الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حق الزوجة

حق الزوجة
5 أكتوبر 2007 22:23
لقد أرسى الإسلام عرى الحياة الزوجية، ووضع لكل من الزوجين حقوقاً تقابلها واجبات، وكلما اجتهد كل من الزوجين فى الوفاء بهذه الحقوق زاد حب وتعلق الجانب الآخر به، ولقد كفل الله هذه الحقوق وأمر بها حتى تسير سفينة الحياة، وتتوافق الأسرة وتكون الحياة هنيئة لا يعكر صفوها مشكلة أو ما شابهها، ولقد بنى الإسلام الرابطة بين الزوج وزوجته على أسس واضحة وسليمة، ووفق مبدأ شرعي محدّد، يقول سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة: 228) فبهذه العلاقة الرائعة، بنى الإسلام العلاقة بين الزوجين على أساس من المودة والرحمة، فللمرأة حقها الشرعي المقدس على زوجها وللزوج حقه الشرعي عليها أيضاً، فالإسلام لم يفرض للرجل حقه إلا بعد أن فرض للمرأة حقها· والذي يتابع العلاقة الزوجية في الإسلام، ويستقرئ كيفية تنظيم الإسلام لها، يلاحظ أن الإسلام في كل تشريع وتوجيه إنما يبني العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة على أساس من الود والرحمة والمعروف وحسن المعاشرة· حق النفقة ومن أهم الحقوق التى أوصى بها الإسلام للزوجة على زوجها ما ذكره الشيخ عطية صقر فى كتابه ''س وج للمرأة المسلمة'' وتمثل فى: حق النفقة، فللمرأة على زوجها حق النفقة، فهو المسؤول عن توفير ما تحتاجه المرأة من طعام ولباس وسكن وعلاج ووسائل للزينة والتى تتناسب مع وضعها الاجتماعي من جهة وقدرته المالية من جهة أخرى· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''أيها الناس، إن لنسائكم عليكم حقاً، ولكم عليهن حقاً، حقكم ألا يوطئن أحداً فرشكم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن، وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيراً''· وهذا الحق محكوم بأمرين الوسع والمعروف، أما الوسع ففي قوله (لينفق ذو سعة من سعته ومن قُدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) والمعروف فى قوله (وعاشروهن بالمعروف) (النساء: 19)· حسن المعاشرة حسن المعاشرة، ومبادلتها الحب والثقة والاحترام: وهذا نلاحظه فى آيات كثيرة منها: (وعاشروهن بالمعروف)، (فإمساك بمعروف أو تسريح باحسان) (البقرة: 229)، (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) (الروم: 21)، ووقفة بسيطة مع هذه الآية الأخيرة يتبين لنا أن الزوجة من آيات الله تبارك وتعالى التي جعلها الله رحمة وسكنا للزوج، فمن سكن فى بيته مع زوجته وصارت بينهما مودة ورحمة فليعلم أنها الجزء الذي خلق منه فارتاح له وارتاحت له أعضاؤه، فتكون الحياة هنيئة· ويقيس رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيرية للعبد عن طريق شيء واحد وهو أن يراعي العبد الله تبارك وتعالى في زوجته فيقول صلى الله عليه وسلم: ''خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي''، ويتصف بصفة الكرم ويعرف بأنه كريم من أكرم النساء ولم يهنهن، لقوله صلى الله عليه وسلم ''ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم'' ''حديث صحيح''· وفي حديث آخر: ''رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته، فإن الله عز وجل قد ملكه ناصيتها، وجعله القيم عليها''· فالحياة الزوجية هي منبع السعادة، ومصدر الحب والحنان، وفي أحضان البيت يجد الإنسان راحته واستقراره، وبقرب زوجته يشعر بالطمأنينة والسرور· كذلك من حق الزوجة على زوجها الترويح عنها والمزاح معها وملاطفتها، وهى سنن مأخوذة عن النبى صلى الله عليه وسلم، وكذلك السماح لها بزيارة أهلها وزيارتهم لها، مع مراعاة حدود الشرع فى هذه الزيارات، وأيضا حفظ اللسان عن رميها بالعيوب، وعدم ذكرها إلا بالحسن والحفاظ على سمعتها، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم ''كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته''· الأمن والاستقرار وبقدر ما تكون العلاقة ودية والمعاشرة حسنة بين الزوجين تكون أجواء الأسرة موحية بالأمن والاستقرار والراحة للزوج والزوجة والأبناء، وكم كان دقيقاً ومؤثراً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ''قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً''· ويؤكد الإسلام حسن معاشرة الزوجة، وملء الجانب النفسي والروحى من حياتها، ومراعاة التوافق فيدعو الرجل إلى أن يتخذ كل الوسائل والأساليب التي تحبب إليه زوجته، وتعمل على شدها نفسياً وغريزياً إليه· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©