الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوعد

الوعد
5 أكتوبر 2007 22:26
أرجح دليل يتمسك به الإنسان كتاب الله تعالى، الذي من تمسك به هداه، ومن استدل به أرشده وهداه، قال الله تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود'' وقال جل ذكره وتقدس اسمه: ''الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق''، وقال جل وعلا: ''وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها''· وقال تعالى: ''وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا'' والآيات في ذلك كثيرة ومن أشدها قوله تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون''· وروي في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان''· فالوفاء من شيم النفوس الشريفة، والأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة، يعظم صاحبه في العيون، وتصدق فيه خطرات الظنون· ويقال: الوعد وجه، والإنجاز محاسنه، والوعد سحابة، والإنجاز مطرها· وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لكل شيء رأس، ورأس المعروف تعجيله وانشدوا: إذا قلت في شـــيء نعم فأتمــــه فإن نعم الدين على الحر واجب وإلا فقل لا، تسترح وترح بها لئلا تقـول الناس إنـــــك كــــــاذب وقال آخر: لا كلف الله نفساً فوق طاقتها ولا تجــــود يد إلا بما تجـــــــــد فلا تعد عــدة إلا وفيــــــت بهـا واحذر خلاف مقال للذي تعد وقال أعرابي: وعد الكريم نقد وتعجيل· ووعد اللئيم مطل وتعليل· وقال أعرابي أيضاً: العذر الجميل خير من المطل الطويل· ومدح بشار خالد بن برمك فأمر له بعشرين ألفاً، فأبطأت عليه فقال لقائده: أقمني حيث يمر، فأقامه، فمر فأخذ بلجام بغلته وأنشأ يقول: أظلت علينا منك يوماً سحابـة أضاء لها برق وأبطأ رشاشهــــــا فلا غيمها يجلي فييأس طامع ولا غيثها يأتي فتروي عطاشها فقال: لا نبرح حتى تؤتي بها· وقال صالح اللخمي: لئن جمع الآفات فالبخل شرها-وشر من البخل المواعيد والمطل ولا خير في وعد إذا كان كاذبا-ولا خير في قول إذا لم يكن فعل وقيل: ماتت للهذلي أم ولد، فأمر المنصور الربيع أن يعزيه ويقول له: إن أمير المؤمنين موجه إليك جارية نفيسة لها أدب وظرف، يسليك بها، وأمر لك معها بفرس، وكسوة، وصلة· فلم يزل الهذلي يتوقع وعد أمير المؤمنين· ونسيه المنصور، فحج المنصور ومعه الهذلي فقال المنصور وهو بالمدينة: إني أحب أو أطوف الليلة المدينة، فاطلب لي من يطوف بي· فقال الهذلي: أنا لها يا أمير المؤمنين، فطاف به حتى وصل بيت عاتكة، فقال: يا أمير المؤمنين وهذا بيت عاتكة الذي يقول فيه الأحوص: يا بيت عاتكة الذي أتغـــــــزل حذر العدا وبه الفؤاد مـــوكل إني لأمنحك الصدود وإنني قسماً إليك مع الصدود لأميل فكره المنصور ذكر بيت عاتكة من غير أن يسأله عنه، فلما رجع المنصور أمر القصيدة على قلبه فإذا فيها: وأراك تفعل ما تقول وبعضهم مذق اللسان يقول ما لا يفعل فذكر المنصور الوعد الذي كان وعد به الهذلي فأنجزه له واعتذر إليه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©