الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قدوة للأسوياء

29 مارس 2008 00:01
كلما نظرت إلى هذا الرجل ازددت به إعجابا، فعلى الرغم من حرمانه من الكثير من نعم الحياة إلا أنه محتسب صابر صامد كجبل أبى أن تثقل كاهله صغار الصخور، تلمح في وجهه المشع بالنور الكثير من علامات الراحة والرضا، وقد عرفت حالته الصحية من زملاء يعرفونه اذ قالوا إنه كان رجلا معافى وقد ابتلي بجلطة دماغ أخلت بوظائف حركة أعضاء جسده مما أفقده القدرة على السير والتوازن في مشيه·· ورغم تلك الابتلاءات فإنه صابر لا يكل ولا يمل ولا يرمي بثقل أعباء عمله بحجة المرض، فهو أكثر الموظفين اجتهادا في عمله، تجده أول الحضور وآخر المنصرفين·· عجبت من شدة إخلاصه لعمله، بينما الكثيرون من الشباب، ممن منّ الله عليهم بالصحة والعافية، يتسربون من عملهم· ويكافح هذا الرجل بجد واجتهاد متحديا إعاقته وكل الصعوبات في سبيل الوفاء لعمل شهد سنوات عمره سنة بعد أخرى، وتابع تطور حالاته من حال إلى حال· وعجبت أكثر لحرصه الدائم على أن يُهدي من حوله الورود بمختلف ألوانها متبوعة بابتسامة لا تفارق محياه، فهذا الرجل يُهدي الأصحاء الأمل والإصرار على البقاء وحب الحياة بالرغم من أنه أكثرهم حاجة لتلك الزهور، فكم هي الحياة غريبة وبها دروس لا يفقه لغتها إلا المتأملون·· فكل الاحترام لك يا أستاذ على هذا الإصرار والحماس وحب الآخرين الذي لمسته في تعاملك مع كل من هو حولك، ابتداء من زملائك ونهاية بجهاز الكمبيوتر الذي رافقك على مر سنوات· حسناء البريكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©