الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صبر رسول الله

صبر رسول الله
5 أكتوبر 2007 22:25
روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة وأبوجهل وأصحابه جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبوجهل ''لعنه الله'': أيكم يقوم إلى سلا الجزور فيلقيه على كتفي محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فأخذه وأتى به، فلما سجد ''صلى الله عليه وسلم'' وضع بين كتفيه السلا والفرث والدم، فضحكوا ساعة وأنا قائم أنظر، فقلت: لو كان لي منعة لطرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه، حتى انطلق انسان، فأخبر فاطمة ''رضي الله عنها''، فجاءت فطرحته عن ظهره، ثم أقبلت عليهم فسبتهم، فلما قضى ''صلى الله عليه وسلم'' الصلاة رفع يديه فدعا عليهم فقال: اللهم عليك بقريش، ثلاث مرات، فلما سمع القوم صوته ودعاءه ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته فقال: اللهم عليك بأبي جهل، وعتبة، وشيبة، وربيعة، والوليد، وأمية بن خلف، فقال علي رضي الله عنه: والذي بعث محمداً بالحق رأيت الذين سماهم صرعى يوم بدر، وكان الصالحون يفرحون بالشدة لأجل غفران الذنوب لأن فيها كفارة السيئات ورفع الدرجات، وروي عن رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' أنه قال: ''ثلاث من رزقهن فقد رزق خيري الدنيا والآخرة، الرضا بالقضاء، والصبر على البلاء، والدعاء في الرخاء''· جزاء الصبر رُوي عن الحسن البصري رضي الله تعالى عنه أنه قال: كنت بواسط، فرأيت رجلاً كأنه قد نبش من قبر، فقلت: ما دهاك يا هذا؟ فقال: أكتم على أمري، حبسني الحجاج منذ ثلاث سنين، فكنت في أضيق حال، وأسوأ عيش، وأقبح مكان، وأنا مع ذلك كله صابر لا أتكلم، فلما كان بالأمس أخرجت جماعة كانوا معي، فضربت رقابهم، وتحدث بعض أعوان السجن أن غداً تضرب عنقي، فأخذني حزن شديد وبكاء وأجرى الله تعالى على لساني فقلت: إلهي اشتد الضر وفقد الصبر وأنت المستعان، ثم ذهب من الليل أكثره، فأخذتني غشية، وأنا بين اليقظان والنائم إذا أتاني آت فقال لي: قُم فصل ركعتين وقل: يا من لا يشغله شيء عن شيء، يا من أحاط علمه بما ذرأ وبرأ وأنت عالم بخفيات الأمور ومحصي وساوس الصدور، وأنت بالمنزل الأعلى، وعلمك محيط بالمنزل الأدنى، تعاليت علواً كبيراً، يا مغيث أغثني، وفك أسري، واكشف ضري، فقد نفد صبري، فقمت وتوضأت في الحال وصليت ركعتين وتلوت ما سمعته منه، ولم تختلف عليّ منه كلمة واحدة، فما تم القول حتى سقط القيد من رجلي ونظرت الى أبواب السجن فرأيتها فتحت· فقمت، فخرجت ولم يعارضني أحد، فأنا والله طليق الرحمن، وأعقبني الله بصبري فرجا، وجعل لي من ذلك الضيق مخرجاً، ثم ودعني وانصرف يقصد الحجاز·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©