تيم الحسن: الملك فاروق رهاني الأكبر

الملك فاروق من أكثر الشخصيات المصرية التي أثارت جدلاً في الحياة السياسية منذ أن كان ملكاً على مصر وحتى اليوم، كما أثار اختيار الفنان السوري تيم الحسن لتجسيد شخصيته في المسلسل الرمضاني ''الملك فاروق'' جدلاً في الأوساط الفنية في مصر، لكن جمهور الدراما الرمضانية سيكون الحكم في منح تيم شهادة ميلاده الفنية عن هذا الدور الذي يعتبره من أصعب الأدوار التي قدمها خلال مشواره الفني القصير· ويقول تيم الحسن: ترشيحي لتجسيد شخصية الملك فاروق جاء عن طريق المخرج حاتم علي الذي أرسل لي سبع حلقات لقراءتها ووجدت السيناريو متميزا فوافقت لأن تجسيد شخصية الملك فاروق سيحدث نقلة كبيرة في مشواري الفني وهو رهاني الاكبر في زحام الدراما الرمضانية· وأضاف تيم: الملك فاروق شخصية معروفة للجميع، كما أنها معاصرة، ولا تزال صوره تنشر في وسائل الإعلام، لذا حرصت على متابعة كل تفاصيل حياته من خلال قراءة كل ما كتب عنه ودراسة النص الدرامي المكتوب خاصة انه موثق بالمعلومات والحقائق التاريخية، لكي أعرف كيف كان يعيش ويتصرف، وما هي عاداته وطريقة كلامه وحديثه وإيماءات وجهه وتدربت كثيرا على اللهجة المصرية التي أراها قريبة من السورية، كما أنني مغرم بمشاهدة الأفلام والمسلسلات المصرية ولي أصدقاء مصريون سألتهم في بعض الأمور الخاصة باللهجة وكل شيء يتحقق بالتدريب والإصرار على النجاح· وقال: لابد أن يتعاطف الممثل مع الشخصية التي يجسدها ويبحث في أغوارها وأعماقها حتى يتفاعل معها ويقدمها وهو يدرك طبيعتها وأسباب ردود فعلها في كل موقف· ولقد شعرت بقدر من القلق في البداية، وبعد أن ارتديت ملابس الملك فاروق ووضعت المكياج تعايشت مع الشخصية، حيث أجسد مرحلة الشباب في حياة فاروق منذ تولي حكم مصر وعمره 16 عاماً وحتى مغادرته البلاد· ردود أفعال وأعتقد أن هناك ردود افعال جيدة جدا تجاه هذا العمل الذي توفرت فيه كل عناصر النجاح من نص جيد متماسك ومحبوك ومخرج متميز مثل حاتم علي، وفريق عمل على مستوى عال، ويقدم المسلسل شخصية الملك فاروق بإيجابياتها وسلبياتها، فقد كانت له أخطاؤه الفادحة التي يتعرض لها المسلسل· وعن سر تقديمه للأعمال التاريخية، وابتعاده عن الأعمال الاجتماعية قال: الأعمال التاريخية التي قدمتها، أخذت الحيز الأكبر من أعمالي المعدودة، وكانت أعمالاً قيمة، وذات أهمية كبيرة، ولا يمكن لأي ممثل أن يرفضها، وهناك عمل واحد اجتماعي مع المخرج هيثم حقي هو ''ردم الأساطير'' وكان عملاً جميلاً إضافة إلى أدوار أخرى عرضت عليًّ، لكني لم أستطع تأديتها لارتباطاتي رغم كونها أعمالاً لا يستهان بها· والمسألة ليست مفاضلة بين التاريخي والاجتماعي وحسب، بل هناك أعمال مغرية، وأشعر بها تناديني، وفي كل مسلسل من تأليف الدكتور وليد سيف وإخراج حاتم علي، كانت تعرض عليًّ أعمال معاصرة فأختار الأولى، لأنني أنتقي أدواري وحريص على المشاركة في الأعمال التي يخرجها حاتم علي لأنه متميز ويمتلك رؤية بصرية هائلة، ويستطيع أن يوازن بين طرفي المعادلة التليفزيونية وهما النص والصورة وتعاونت معه في أعمال كثيرة مثل ''التغريبة الفلسطينية''، و''على طول الأيام''، و''ربيع قرطبة'' وأعرف انه يثق بقدراتي لذا رشحني للمؤلفة الدكتورة لميس جابر التي شجعتني على تجسيد شخصية الملك فاروق· وقال تيم الحسن: الدراما السورية تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الماضية، بسبب جودة النصوص المقدمة والمخرجين الذين استفادوا من دراستهم في الخارج، كما أن الإمكانيات الإنتاجية ذات التمويل الكبير ساهمت في رفع كفاءة هذه الدراما خصوصا التاريخية، أما مشاركتنا لإخواننا المصريين في أعمالهم الفنية فلا تقلل من شأنهم، ولكن تدل على مدى الترابط وعمق العلاقة بين مصر وسوريا، حيث إن المشاهد لا يجد فرقا في جنسية الفنان ويشعر بأن الجميع يعيشون في وطن واحد ويحملون نفس الملامح ولديهم نفس القضايا والهموم، وأنتظر مشاركة الفنانين المصريين في أعمال سورية حتى يتحقق التكامل والنتيجة ستكون في صالح الدراما العربية· ازدحام رمضان وعن رأيه في الازدحام الشديد للمسلسلات في رمضان قال: خلال الشهر الكريم أتابع أعمالي على الشاشة كي أتعلم من أخطائي، وأحاول تفاديها مستقبلاً، لكن المشكلة أن عروض رمضان مزدحمة، فالشركات الإنتاجية تتنافس في هذا الشهر، وكلها ترغب بعرض أعمالها خلاله، وهو ما يحرم الأعمال الفنية من فرصة العرض المناسب على الصعيد الفني، وأتمنى وجود موسم آخر للمسلسلات غير شهر رمضان الكريم، كي لا تفقد الأعمال الفنية أهميتها وسط زحمة العروض· وعن اسباب ابتعاده عن الكوميديا قال تيم: أعمالي بصفة عامة حتى الآن قليلة وليس بينها عمل كوميدي لأنني لم امثل الكوميديا ولكني جربتها عندما كنت طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية ولا ارفض الكوميديا· وعن أهم محطات النجاح في حياته قال: أهمها كان في المسلسل التاريخي ''ربيع قرطبه''· انتقادات عن الانتقادات التي تعرض لها بوصفه فنانا سوريا يتصدى لعمل في قلب التاريخ المصري قال: الفنان يتعرض للانتقادات في أي مكان سواء في بلده أو خارجه، والمهم أن يقدم عملاً يستحق المشاهدة، والانتقادات تم توجيهها للمخرج حاتم علي لأنه استعان بي، لكن الممثلين المصريين رفضوا تجسيد الشخصية في الأساس، فكيف يرجع النقاد باللوم علي·