أدريان هايز.. بريطاني يرتحل عبر الجليد

انتهى الرحالة البريطاني أدريان هايز من تمريناته اليومية على التزلج، بعد أن كان يجوب الصحراء وشواطئ دبي يرافقه طفليه، متكئاً على اثنتين من العصي، جاراً خلفه عدداً من إطارات السيارات، وذلك لإضافة الوزن المناسب، استعداداً لرحلة قطبية غير عادية، تضاف إلى مجموع رحلاته السابقة التي تهدف إلى التعريف بمشاكل الاحتباس الحراري في كوكب الأرض. وهايز، لمن لا يعرفه، هو واحد من أهم الرحالة والمستكشفين على مستوى العالم، تمكن من تحقيق رقم في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية العالمية كأول شخص يصل مشياً على الأقدام إلى أقطاب الأرض الثلاثة (القطب الشمالي، القطب الجنوبي، جبل افرست) في أسرع مدة زمنية ممكنة (حوالي 19 شهراً)، وهو اليوم يستعد للانطلاق في رحلة قطبية جديدة، تعتبر أطول رحلة جليدية على الإطلاق، سيتزلج فيها على الجليد، مع حمولة من المعدات الجيولوجية تزن 150 كيلوجراماً، لمسافة تفوق الـ3500 كيلومتر، مدة شهرين متواصلين. ويبدأ الطريق الذي سيمر فيه هايز، كأول مستكشف على الإطلاق، من المحيط الأطلسي على الساحل الجنوبي وينتهي بالساحل الشمالي المتجمد قرب المحيط المتجمد الشمالي لجزيرة «جرين لاند»، أكبر جزيرة على وجه الأرض. ليقدم في نهاية الرحلة معلومات مهمة عن التغيرات المناخية على كوكب الأرض ومشاكل الاحتباس الحراري، مع شرح مفصل لكيفية تأثير هذا الاحتباس على ذوبان الجليد في جزيرة «جرين لاند»، أكبر جزيرة على كوكب الأرض، في القطب المتجمد الشمالي. ويرافق أدريان في رحلته هذه صديقان كنديان هما: ديفون ماكديرميد، و ديريك كرو، حيث يقوما بمهمة تصوير وأرشفة الرحلة بالكامل. يقول أدريان: «لقد قمنا بالتخطيط لهذه الرحلة عندما كنا في المناطق الشمالية المتجمدة في عام 2007، ونحن نعتقد جازمين بأن الموارد الموجودة على كوكبنا الآن منخفضة بما لا يقل عن 30% من المتوقع، فإذا كان كل فرد من سكان الأرض سوف يعيش كحياة أي مواطن أوروبي عادي فسوف نحتاج إلى ثلاثة كواكب مشابهة لكوكبنا كي نستطيع أن نحظى بموارد طبيعية كافية. وإذا كان سيعيش بمستوى أي مواطن أميركي عادي فسنحتاج إلى خمسة أو سبعة كواكب في بعض المناطق الأخرى». يتابع هايز: «سوف تلقي رحلتنا إلى (جرين لاند) بعضاً من الضوء على مدى التحدي الذي يواجهنا للحفاظ على حياتنا على هذا الكوكب وعلى ماهية التحركات السريعة التي يجب علينا القيام بها. وإذا لم نتحرك سريعاً فستكون العواقب على أطفالنا وأطفالهم، غير جيدة أبداً»، وفضلاً عن ذلك سيقوم أدريان وأصدقاؤه الذين يرافقونه في الرحلة بإجراء العديد من الأبحاث العلمية حول مدى الأضرار التي أصابت الكتلة الجليدية على الجزيرة من جراء التغير المناخي والاستخدام اللامدروس للموارد التي أنعم الله بها علينا على كوكب الأرض. هايز، الذي أبدى سعادته بإتمام مشروع الرحلة، أضاف بأنه ممتن أيضاً كونها حظيت بدعم محلي من بعض المؤسسات والمنظمات التي رعتها، قائلاً: «أنا سعيد جدا للدعم المادي المقدم من بعض المصارف والشركات التجارية التي أخذت على عاتقها تحمل مسؤوليات بيئية في المجتمع، فقد بدأ شركاؤنا التجاريون برحلة نحو تطوير قواعدهم لتتناسب مع التحديات البيئية، ليس بإيقاف أي من نشاطاتهم، بل بالعمل على هذه النشاطات بطريقة أذكى وأفضل». رحلة أدريان هايز لاستكشاف جزيرة «جرين لاند» أعلن عنها أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي غير عادي، عقد في مسرح دبي للثقافة والفنون برعاية مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، وبحضور أكثر من 100 من الطلاب التي تتراوح أعمارهم بين الـ10-12 عاما والذين يقومون بدور السفراء للتعريف برحلة أدريان، وسيتابع هؤلاء الطلاب الرحلة عن طريق موقع إلكتروني خاص.