الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضائية للبيع!

22 ابريل 2009 03:40
في وطننا العربي، اعتدنا على العشوائية في التعاطي مع أمور الحياة.. ودوماً نلجأ إلى الطريق السهل، وكأننا لا نتملك جينات الابتكار.. لذا تأتي تجاربنا الحياتية «منقوصة» بعض الشيء، فتخرج إلى أرض الواقع غير مكتملة النمو، وغير مسلحة بمخالب النضج، أو التخطيط العلمي المدروس. ومن المجالات التي تدار اليوم بعشوائية، مجال الإعلام الفضائي، الذي تحول إلى «دكاكين» يمتلكها دخلاء على المهنة، قرروا أن يقتحموا مجالاً «لا ناقة لهم فيه ولا جمل». ولأنهم يمتلكون المال، وجدوا من يأخذ بأيديهم ويضعهم على طريق الفضاء، الذي يتفق تماماً مع عقولهم «الفارغة» من الفكر، فأخذوا يتخبطون هنا وهنا، حاملين فوق ظهورهم تجاربهم المشوهة.. فهذا يخرج علينا بقناة رقص وغناء، وذاك يعتمد العري ميثاقاً لمحطته، وثالث يرتدي ثوب الدين، ويأتي برجل يجلس أمام المشاهدين، ويلقي عليهم الغريب والعجيب من الفتاوى، ورابع يستغل محطته لتصفية حساباته مع خصومه، وخامس يختار الشعر لاستقطاب الجمهور وجذبه لمشاهدة شعراء من أنصاف المواهب.. وغير ذلك من القنوات التجارية التي اعتمدت رسائل الـ SMS ماركة مُسجلة لتحقيق أكبر ربح ممكن من «جيوب» المشاهدين، خاصة أن هذه الفئة على يقين تام بأن الإعلانات «المحترمة» لن تطرق أبوابها، بل تضل الطريق إليها دوما، وبذلك تفقد هذه الفضائيات سبل الدخل المشروع والمباشر، فتلجأ إلى مسابقات وهمية تستنزف أموال كل مشاهد «ساذج» يلهث خلف الثراء السريع، ومع ذلك لا يجني من وراء ذلك سوى الوهم المحقق. وبذلك تمتلئ خزانة هذه القنوات التجارية، ويظـل المشاهد يركض خلف أحلامه الواهية. - هذه الفضائيات - على كثرتها - تعد ظاهرة صحية، فهي منابر إعلامية قد تتيح أمام المشاهد أكثر من رأي، ولكن لأنها قامت على أساس عشوائي مهترئ، أخذت تترنح حتى قاربت على السقوط من الفضاء الهوائي إلى فضاء منبوذ تافه لا يقدم شيئاً للمشاهد، الذي اعتاد على هبوط فضائية كل يوم فوق رأسه، لأخذ مكانها في طابور «الدكاكين» الطويل، لتقدم بضاعة فاسدة لمشاهد من النوع «الأليف». • سبوت: - الزوجان قد يختلفان في كل شيء.. إلا في حالة وفاة أحدهما. - إذا وافقت على تجرع الذل، فاختر كأساً من مائدة الشرفاء. سلطان الحجار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©