الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كائن من الفضاء

29 مارس 2008 00:00
سعيت دائما إلى تهيئة طفلي الصغير لاستقبال أخته المولودة الجديدة، فكلما أذهب للمستشفى آخذه معي، ويكون أيضا برفقتي أثناء شراء ما يلزم الطفلة الجديدة، وأحيانا اطلب من الطبيبة أن تشرح لولدي أن الجنين بحاجة إلى رعاية وعناية ولابد أن يقوم بذلك الأخ الأكبر وان يحسن استقبال أخته عند قدومها، وفي المنزل كان يسألني دائما متى سيأتي المولود الجديد، وهكذا سؤال يجر سؤالاً إلى أن شعر أن بطني قد كبر حجمه كثيرا، حينها أحس الولد بالخطر، وقال إنه لا يريد هذا (البيبي) ومن هنا تأكدت أن هذه أولى علامات الغيرة لديه، وبدوري أوضحت له أن أخته تحبه، وحتى عندما كنت أشتري بعض مستلزمات المولود اشتري له ولا أنساه حتى لا يشعر بالتفرقة أو أنني أفضل أخته عليه·· وهكذا، حتى ولدت وعدت بصحبة أخته إلى المنزل، ليضع يديه على عينيها ووجهها وكأن أمامه كائنا فضائيا يتحسسه· وبات على هذا الحال لمدة شهرين كاملين يشعر بالغيرة من أي شيء، حتى انه يستيقظ من نومه يبكي بشكل هستيري معبرا عن كرهه لي وللطفلة، وهذا ما يقال عنه غيرة الطفل من إخوته خاصة المواليد الجدد، وأنا لا ألومه، فبعد أن كان المدلل والمحاط بكل الحب والحنان يأتي شخص آخر ينازعه في هذا·· وهنا يأتي دور الوالدين بأن يكرسا جهودهما من اجل أن لا يشعر هذا الطفل بالغيرة التي قد تجعله يرتكب خطأ أو أن يضرب أخته أو يعتدي عليها وبذلك يحدث ما لا تحمده عقباه· علياء حسين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©