السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع التكلفة ونقص العمالة يهددان التوسعات النفطية في المنطقة

ارتفاع التكلفة ونقص العمالة يهددان التوسعات النفطية في المنطقة
5 أكتوبر 2007 21:53
قال محللون وخبراء في مجال الطاقة إن ارتفاع تكاليف عمليات التنقيب بما في ذلك ارتفاع أسعار المعدات و نقص كبير في العمالة الماهرة يؤثر سلبياً على مشاريع الهيدروكربون في الشرق الأوسط مما أدى الى تعليق بعضها واعادة التفاوض في عقود أخرى· وقال المحللون إن المنتجين في المنطقة ابتداء من ليبيا وحتى المملكة العربية السعودية ظلوا يعدون الخطط الطموحة الهادفة لزيادة السعة والإنتاج من أجل مقابلة الطلب العالمي المتنامي واستغلال ميزة الارتفاع القياسي في الأسعار، إلا أن العديد منهم أضحى يناضل من أجل الوفاء بالمواعيد المضمنة في جداول الأعمال، كما بات من المرجح ان يتكبدوا أسعاراً باهظة حتى يضمنوا توفر المواد والعمالة· وقال كانديدا سكوت المحلل في شركة كامبريدج لبحوث الطاقة وشركاه حسبما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز ''لقد بدأت التأثيرات تتضح وسوف تزداد خلال السنوات القليلة المقبلة فهناك مشاريع تم تعليقها ببساطة بسبب عدم تسلم المعدات في المواعيد التي اعتادوا عليها''· وأشارت الصحيفة إلى أحد المشاريع الكبرى في الجزائر حيث عمدت شركة سوناتراك النفطية الحكومية الى إلغاء عقد شركتي ريبسول وغاز ناتشورال الذي كان يهدف لتطوير خمسة تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي في مشروع جاسي الطويل بسبب عمليات التأجيل في توريد المعدات وارتفاع التكاليف؛ وكان هذا الكونسيرتيوم قد فاز بالعقد في عام 2004 قبل ان يؤدي ارتفاع التكاليف وبخاصة تكلفة إنشاء محطات التسييل الى رفع التكلفة الاجمالية للمشروع بنسبة 127 في المئة من مستوى 3 مليارات دولار الى 6,8 مليار دولار وفقاً لما ذكره استشاريو الطاقة· والآن فقد أصبح من المرجح في أفضل الظروف ان يبدأ الانتاج في المشروع في منتصف عام 2012 اي بعد عامين ونصف من الموعد الذي كان مقرراً في السابق· كما يعتقد خبراء الطاقة أن المملكة العربية السعودية التي تتمتع بأكبر سعة إنتاجية للنفط الخام في العالم والتي تقدر بما بين 10,5 الى 11 مليون برميل يومياً ستواجه معضلات مماثلة؛ فقد أعلنت شركة ارامكو النفطية الحكومية عن خطة بقيمة 18 مليار دولار في عام 2006 لزيادة السعة الى مستوى 12,5 مليون برميل يومياً بحـــــلول العام 2009 والى 15 مليون برميل بحلول العام 2020 وفقاً لاحصائيات ادارة معلومات الطاقة الأميركية· ويعتقد الخبراء أن السعودية بإمكانها تنفيذ هذه الخطة ولكن سيتعين عليها دفع أسعار باهظة؛ حيث يقول ديفيد فايف في وكالة الطاقة الدولية ''تمضي السعودية بخطوات جيدة في طلب المعدات والحفارات كما ان إدارتها للمشاريع تتسم بالمهارة والجودة وبخاصة فيما يتعلق بالحصول على المعدات التي تحتاجها ولكنها في سبيل ذلك أخذت تدفع مبالغ أكبر مما كانت تتكبده قبل خمسة اعوام من الآن''· وتعمل في منطقة الشرق الأوسط حالياً نحو 270 حفارة نفطية مقارنة بنحو 168 حفارة في سبتمبر عام 2000 وفقاً لإحصائيات شركة بيكر هيوجز للخدمات النفطية والتي تقدر ان المملكة العربية السعودية ستستخدم حوالي 130 حفارة من هذا الاجمالي، علماً بأن المملكة قبل أربعة أو خمسة أعوام من الآن لم تكن تستخدم سوى 30 أو 40 حفارة نفطية كما يقول سين شيلز في مكتب بيكر هيوجز، وعلى الرغم من ارتفاع التكلفة فإن السعودية فيما يبدو تتميز بكبر حجم انتاجها مما يتيح لها تحمل هذه التكلفة أكثر من غيرها من الدول كما يشير كولين لوثيان المتخصص في الشؤون الخليجية النفطية في مكتب وود ماكينزي· وبالنسبة الى ليبيا على سبيل المثال فهناك انجذاب واضح لشركات النفط العالمية على ضوء الأراضي الشاسعة التي لم يتم استكشافها أو التنقيب فيها علاوة على قربها من أوروبا· إلا أن أحد الخبراء أشار من جانبه أن هناك انخفاضاً عاماً في اهتمام كبريات الشركات النفطية العالمية في العمل في هذه الدولة الافريقية الشمالية· اذ يقول هذا الخبير ''إذا لم يواجه العالم نقصاً في الإمدادات النفطية فإن البرنامج الليبي سوف يشهد المزيد من التحديات والمشاكل بسبب الوقت الذي يستغرقه الحصول على التصاريح من أجل جلب العمالة والمعدات اللازمة الى داخل ليبيا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يرفع التكاليف بشكل ملحوظ ويعمل على إبطاء وتيرة العمليات''· ومضى يقول ''إن أي جهة لديها المعدات والأشخاص امامها العديد من الأماكن الأخرى التي يمكن فيها نشر هذه القوى إذاً لماذا تفكر في الذهاب إلى مكان تتكبد فيه الوقت وتواجه المشاكل''· وأشار الخبراء أيضاً الى أن عنق الزجاجة أصبح يتمثل في النقص الكبير في المستخدمين المهرة بعد أن باتت الصناعة تفيض بأشخاص اقتربوا من سن التقاعد وجموع من الخريجين الذين يفتقدون الى الخبرة اللازمة· وقالوا إن هذه المسألة أصبحت تلقي بظلالها على عمليات الإنتاج في جميع أنحاء العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط والتي توجد بها نحو 20 في المئة من اجمالي المشاريع العالمية التي تهدف لزيادة السعة الإنتاجية في الفترة ما بين 2007 و،2011 أما الأهم من ذلك فهو النقص الذي تعانيه المنطقة في العمالة الماهرة المتخصصة في تصميم وإدارة المشاريع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©