008 وكشف الشال كذلك عن وجود نية لدى المصرف للاستحواذ على شركة أملاك للتمويل لكن لم تحدث مناقشات مباشرة بين الطرفين في هذا الأمر انتظاراً للوقت المناسب معتبراً أن تلك الخطوة مفيدة لكلا الطرفين· وأشار إلى أن مصرف دبي نجح في فترة قياسية أن يحقق معدلات قوية على جميع الأصعدة خلال فترة وجيزة للغاية حيث استطاع أن يزيد أصوله إلى أكثر من عشرة مليارات درهم بنهاية النصف الأول من العام الحالي وأن ترتفع محفظة تمويل الشركات لديه إلى 5,5 مليار درهم· وتوقع الشال أن تواصل المصارف الإسلامية في الدولة تحقيق معدلات مرتفعة خلال الفترة المقبلة خاصة وأن حصتها من سوق الائتمان في الدولة في تزايد مستمر· وفيما يلي تفاصيل الحوار: ؟ ما هي استراتيجيتكم التوسعية في الإمارات خلال العام 2008 والفترة المتبقية من العام الجاري، من ناحية الفروع والعملاء والخدمات؟ ؟؟ مصرف دبي لم يكن لديه سوى ثلاثة فروع فقط في العام 2006 وخلال النصف الأول من العام الجاري وعقب عملية التحول إلى مصرف إسلامي في وقت قياسي نجح المصرف في افتتاح 7 فروع جديدة منها 5 فروع تم افتتاحها في يوم واحد، وهناك 5 فروع قيد التطوير سوف يتم افتتاحها قبل نهاية العام الجاري في أنحاء مختلف من الدولة، لهذا من المتوقع أن يصل إجمالي عدد الفروع بنهاية 2007 إلى 15 فرعاً· أما في العام 2008 فإنه من المتوقع أن يتم افتتاح ما بين 8 إلى 10 فروع بحيث يصل مجموع فروع مصرف دبي في الإمارات إلى 25 فرعاً، وهذا يعني أن المصرف يحقق معدلات نمو سريعة في عمليات التوسع تجاوزت نسبة 200% خلال النصف الأول من 2007 ويتوقع أن تصل إلى 300% بنهاية العام وبنسبة 80% خلال العام المقبل· أما من ناحية العملاء والخدمات فقط قام المصرف بطرح عدد واسع من المنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية للأفراد والشركات، مثل منتجات ودائع الأفراد والشركات المبنية على أسس الشريعة ومنتج البطاقة المغطاة ومنتج مركبة لتمويل السيارات وملكي لتمويل العقارات وحساب كنوز، فيما يختص بقاعدة العملاء، فقط استطعنا خلال عملية التحول من بنك تقليدي إلى مصرف إسلامي أن نحافظ على كل العملاء السابقين للبنك من أفراد وشركات رغم أن 85% من هؤلاء العملاء من غير المسلمين، وبعد التحول إلى مصرف إسلامي نجحنا أيضاً في جذب قاعدة أوسع من العملاء الراغبين في التعامل وفقاً لأحكام ومبادىء الشريعة، حيث تضاعفت محفظة تمويل الأفراد من منتصف عام 2006 إلى منتصف عام 2007 وتم مضاعفة أعداد العملاء خلال تلك الفترة، أما محفظة تمويل الشركات فقد زادت من 700 مليون درهم في منتصف 2006 إلى 5,5 مليار درهم بنهاية النصف الأول من العام الحالي، كذلك زادت أصول المصرف من 3 مليارات درهم في منتصف العام الماضي إلى 10 مليارات درهم بنهاية النصف الأول من العام ·2007 ؟ إلى أي مدى تعولون على السوق المحلي وهل لكم توجهات للتوسع خارجياً؟ ؟؟ السوق المحلي مهم جداً لنا فاسم المصرف مرتبط به بشكل فاعل إذ يعتبر المصرف شريكا في النهضة الحالية، لهذا نسعى إلى تعزيز تواجدنا ودورنا في هذا السوق آخذين في عين الاعتبار محدوديته المستقبلية، لهذا نسعى للتوسع خارجياً عن طريق الاستحواذ على بنوك إقليمية وفي دول الخليج ونبحث عن الفرص المناسبة في دول عربية مثل السعودية ومصر، ودخلنا بالفعل في مناقصات وعروض أسعار لبعض الفرص المتاحة في الخليج لم نوفق في بعضها ونجحنا في البعض الآخر مثل الاستحواذ على 32% من شركة شعاع كابيتال· ؟ ماذا عن أنباء خطط البنك للاستحواذ على شركة أملاك للتمويل؟ ؟؟ خيار الاستحواذ على أملاك محل دراسة ولدينا الرغبة في ذلك فأملاك بمجال عملها في تمويل القطاع العقاري يمكن أن تكون مفيدة لأعمال المصرف إذا تم الاندماج أو الاستحواذ، لكن الشركة تنمو بشكل كبير في الوقت الراهن ولديها خطة خاصة للتوسع ذاتياً خارج الدولة، لهذا قد لا يكون هذا هو الوقت المناسب للاندماج، وربما يمكن في المستقبل مناقشة ذلك بما يعود على الطرفين بالفائدة· ؟ من وجهة نظرك كيف يواكب مصرف دبي متطلبات خطة دبي الاستراتيجية وخاصة في مجال دعم النهضة الاقتصادية للإمارة؟ ؟؟ إذا أخذنا في الاعتبار قيام البنك في تمويلاته واستثماراته بدعم قطاعات كبيرة مثل المياه والكهرباء والأسهم والسندات والعقارات وتمويلات الأفراد التي يستخدم الجزء الأكبر منها في أنشطة أعمال وليس استهلاك فأعتقد أن للمصرف دورا مهما في مواكبة متطلبات الخطة الاستراتيجية للإمارة· ؟ كيف ترى المنافسة بين البنوك الإسلامية في الدولة في مجالات تمويل السيارات والعقارات والتمويل الشخصي وهل من الممكن أن تخرج حدة هذه المنافسة المصارف الإسلامية عن مبادىء الشريعة؟ ؟؟ أولاً أحب أن أؤكد أنه مهما كانت حدة المنافسة بين المصارف الإسلامية فإنه من المستحيل الخروج عن أحكام ومبادىء الشريعة التي تعمل المصارف وفقاً لها تحت مظلة رقابة شرعية داخلية تقوم بها هيئات فتوى ذوات ثقة لا يمكن أن تسمح بأي حال من الأحوال بقبول أن تقديم منتج فيه شبهة مخالفة لأحكام الشريعة· وأعود إلى المنافسة في القطاعات ومنها السيارات، ففي هذا المجال تحديداً توجد منافسة حادة جداً وصلت في بعض الأحيان إلى تكبد بعض البنوك خسارة بسبب تدني سعر الأرباح التي تتقاضاها البنوك على تمويل السيارات، وأعتقد أن الاتجاه نفسه يمكن أن يتحقق في قطاع تمويل العقارات الذي يشهد بدوره منافسة قوية وربما في وقت ما قد يعود ذلك بالخسائر· ؟ وماذا سيكون الوضع في ظل التوقعات التي تشير إلى إمكانية حدوث تصحيح سعري في القطاع العقاري؟ ؟؟ ما من شك أن حدوث تصحيح سعري في هذا القطاع سوف يضع البنوك في قلب الأزمة، خاصة وأن بعض البنوك وشركات التمويل الإسلامية تمتلك حصصاً ضخمة في سوق التمويل العقاري، لهذا فإنه إذا لم يبدأ مبكراً في إدارة المخاطر بشكل فعال ستكون حدة تصحيح الأسعار قوية· وأعتقد أن ''التوريق'' أداة جيدة لإدارة المخاطر، لهذا فمن المتوقع أن تتجه البنوك الإسلامية نحو التوريق مع زيادة حجم التمويلات العقارية·