الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل: الآخر والأولى!

21 ابريل 2009 03:38
خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، سجل الاقتصاد البرازيلي الذي كان يتميز بنشاطه وحيويته في يوم من الأيام انكماشاً بنسبة 3,6 في المئة مقارنة مع الربع الذي قبله، وذلك على غرار بعض من أكبر الانخفاضات التي سُجلت في بلدان الأسواق النامية عبر العالم؛ حيث ارتفعت البطالة، وقامت الحكومة بإطلاق برنامج لبناء مليون منزل بهدف إعطاء دفعة للاقتصاد· بيد أنه رغم استمرار الأوقات الاقتصادية العصيبة، إلا أن عدداً من الزعماء والخبراء الاقتصاديين البرازيليين يبدون متفائلين نسبياً بشأن مستقبل أكبر اقتصاد في المنطقة حيث يشيرون إلى حقيقة أن البرازيل تتوفر على بنوك مستقرة، ومستويات عالية من احتياطي العملة الأجنبية، وطلب داخلي كبير على المنتجات، مما يضمن استمرار الكثير من الشركات في عملها· وفي هذا الإطار قال الرئيس البرازيلي للزعماء السياسيين والاقتصاديين الإقليميين هذا الأسبوع في مدينة ''ريو دي جانيرو'': ''مما لا شك فيه أن البرازيل، التي كانت آخر من دخل الأزمة، ستكون الأولى التي ستخرج منها، وأستطيع أن أقول لكم إنها ستخرج من هذه الأزمة أقوى من السابق''، مضيفاً ''ولهذا السبب، نصحتُ رجال الأعمال وقلت لهم: واصلوا مشاريعكم الاستثمارية ولا توقفوها''· لكن الخبراء الاقتصاديين يتوقعون أن تسجل البرازيل صفراً تقريباً من حيث النمو الاقتصادي في ،2009 والمكسيك انكماشاً اقتصادياً، وذلك بالنظر إلى أن هذين البلدين -اللذين يعدان أكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية- إضافة إلى اقتصاديات أصغر عانت كثيراً جراء انخفاض أسعار السلع والمنتجات، التي تصدِّرها مثل النفط والصويا والنحاس، إضافة إلى عوامل أخرى مثل تراجع الاستثمارات وضعف العملة· فعلى غرار ما حدث في مناطق أخرى من العالم، تراجعت الصادرات في بلدان أميركا اللاتينية بشكل كبير وأصبح من الصعب الحصول على الائتمان؛ ومع ذلك، يرى خبراء اقتصاديون أن مشاكل القطاع المالي التي ألحقت أذى كبيراً بالولايات المتحدة والبلدان الأوروبية ليست مبعث قلق حقيقي هنا· وفي هذا السياق تقول''باميلا كوكس''، نائبة رئيس البنك الدولي المكلفة بأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي: ''إن أميركا اللاتينية ليست هي أوروبا الشرقية· إنها لن تسقط في الأزمة المالية، غير أنها بالمقابل تواجه أزمة بالفعل في الاقتصاد الحقيقي''· ومن جانبهم، يؤكد أعضاء في القطاع المصرفي البرازيلي أنهم مستعدون بشكل أفضل لمواجهة المشاكل الاقتصادية التي تضرب العالم اليوم بفضل الإصلاحات، التي تم تبنيها غداة الأزمة، التي ألمت بالبلاد في منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي، ومن ذلك إغلاق البنوك الحكومية ضعيفة الأداء''· والحقيقة أن ثمة عدداً من المؤشرات، التي ظهرت خلال الآونة الأخيرة في البرازيل، من قبيل تحسن مبيعات التجزئة، والتي تقدم للاقتصاد البرازيلي أسبابا للتفاؤل والأمل، غير أن الكثيرين مازالوا متشككين بشأن قرب انتهاء الأزمة· وفي هذا السياق يقول ''فيليبي لارين باسكونيان''، أستاذ العلوم الاقتصادية بالجامعة الكاثوليكية في تشيلي: ''علينا أن نكون صادقين ونعترف بأننا سنواجه هذا العام ركوداً على الأرجح، ركوداً بالنسبة للمنطقة بصفة عامة''، مضيفاً ''ويبدو لي أننا لا نستطيع أن نقول إننا تجاوزنا أسوأ مراحل هذه الأزمة''· ومن بين أكثر الفئات، التي تضررت جراء الأزمة المصدِّرون الذين باتوا يعانون نتيجة ضعف الطلب وقلة الائتمان· وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي البرازيلي ''إيدمار باتشا'': ''إذا نظرت إلى الأرقام، فكيف تستطيع القول إن الاقتصاد لم يتأثر؟ إنه يتأثر بشكل كبير جداً''، قبل أن يضيف قائلا: ولكننا ''لا نعاني من مشكلة مديونية العائلات والشركات مثل تلك التي توجد في الولايات المتحدة أو أوروبا، وهذه في الحقيقة نقطة إيجابية كبيرة بالنسبة لنا''· جوشوا بارتلو - ريو دي جانيرو ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©