السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسوق في الإسكندرية .. من الإبرة إلى الصاروخ!

التسوق في الإسكندرية .. من الإبرة إلى الصاروخ!
22 ابريل 2009 03:43
تعتبر الإسكندرية عروس البحر المتوسط ولؤلؤته البراقة، فهذه المدينة الساحلية المنفتحة بكل الحب على السياح، تقدم لزوارها بسخاء كل مقومات السحر والجاذبية التي لا تمتلكها الكثير من العواصم السياحية في العالم، حتى اعتبرت بذلك الوجهة السياحية رقم واحد بالنسبة للسياح الإماراتيين والخليجيين والعرب، الذين تعتمد عليهم المدينة المتوسطية بالدرجة الأولى. شيد الإسكندرية المهندس اليوناني «ديمقراطيس» على موقع قرية صيد بأمر الإسكندر الأكبر فخلدت اسمه، وفاق ازدهارها كل التوقعات، كما شهدت أحداث القصة التاريخية المثيرة التي كان أبطالها «كيلوباترا ويوليوس قيصر ومارك انطونيو»، وهي اليوم مدينة تتعايش فيها جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية والدينية، في مزيج نادر جعلها مدينة فريدة بين مدن مصر، إذ تتميز بعمران قديم وأحياء ضيقة، جسد كل منها حقبة تاريخية لتسكنها جالية معينة، كما تعتبر من المدن المصرية العريقة التي تجذب النجوم والمشاهير، فمن بين الشخصيات التي تتردد عليها، فنانو مصر، ونجوم العالم المعروفين كالنجم العالمي الشهير عمر الشريف وبطل فيلم جيمس بوند روجر مور. خريطة لأسواق الاسكندرية الأماكن الجميلة التي يجب زيارتها في الإسكندرية كثيرة، ويمكن الوصول إليها بسهولة ويسر، ومن بينها سوق «زنقة الستات» حيث كانت تعيش «ريّا وسكينة» وتصطادان ضحاياهما في أزقته، وقد أطلق عليه هذا الاسم الغريب، نظراً لضيق أزقته وتخصصه في الألبسة والمشغولات اليدوية النسائية، فعرضه يتسع لشخص واحد فقط! وعلى جانبيه توجد دكاكين صغيرة وسلالم ضيقة تؤدي للطابق العلوي، ليكون مقصد النسوة من كل المستويات، لشراء كل شيء «من الإبرة إلى الصاروخ» كما يقول الإسكندرانيون. أما شارع فرنسا فيتخصص ببيع المجوهرات والحلي الفضية، وأفضل مكان لشراء أطقم الملابس يقع في «المنشية»، في حين تشتهر «محطة الرمل» بالجاكيتات الجلدية ذات الأسعار الجيدة، ويأتي مسجد «المرسي أبو العباس» في منطقة «الأنفوشي»، كمسجد مهيب تم تصميمه وفق العمارة الأندلسية، وإلى جانبه يوجد سوق جميل على طريقة «البازار» لبيع الهدايا والتحف والمنتجات التقليدية، أما عشاق المجمعات الحديثة فيقصدون عادة مجمع «سان ستيفانو». بهجة عربة الحنطور في الإسكندرية الفاتنة التي يتمتع أهلها بابتسامة ناعمة وروح منفتحة تماماً كأمواج بحرها، يقوم بعض السياح الخليجيين الذين يعشقون ركوب الحنطور باستخدام هذه الوسيلة الجميلة في تنقلاتهم، خاصة في فصل الصيف الذي يعتبر أقوى المواسم شأنه شأن الأعياد، حيث يكون الجو صحواً فيميل الناس للتنزه ليلاً، ويخرجون للسير على الكورنيش والحدائق والمتنزهات، فيكون الإقبال كبيراً جداً على الحناطير، سواء من المصريين أو الخليجييين أو العرب أو حتى الأجانب من مختلف الجنسيات، فهم يرون في الحنطور شكلاً تاريخياً جميلاً، يؤمن لهم أوقاتاً رائعة للترويح عن النفس. أين تذهب في الإسكندرية تضم المدينة عددا من المتاحف القومية، أهمها المتحف اليوناني، «متحف الإسكندرية القومي»، و»متحف المجوهرات الملكية» لوجوده في مبنى كان قصراً لإحدى أميرات الأسرة العلوية المالكة في منطقة «جليم» برمل الإسكندرية، حيث يضم مجموعة من أروع المجوهرات الملكية التي كان يرتديها أفراد الأسرة العلوية المالكة ومنها مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وزوجاته، حيث يعرض 11500 قطعة نادرة. ثراء الأطباق البحرية من يزر إسكندرية يحلف بلذة أطباقها البحرية من أسماك وثمار البحر الأبيض المتوسط الطازجة التي يتفنن الإسكندرانيون في تتبيلها وإعدادها بطرق جميلة، وأشهر هذه المطاعم «قدورة» و»أبو أشرف» في منطقة «الأنفوشي»، و«سي جل» في طريق العجمي، و«لا برينس» بحدائق المنتزه، و«قرية بلبع للمشـويات والأسماك» بالحديقة الدولية. كيف تتنقل في المدينة توجد في الإسكندرية عدة خيارات للتنقل كخطوط «الترام/القطار» وحافلات النقل العام، لكن استعمالها غير مريح للسياح غير المعتادين على الزحام خاصة في أوقات الذروة، وهناك مكاتب لتأجير السيارات، إلا أن القيادة صعبة وخطرة بعض الشيء في الإسكندرية، ولذا فأفضل وسيلة تنقل هي التاكسي الذي يمكن مشاركته مع ركاب آخرين على نفس الوجهة، لكن يستحسن المفاصلة في أجرة التوصيلة، فأغلب السيارات لا تملك عداداً لقياس المسافة وتحديد الأجرة. لندن.. سياحة تقليدية وعصرية متجددة التاريخ يسكن زواياها أمل المهيري أبوظبي - كنت أعتقد أن لندن مدينة فاضلة.. مدينة نظيفة ليس فيها متسول أو فقير أو متشرد.. مدينة من مدن المستقبل، كل شيء فيها مرتب منظم، وكل مبانيها تلمع بالزجاج الملون وبالمطر أو بالضباب.. تلك الصورة الخيالية للعاصمة البريطانية تشكلت في ذاكرتي الصغيرة في سنوات الطفولة عندما كنا نسمع عن لندن. لقد كانت بمثابة عاصمة العالم حينها، لم يكن أحد من أهلنا يعرف مدينة غربية غيرها، حين كانت كل الساعات تضبط على دقات ساعتها الشهيرة «بج بن». عندما خرجت من مطار هيثرو- الذي يعد من أكبر مطارات العالم- أثار اهتمامي اللون الأخضر الذي يطغى على كل شيء.. لون الطبيعة البكر التي لم تمتد إليها يد البشر.. ربما استغرقنا الطريق إلى شارع كنجستون في وسط لندن نحو ساعة أو أكثر قليلاً. في اليوم التالي بدأت أستكشف المدينة، لا تشعر بالانبهار كثيراً، المدينة نظيفة ومرتبة، تذكرت مدناً تثير فيك الدهشة وترسم على وجهك الانبهار، مدناً في الشرق والغرب.. بل إنني وجدت عقلي الباطن يعقد مقارنة أو مقاربة بين لندن ومدن مثل أبوظبي أو دبي، مقارنة لا تزال تصب في صالح مدن بلادي، وفجأة وجدت هذه المقارنة تتوسع لتصل الى هونج كونج التي عدت منها قريباً.. إنها من المدن التي تجعلك تشعر بالانبهار ما أن تطأ قدماك أرض المطار. لكن هنا في لندن يجب أن أغير مبدأ المقارنة، فهنا المسألة مختلفة.. إن مبانيها تعود إلى مئات السنين، وقد بقيت على حالها ولم تتحول إلى مناطق تراثية، اذا نظرت إلى الأمر بهذه النظرة تجد أنك تعيش وسط متحف مفتوح أو موقع تراثي، تجد مثلاً مدير الفندق يقول لك: إن هذا الفندق كان في يوم من الأيام غرفة للعمليات في الحرب العالمية الثانية، أو أن هذا المنزل كان منزل الدوق فلان الفلاني الذي فعل كذا وكذا في القرن الماضي، وهكذا هم يقدرون التاريخ بطريقتهم. ربما هذا ما يجعل هذه المدينة مختلفة، فالتاريخ يسكن كل زاوية من زواياها. مع ذلك فالمدن تتشابه حتى في اختلاف تفاصيلها، ويبقى لكل مدينة طعمها الخاص ومذاقها المميز، وهذا يذكرني بالطعام، فلم أجد في المطبخ الانجليزي ما يثير شهيتي، فقد دخلت مطعماً يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر علني أجد طعاماً تقليدياً يقربني من ثقافة المكان. طلبت ضلوع الضأن المتبلة بالأعشاب البرية بناء على نصيحة أحدهم، وجذبتني مكونات الوجبة، وانفتحت شهيتي للطعام.. لكن ظني خاب، فلم يكن الطعام كما توقعته، فلم أطقه، حيث كان اللحم نيئاً يسيل منه دم أحمر، ولم تعجبني غير رائحة الأعشاب البرية. في اليوم التالي كنت أمام خيارين أحدهما السياحة برفاهية الخمس نجوم، أو التعرف على روح هذه المدينة من واقع أقرب، شريطة التحلي بروح المغامرة والتخلي عن حياة الرفاهية. الأمر يحتاج الى نوع من الشجاعة.. تركنا الفندق الفاخر الذي نسكنه لننتقل إلى منزل رديء في شارع الأميرة خلف «الهايد بارك» الشهير. وجدت أن فطيرة فرنسية مع قدح قهوة ساخن أفضل كثيراً من إفطار كونتيننتال أو ضلوع الضأن المتبلة النيئة وغالية الثمن. تزخر لندن بالثقافة في كل مكان.. المتاحف والمسارح والمعارض الفنية ومعارض الكتب والمكتبات.. لم أر هذا التجمع الثقافي في مدينة واحدة من قبل. وجدت أنني لن أتمكن من زيارة كل المتاحف، واخترت أكبرها وهو المتحف البريطاني الذي يضم فرعاً للتراث الإسلامي ومتحفاً فنياً آخر لم أدون اسمه، لكنه كان يضم لوحات للفن الحديث وأخرى للفن الكلاسيكي، وانتهى بي الأمر بجولة في متحف مدام تسو، أو متحف الشمع كما يعرف، الذي يضم ايضاً غرفة الرعب التي تضم أدوات التعذيب المستخدمة في فترات زمنية من التاريخ البريطاني، ويتضمن هذا المتحف كذلك قصة لندن عبر الزمان، مروراً بالعهد الفيكتوري الذي يعتبر عصراً ذهبياً لهذه المدينة. بعد تلك الجولة التي حملتني عبر التاريخ والسياسة والفن والى عالم المشاهير، وجدتني أخرج من محطة قطار الأنفاق لأجد نفسي مقابل مبنى البرلمان على ضفة نهر التايمز، هذا المبنى العريق الذي يمثل أقدم الإمبراطوريات في العالم الحديث، حتى وإن لم تعد إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس. ساعة «بج بن» لا تزال تقف شاهدة على التاريخ تحسب دقائقه بكل دقة.. سرت قليلاً على الأقدام فوق جسر البرلمان، ووجدتني أنزل لأسير بمحاذاة نهر التايمز في شارع يسمى «ممشى الملكة». يضم هذا الشارع الذي اكتشفته مصادفة مسارح عفوية في الهواء الطلق ومهرجين ولاعبي سيرك، وفي مكان آخر تجد فنانين وممثلين ورسامين ونحاتين، بل إن هناك متحفاً لسلفادور دالي بجوار عجلة الزمان التي أطلقت عليها المدينة «عين لندن» عندما دشنتها في الألفية الجديدة. وثمة معرض للكتب المستعملة التي تلقى رواجاً كبيراً، وفي أسفل جسر يقوم رجل وابنه بنحت لوحة فنية على شاطئ الرمل الذي لن تلبث لوحته أن تتلاشى ما أن يصل المد في ساعات الليل المتقدمة. منظر كل هؤلاء الفنانين والرسامين والهواة يرتزقون ويتكسبون بعملهم الهامشي هذا من تبرعات الناس وهباتهم غير الملزمة جعلني أنظر الى الأمر بعين أخرى، فلو كان هؤلاء في بلادنا فلن يسلموا من بطش البلدية أو بطش المراهقين والمزعجين والفضوليين، وإن سلموا من البطش تجد الجمهور بخيلاً لا يهب ولا يمنح ولا يتبرع، فإن وجد جمهور كريم وإقبال كبير تجد الطمع قد تسلل إلى نفوس هؤلاء الفنانين والعارضين وصاروا يفرضون رسوماً على الجمهور. تلك الجولة السياحية أكدت لي أن لندن ستبقى وجهتنا المفضلة حتى لو غبنا عنها لاستكشاف مدن أو وجهات سياحية جديدة. لندن ستبقى وجهة تقليدية، لكنها عصرية متجددة
المصدر: الاسكندرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©