الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاسبة النفس

5 أكتوبر 2007 22:13
الأيام تمضي سريعاً وهي محسوبة من عمر الإنسان وقد نشعر بالفرحة بقرب العيد وانتهاء شهر الصيام متناسين أن أعمارنا نقصت بضعة أيام، لكن هكذا هي الحياة·· الناس لا تتذكر إلا الأشياء التي تحبها والأشياء المبهجة، وهذا من نعم الحياة والا فلن نتمكن من العيش بشكل طبيعي، ولذلك كان الرسول الكريم ''صلى الله عليه وسلم يقول'': ''اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا''· أو كما قال صلى الله عليه وسلم·· ادعو الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وربما قد يرغب بعضنا في محاسبة النفس إن كانت قصرت في شهر العطاء فعليه أن يعوض ما فاته من خير وان يستغل هذه الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل في العمل الصالح والعبادة والإنفاق·· عموما من الواضح أنني أتفلسف على القارئ الكريم فهو اعلم مني بفضل هذه الأيام ولا أصلح أن أكون واعظا غير أن بعض الناس أصابهم التعب والإرهاق والبعض يتمارض أو يبحث عن عذر·· وهكذا وجدت نفسي أشعر ببوادر مرض وسخونة ربما تكون مقدمات زكام قيل لي انها بسبب فيروس منتشر في البلد، ربما نتيجة التغيرات في الطقس وإيذانا ببداية فصل الشتاء·· ونصحني احدهم أن اقضي على هذا الفيروس مبكرا قبل أن يتفاقم وتقوى شوكته في الجسم وذلك بتناول المضادات الحيوية أو البندول، وقال إن هذا دواء وهو مجرد حبوب أو كبسولات يعني ليست طعاما وهي بالتالي لا تفطر، وسألت المطوع فضحك ساخرا ولم يجب على السؤال معتقدا أنني امزح·· ونصحني آخر بأني إذا كنت مريضا فيمكنني قطع الصيام لوجود عذر على أن اقضي ما قطعته بعد رمضان، فقلت إن علي من الديون ما يجعلني عاجزا عن القضاء فلا حاجة لي بدين جديد·· والتمست النسيان كعذر للإفطار من باب انه من نسي فأفطر فلا حرج عليه فليكمل صيامه·· غير أنني لم أتمكن من نسيان أنني صائم فلا يمكن ان تنسى ما تفكر فيه ولم أجد سوى النوم وسيلة للقضاء على السويعات المتبقية قبل موعد الإفطار ولكن كيف يمكن أن أعمل أو أن اكتب هذه الزاوية وأنا نائم·· اللهم احفظ بلادي من كل سوء·· واشف مرضانا ومرضى المسلمين··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©