الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الفولاذ تواجه المزيد من الضغوط وزيادة الأسعار

صناعة الفولاذ تواجه المزيد من الضغوط وزيادة الأسعار
5 أكتوبر 2007 21:47
اصبح كبار منتجي الفولاذ في العالم في طريقهم لمواجهة المزيد من التكاليف العالية في العام المقبل بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام بشكل بات يهدد الصناعة بفقدان حصة هائلة من أرباحها وبخاصة إذا لم تتمكن من تمرير قدر من هذه التكاليف بنجاح الى عائق صناعات أخرى تتفاوت من صناعة السيارات الى قطاع البناء والتشييد· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فقد عقد القائمون على هذه الصناعة عزمها على الدخول في مفاوضات في الشهر المقبل مع كبار منتجي الحديد الخام المادة الحاسمة والأكثر أهمية في إنتاج الفولاذ بشأن أسعار العام المقبل· ويعتقد بأن مجموعة منتجي الحديد الخام سوف تطالب بزيادة بنسبة 50 في المائة في الأسعار مقارنة بزيادة بمعدل 9,5 في المائة فقط في العام الماضي· وفي حال إن تمكنت هذه المجموعة من الحصول على معظم أو كل ما تطلبه من زيادة فإن هذا الأمر من شأنه أن يلحق أضراراً جسيمة بهوامش الأرباح الخاصة بمنتجي الفولاذ العالميين الذين يعانون أصلاً من غلو أسعار الفحم والفحم الحجري اللذين يستخدمان أيضاً في إنتاج الفولاذ· ومن دون شك فإن منتجي الفولاذ سوف يبادرون الى تمرير جزء من هذه التكاليف العالية الى زبائنهم في صناعات السيارات والمعدات المنزلية وفي قطاع الإنشاءات والتشييد· كما يتنبأ المحللون بزيادة بمعدل 10 في المائة في معظم أصناف وفئات الفولاذ بينما سيتعين على منتجي الفولاذ ''ابتلاع'' جزء من هذه التكاليف العالية·على أن ضغوط التكاليف سوف تتمكن أيضاً من تحفيز وتشجيع عمليات الاندماج والاستحواذ في الصناعة التي ما تزال تعاني من التشتت والتشظي في الوقت الذي يتطلع فيه منتجو الفولاذ الى مناخ يتسم بالمزيد من المساومات والإنتاج بأحجام اقتصادية أكبر· ففي الوقت الذي يتم فيه شحن 70 في المائة من إجمالي الحديد الخام من قبل ثلاثة لاعبين فقط في العالم - شركات ريو تينتو المحدودة وشركة فيل دي ريو دوس وشركة بي اتش بي بيليتون المحدودة - فإن أكبر منتجي الفولاذ لا ينتجون سوى 11 في المائة فقط من إجمالي الفولاذ في العالم· والى ذلك فقد بات من المتوقع أن تبدأ المحادثات بين مصنعي الفولاذ في الصين مع منتجي الحديد الخام في أوائل أكتوبر المقبل في اجتماع من المرجح أن يحدد الأسس التي ستمضي عليها الصناعة في المستقبل· علماً بأن الصين تعتبر الآن الدولة المستوردة الأكبر في العالم للحديد الخام وهي في ذات الوقت المنتج الأكبر للفولاذ في العالم أيضاً· وكذلك فإن الطلب الصيني على الفولاذ يعتبر السبب الرئيسي في ارتفاع إنتاج الحديد الخام العالمي بنسبة 12 في المائة في عام 2006 ليبلغ مستوى 1,5 مليار طن متري في خامس ارتفاع له على التوالي· ولقد درجت الصين على استيراد معظم احتياجاتها من الحديد الخام من أستراليا والبرازيل والهند بأسعار مختلفة وبشكل يعكس اختلاف تكاليف الشحن· إذ اعتاد مصنعو الفولاذ في الصين على دفع 50 دولاراً مقابل الطن من الحديد الخام بينما يتكبدون مبلغاً يتراوح ما بين 50 الى 70 دولاراً لشحنه· وفي الوقت الذي يبلغ فيه سعر الطن البرازيلي 40 دولاراً فإن تكلفة شحنه تبلغ 70 دولاراً نسبة لبعد المسافة· وفي هذه الأثناء فقد استمرت شركات المواد الخام تجأر بالشكوى من النقص المريع في المعدات والعمالة على حد سواء واللازمة لاستخراج وتعدين الحديد الخام والفحم· لذا فقد شهدنا ارتفاعاً مستمراً في أسعار الحديد الخام في كل عام من الأعوام الخمس الماضية· وكذلك استمر أيضاً الارتفاع في أسعار الفحم الحجري الذي يغذي مصاهر صناعة الفولاذ· وتشحن الصين الدولة المصدرة الأكبر في العالم للفحم الحجري بسعر يتراوح ما بين 230 و 250 دولاراً للطن المتري باستثناء رسوم الشحن، أما العام الماضي فإن سعر طن الفحم الحجري لم يتجاوز مستوى 180 دولاراً بينما تضاعفت تكلفة شحن طن الفولاذ منذ عام 2005 الى مبلغ يتراوح ما بين 80 و 100 دولار· وعطفاً على المفاوضات المرتقبة والتوقعات الخاصة بالسعر الذي ستصل إليه أسعار المواد الخام فيتوقع المحللون أن يواجه منتجو الفولاذ زيادة بنسبة 10 في المائة في الأسعار بعد أشهر معدودات أو عند انتهاء صلاحية العقود الحالية· وكنتيجة لذلك فإن الزيادات في أسعار الفولاذ قد تحتاج الى بعض الوقت حتى يتأثر بها المستهلك العادي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©